دكتور جاسم محمد رئيس المركز الاوروبي  لمكافحة الإرهاب
دكتور جاسم محمد رئيس المركز الاوروبي لمكافحة الإرهاب


رئيس المركز الأوروبى لمكافحة الإرهاب : 30 يونيو نقطة التحول فى مواجهة الجماعات الإرهابية على المستوى الأقليمى والدولى

أخبار الحوادث

السبت، 01 يوليه 2023 - 12:14 م

حوار - دينا جلال

 كلمات سر عديدة تكمن وراء تستر جماعة الإخوان الإرهابية وراء منظمات ومؤسسات عديدة في امريكا وأوروبا حيث وجدت قيادات وعناصر الجماعة ملاذها الآمن لنشر الفتن وبث الارهاب والتطرف، وباتت العلاقات بين الدول والجماعة الإرهابية متنوعة ما بين علاقات متحفزة أو متوترة او علاقة تعاون مشبوهة مثلما تشهد علاقة الجماعة الارهابية بأمريكا والتي تمتد على مدار 70 عامًا منذ نشأة الجماعة ودعم زعيمها حسن البنا، مرورًا بالعصر الذهبي لهم منذ بداية عهد  الرئيس الامريكي باراك أوباما عام ٢٠٠٩ حتى فاق الرهان الامريكي التوقعات بتقديم الدعم الكامل لهم في عام 2011 لضمان وصولهم للحكم في مصر، وما أن وصل الإخوان إلى الحكم حتى انكشفت مخططاتهم الشيطانية وانتهى حكمهم بالفشل خلال عام واحد فقط بثورة مصرية شعبية في 30 يونيو 2013 ومن هنا بدأت حركة انتقالات واسعة وهامة لعناصر تنظيم الإخوان الى عدة دول ضمت عناصر التنظيم من رجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال لاستمرار أنشطتهم الارهابية.

ننتقل الى اوروبا نجد أن العلاقات متفاوتة ما بين بريطانيا التى سُميت عاصمتها لندن بالمعقل الرئيسي للتنظيم حيث احتضنت عناصر الجماعة منذ الخمسينيات وحتى الآن تعد بريطانيا الملاذ الآمن للعديد من قيادات التنظيم العالمي لجماعة الإخوان، وبعضهم يحمل الجنسية البريطانية ليتمتعوا بحصانة قانونية لا تجد مبررًا لإدراج جماعة الإخوان على لائحة المنظمات الإرهابية او اغلاق مؤسساتها، وفي المقابل تعمل عدد من دول الاتحاد الاوروبي على محاربة قيادات ومنظمات ومؤسسات الجماعة عبر شن حملات مكثفة لمحاربة الارهاب حيث تعتبر جماعة الإخوان أخطر من تنظيم «داعش» الإرهابي والقاعدة على الحياة الديمقراطية، وكشفت دراسة صادرة عن المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب أن تنظيم الإخوان يبحث طوال الوقت عن ملاذات بديلة لاستثماراته وأنشطته بعيدًاً عن التضييق الأوروبي المتسارع.

حول هذا الشأن تحاورنا مع دكتور جاسم محمد، رئيس المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب والدراسات الاستخباراتية بألمانيا وهولندا وباحث أول في الأمن الدولي والإرهاب، وأصدر عدة دراسات حول الجماعات الارهابية وخارطة جماعة الإخوان الارهابية؛ ليكشف خريطة التواجد والمخاطر المحتملة وكذلك الخطط الامنية لمواجهة خطر الجماعة في كافة انحاء اوروبا وإلى نص الحوار.

> في البداية نتطرق إلى دور مصر في كشف وإسقاط جماعة الاخوان الارهابية منذ 30 يونيو 2013 وما هو تأثير ذلك على خريطة التطرف والإرهاب على مستوى العالم؟

>> دور مصر في 30 يونيو كان نقطة تحول خطيرة، لو ما قامت مصر بتلك الخطوة الحاسمة لإزاحة جماعة الإخوان لربما قامت الجماعات الاسلاموية بالتوسع ونشر ايدلوجياتها المتطرفة بشكل كبير، لذلك بعد 30 يونيو كان هناك ارتداد كبير لموجة الجماعات المتطرفة التي تسترت وراء ما يسمى بالربيع العربي وكذلك جماعات الاسلام السياسي وجماعة الاخوان والتنظيمات الجهادية، تحملت مصر كثيرًا وربما دفعت الثمن كثيرًا ومازالت بسبب محاربتها الجماعات الاسلاموية المتطرفة ومنها جماعة الإخوان، وحين نتحدث عن تلك الجماعة نجد أن مصر قد أنهت تلك المرحلة وهو امر له اثر كبير تسبب في ضعف تلك الجماعات ليس على مستوى مصر فقط او سيناء او شمال افريقيا ولكن نلاحظ أن ثمار محاربة التطرف والإرهاب في مصر ظهرت على مستوى اقليمي ودولي ايضا.

> كيف تغيرت خريطة الجماعات الإرهابية في مصر وعلى مستوى العالم في السنوات الاخيرة؟

>> على مستوى دول اوروبا نلاحظ أن هناك حدًا للارهاب والتطرف واضح في الآونة الاخيرة، ولكن حين نتحدث عن سوريا وبعض دول افريقيا وبعض المناطق في العراق وليبيا نجد انه مازال هناك تمددا وايضًا في دول الساحل الافريقي وافريقيا هناك تصاعد للمنظمات الإرهابية والتنظيمات المتطرفة ومازالت هناك مخاطر كبيرة جدا في  بعض دول المنطقة، نلاحظ الفوضى في ليبيا والفوضى التي تحدث في السودان الآن تهدد دول القرن الافريقي والمنطقة بأكملها، وعلى المستوى الاقليمي نجد أن هناك تزايدًا لمخاطر الإرهاب ولكن حين نتحدث عن مصر تم اتخاذ معالجات جذرية وحقيقية عبر خطط التنمية الاقتصادية، وفي سيناء على سبيل المثال لم تعتمد مصر على الجهد العسكري والاستثماري فقط، وانما اعتمدت قاعدة صحيحة وهى قاعدة التنمية الاقتصادية الشاملة لمحاربة التطرف والتنمية المستدامة خاصة في سيناء حيث كانت مصر رائدة في إدارتها، وعلى المستوى الوطني نجد الكثير من الانجازات التي حققتها مصر أما على المستوى الاقليمي مازال هناك تمددًا للتطرف والإرهاب، نستطيع أن نقول ان هناك انحسارًا للجماعات الارهابية في دول اوروبا وهناك تمدد في جغرافيا الجماعات المتطرفة تحديدًا في افريقيا والساحل الافريقي، خارطة الجماعات المتطرفة لازالت تشغل مناطق في شمال شرق سوريا وبعض مناطق ليبيا وبعض اطراف العراق واليمن ولكن الخارطة الاخطر الآن هى افريقيا وهناك توجه للجماعات المتطرفة وخاصة تنظيم داعش للتمدد في افريقيا.

> تكررت تحذيرات الرئيس عبد الفتاح السيسي للعالم حول خطورة الإرهاب والجماعات المتطرفة، كيف تلقى العالم رسائل مصر للتحذير من الإرهاب وضرورة محاربته بشتى الطرق؟

>> ربما وصلت تلك الرسائل متأخرة، كان موقف اوروبا في البداية غير ايجابي، وتعرضت مصر للعديد من الحملات والانتقادات تحت مسمى حقوق الانسان وغيره ولكن الآن بدأت تدرك هذه الدول ضرورة التعاون مع مصر في ملف التطرف والارهاب، وخاصة أن هناك مرجعية دينية كبيرة في مصر من خلال دار الافتاء المصرية ومشيخة الازهر الشريف، وبدأت دول أوروبا تستفيد من هذه التجارب وتنجح ايضا وتستعين بخبرات مصر في ملف تدريب الائمة في اوروبا ومنها ألمانيا، استفادت اوروبا من تحذيرات مصر ولكن تأخرت قليلا لتبرز تجربة مصر في محاربة الإرهاب وهو امر هام للغاية، حيث تعتبر مصر الآن البوابة التي تستعين بها دول اوروبا بالتعاون مع دول منطقة شمال افريقيا وافريقيا، اصبحت مصر حاضرة في الاتحاد الاوروبي وفي أوروبا كلها واصبح هناك تعاون وشفافية كبيرة وهو ما لاحظناه ليتأكد دور مصر في ملفات اقليمية خاصة في ملف ليبيا والسودان ايضا. 

> كيف تتعامل اوروبا مع اتهامات حمايتها لجماعة الاخوان تحديدًا وايواء قيادات الجماعة وعناصرها؟

>> هذا تحدي كبير مازال يواجه اوروبا، جماعة الإخوان لديها انشطة مازالت موجودة، والمشكلة انها تعمل تحت واجهات وهو ما يمثل عقدة امام الاجهزة الامنية لإيجاد وإثبات علاقة بين تلك الواجهات والتنظيم، وكذلك هناك بيروقراطية قضائية، فالقضاء يطلب من اجهزة الاستخبارات والحكومات شواهد وادلة للفصل بين التنظيم والواجهات التي يتخفون وراءها وهو تحدي كبير، والجماعة مازالت ناشطة ولكن هناك تراجعًا كبيرًا في قدراتها السياسية والتنظيمية والمالية، وتحتاج اوروبا سنوات طويلة للحد من أنشطة هذه الجماعة، وتعتبر ألمانيا والنمسا الافضل في محاربة التطرف والارهاب وفرنسا ايضا يمكن اعتماد الاجراءات الاخيرة التي اتخذتها ولكن يؤخذ عليها الافراط في بعض الإجراءات والخلط بين المسلمين والاسلام السياسي وجماعة الإخوان، ويتطلب حظر الجماعات الارهابية إلى اجماع داخل البرلمان الوطني على مستوى اوروبا والاتحاد الاوروبي، ودول أوروبا غير مستعدة ولكن هناك توجه لفرض رقابة واجراءات للحد من انشطة الجماعة وهو ما حدث في النمسا والمانيا التي حظرت انشطة بعض الرموز وهناك توجه دائم لفرض إجراءات ورقابة مستمرة للحد من انشطة الجماعة.

> وماذا عن تنظيم داعش الإرهابي ومدى تواجده في اوروبا؟

>> يعتبر تنظيم داعش ضعيف في دول اوروبا ونجحت دول اوروبا في الحد من موجة الإرهاب منذ عام 2015 وما بعدها للحد من خطورة تنظيم داعش، فلم نجد أن هناك عمليات إرهابية نوعية في اوروبا وكل ما يحدث منذ سنوات طويلة هو حوادث طعن بالسكين في عمليات محدودة وهو ما يؤكد ان دول اوروبا نجحت في الحد من تنظيم داعش ولم يعد هناك شبكات ناشطة ولكن على أى حال الجماعات المتطرفة داعش والقاعدة تظل خطرًا قائمًا على دول اوروبا استخباراتيا وامنيًا، ولا يمكن تجاهل خطر تلك التنظيمات رغم الحد من وجود وهيكلية تلك الجماعات داخل اوروبا.

> كيف تحارب اوروبا الجماعات الارهابية وكيف تتخطى الاتهامات الملازمة لهذا الملف حول حرية الرأى والتعبير وخاصة أن مراقبة مواقع التواصل الاجتماعي اصبحت ضمن أولويات عدة دول لمحاربة التطرف والإرهاب؟

>> المواكبة بين حقوق الانسان والحريات ومحاربة التطرف مازالت موازنة صعبة حتى في دول اوروبا التي لم تسلم من انتقادات هيومن رايتس والمنظمات الاممية بدعوى أن اوروبا لم تنجح في ايجاد موازنة بين محاربة الإرهاب وحقوق الانسان وتتهم تلك المنظمات دول اوروبا بانتهاك بعض الخصوصيات والحريات، هذه الانتقادات موجودة بالفعل ولكنها لا تمثل نسبة كبيرة أو خطورة على الشفافية، عندما يكون الامن مهددًا يمكن فرض حالة طوارئ الى فترة معينة، وتختلف القوانين والدساتير في اوروبا حيث نجحت في محاربة التطرف ولديها اوراق ضغط على محادثات الانترنت وخاصة فيس بوك وجوجل ويوتيوب حيث بدأت تفرض غرامات على تلك المنصات لضبط الخطاب المتطرف للجماعات الإرهابية وفرض غرامات عليها.

اقرأ أيضًا : حزب مصر المستقبل: 30 يونيو أعادت لمصر مكانتها ودورها الريادي


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة