جلال عارف
جلال عارف


في الصميم

جلال عارف يكتب: كان حكم الإرهاب إهانة.. وكان مستحيلا أن تقبلها مصر

جلال عارف

الجمعة، 30 يونيو 2023 - 10:22 م

الحمد لله أن ظل «إخوان الإرهاب» حتى النهاية في 30 يونيو يتمتعون بهذا القدر الهائل من الجهل بمصر وطنا وشعبا، ويرضون تمام الرضا عن جهلهم الذى أصبح عقيدة لديهم يخفونها وراء ادعاءات زائفة لم يكن ممكنا أن تستمر فى خداع المصريين، ولا أن تجعلهم يخضعون لإرهاب جاهل ومنحط يستهدف روح مصر، ويغتال كل جميل ورائع فيها.. ليكون 30 يونيو هو الموعد مع النهاية الحتمية التى كتبها شعب مصر للجماعة التى لم تفعل طوال تاريخها الطويل إلا أن تكون خصما للحركة الوطنية وعونا لكل أعداء الوطن الذى لم يعترفوا يوما به، ولم يخلصوا يوما له.. حتى بعد أن أوصلهم التآمر والخيانة والدعم الخارجى لحكم مصر الذى كان مستحيلا أن يستمر لأكثر من العام الأسود الذى واجهت فيه مصر إرهابهم بكل ما فيه من جهل وتخلف وتجارة بالدين وخيانة للوطن!

كانت أبرز علامات «الجهل الإخواني»، أنهم - على مدى تاريخهم- لا يتعلمون من أخطائهم ولا يتوبون عن جرائمهم. منذ بدايتهم فى الإسماعيلية بدعم الاحتلال الإنجليزى وشركة القناة قبل التأميم، وحتى نهايتهم وهم يتسولون تدخلا أجنبيا ينقذهم، ويهللون من منابر «رابعة»، ترحيبا بما كانوا ينتظرونه من وصول البوارج الأمريكية إلى سواحل مصر، واستقبال ذلك بـ«التكبير»، فى مشهد لا ينبغى أن تنساه الذاكرة الوطنية ولا أن تتسامح معه!!

ولم يتعلم الإخوان أيضا أن الوحدة الوطنية هى الدرع الحامية لمصر، وتوهموا أن ما فشل فيه الاحتلال والتآمر الأجنبى على مر السنين وهو يحاول إثارة الفتنة الوطنية لا يمكن أن ينجح على أيديهم، وأنهم لم يستطيعوا أبدا أن يفرضوا الحرب الأهلية فى وطن عاش آلاف السنين على التسامح والمحبة والحفاظ على وحدته الوطنية مهما كانت التحديات، وحتى لو لجأ الإخوان وحلفاؤهم لحرق الكنائس ومهاجمة المساجد التى ترفض الخضوع لإرهابهم. ولقد جاءهم الرد يومها من الأزهر الشريف ومن الكنيسة القبطية التى أعلن رأسها البابا تواضروس بإيمان صادق أن وطنا بلا كنائس هو أفضل من كنائس بلا وطن، وليؤكد أنهم إذا أحرقوا الكنائس  فسيصلى أقباط مصر مع إخوتهم فى مساجدها!

ولأن جهل الإخوان كان عصيا على الفهم وعلى العلاج، فقد كانت شهور حكمهم احتفالا دائما بدعوتهم لإعادة مصر للقرون الوسطي، وصداما لم يتوقف مع كل مكونات المجتمع المصرى لأن جهلهم كان يصور لهم أن السيطرة على كل المؤسسات فى الدولة ممكنة، وأنها طريقهم لاخضاع مصر لحكم المرشد.

وكان طبيعيا أن يصطدموا بكل مصر.. بالصحفيين والقضاة والمثقفين والفنانين وكل من يرفض تحويل مصر إلى أفغانستان أخرى، وكل من يرفض أن تكون مصر رهينة لدى تجار الدين الذين كانوا يعرفون جيدا أنهم مجرد أداة فى يد من اتخذوهم عملاء فى خطتهم من أجل إخضاع مصر وإعادة رسم خريطة المنطقة لمصلحة أعداء الوطن تحت عباءة إسلامية مزيفة يقدمها الإخوان من أجل الحكم الذى لم يستمر إلا هذا العام الأسود!!

بعد ثورة يناير، كان أمام «الإخوان»، فرصة العمر لكى يتوبوا عن جرائمهم التى ارتكبوها فى حق الوطن منذ نشأة الجماعة بتمويل الاحتلال، لكنهم اختاروا الاستمرار فى طريق التآمر والخيانة، وكان هذا - للحق - اختيارا طبيعيا لجماعة كانت- من بدايتها إلى نهايتها- لا تؤمن إلا بالإرهاب طريقا للسلطة، ولا تعرف الدين إلا انتصارا لجماعة تتاجر به فى سوق السياسة ولو على حساب الوطن الذى كان - على الدوام- منبرا لصحيح الإسلام، وصخرة للدفاع عنه - ضد أعدائه.

الجهل الإخواني كان صاعقا، والوطن -عند الإخوان- كان لا يزيد عن حفنة من تراب عفن كما لقنهم سيد قطب، والدولة- عند الإخوان- كانت المرشد الذى أعلن الولاء لتعليمات سيد قطب، وكانت التنظيم الذى لا يعرف إلا الإرهاب طريقا لإثبات تواجده.

والجهل الإخوانى صور لأصحابه أن دعم أمريكا سيمكنهم من قهر إرادة الشعب، وأن تأييدها يضمن لهم البقاء فى الحكم لخمسائة عام كما قال مرشد الظل خيرت الشاطر فى أوضح تقرير بأن جهل الإخوان بمصر أكبر من أن يعالج، وبأن خيانتهم هى جزء أصيل من دعوة لا تعترف بالوطن، وبأن إرهابهم الذى لازمهم منذ البداية هو الذى وضعهم دائما وأبدا خارج الجماعة الوطنية حتى كانت النهاية المحتومة فى ٣٠ يونيو، كان وجودهم فى الحكم إهانة لكل شىء جميل فى مصر. ولم يكن هناك مفر من إزالة الإهانة!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة