صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


العلماء: استلهام معنى الحج والعيد للوحدة ونبذ الفرقة

الأخبار

الخميس، 29 يونيو 2023 - 08:34 م

دروس التعاون والتراحم والإخاء يجب الاستفادة منها طوال العام، ليست الأيام المباركة التى مرت بنا منذ أيام مجرد مواسم للطاعات، وإنما هى  مدارس ربانية ينبغى أن تظل دروسها فى أذهاننا طوال أيام العام بل طوال العمر، فينبغى على الحاج العائد بعد أداء الفريضة، أن يستغل المنحة الربانية بأن عادت صفحته بيضاء، فلا يعمل على أن يسودها بالمعاصي، وكذا يجب أن تستمر روح التكافل والتراحم التى رأيناها فى العيد بين الناس حتى يكونوا أهلا لرحمة الله.

وفى هذ السطور يسرد العلماء الدروس المستفادة من الحج والعيد . فى البداية يدعو الشيخ عمر الديب وكيل الأزهر الأسبق إلى ضرورة استلهام معانى الفداء والتضحية، والانتصار على النفس والهوى والشَّيطان، والتَّداعى إلى الوحدة والمحبة والسلام، ونبذ أسباب الفرقة والشقاق؛ لتفويت الفرصة على المتربصين بأمن أمتنا واستقرارها.

وأكد أن الحج درس عمليٌّ فى التعاون والتراحم والإخاء باعتباره مثالًا فريدًا على وَحدة الهدف، ودعوة صريحة للوحدة والوئام، وهو الأمر الذى يجب أن يسود بين المسلمين والمواطنين فى كل زمان ومكان، ويؤكد أن وسطية الدين التى رأيناها فى العيد، والمتمثلة فى بهجة للنفس مع صفاء العقيدة، وإيمان للقلب خاصة وأنه يأتى مع شعيرة عظيمة من شعائر الإسلام هى نموذج لما ينبغى أن يكون عليه حالنا مع بقية أيام العام، ففرحة العيد التى شملت الغنى والفقير، وما تجلى من تكافل وتآخ بين أفراد المجتمع، لا ينبغى أن تتوقف، فالمواطنون الذين يبسطون أيديهم بالجود والسخاء، إلى إخوانهم الفقراء وتتحرك نفوسهم بالشفقة والرحمة، وتسرى فى قلوبهم روح المحبة والتآخي، يجب أن يستمروا على هذا قدر استطاعتهم، لنرى النتيجة متحققة وهى أن يذهب  عن الناس الضغائن وتسودهم المحبة والمودة.

ويشير الشيخ عبد التواب قطب وكيل الأزهر الأسبق إلى أنه علينا أن نستلهم من معنى «العيد» الذى هو بمعنى الرجوع والعودة فى أن نعيد إلى النفس البشرية صفاءها الفطرى وأخلاقها الحميدة، فنفس الإنسان فى الأساس نفس صافية ونقية، مما ينعكس بالضرورة على السِلمْ المجتمعي.

ويدعو قطب  إلى نبذ كل ما يدعو إلى الكراهية والشقاق، والأفكار الهدامة والمتطرفة التى ترهب الناس وتهدد أمن البلاد والعباد وتعيث فى الأرض الفساد، كما يدعو

الأمة العربية والإسلامية إلى التعاون والاتحاد، ونبذ التنازع والخلاف والشقاق، لتفويت الفرصة على المتربصين بأمن الأمة واستقرارها، حتى تحتل الأمة الإسلامية مكانتها اللائقة بين الأمم والشعوب. ويؤكد الشيخ جعفر عبد الله رئيس قطاع المعاهد الأزهرية الأسبق، أنه على المسلم أن يعمل عقله ويستخلص العبر من الأيام وأن يعى الدروس المستفادة من فريضة الحج، مشيرا إلى قوة العلاقة بين الحج وتحقيق الأمن الاجتماعى بين البشر.

ويوضح أن فريضة الحج التى فرضها الله تعالى ليست طقوسًا تؤدى وكفى، وإنما لها حكمة ربانية  ومنافع دنيوية، وأن منافع الحج  كثيرة ومتنوعة، لا تكاد تجتمع فى غيرها من العبادات، وهذه المنافع بعضها عبادية وبعضها تربوية، وأخرى اقتصادية وتربوية واجتماعية، قال الله تعالى: ﴿وَأَذِّن فِى النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ، لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِى أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ﴾.

ويضيف أن من أعظم منافع الحج، التى تعود على المجتمع والبشرية والتى نراها بأعيننا، هو تحقيق الأمن الاجتماعى بين بنى البشر، متمثلا فى اجتماع تلك الجموع الغفيرة مع اختلاف ألوانهم وأجناسهم ولغاتهم وأوطانهم، تحت راية واحدة، شعارهم واحد، نداؤهم واحد، لا شحناء بينهم ولا بغضاء ولا تنازع، لافتًا إلى أن فى هذا نفعاً عظيماً يعود فى المقام الأول على الأمة الإسلامية والبشرية جمعاء.

ويوضح أن هناك علاقة وثيقة بين الأمن وفريضة الحج، ففى شعيرة الحج تَحِلُّ الألفة وتظهر المودة ويتحقق الأمن والمحبة والسلام، فالمسلمون فى الحج يجمعهم لباس واحد، ومكان واحد، وزمان واحد، وقبلة واحدة، وينادون ربا واحدا، ويؤدون مناسك واحدة، وهذا أكبر دليل على أهمية وحدة الأمة الإسلامية.

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة