د. أنور عشقى
د. أنور عشقى


عندما صلى د. أنور عشقى فى الأقصى إماماً

اللواء الإسلامي

السبت، 01 يوليه 2023 - 03:57 م

درس الدكتور أنور عشقى وتعمق فى استراتيجيات الإعلام المختلفة، ويعتبر أن هناك استراتيجيتين للإعلام، الأولى استراتيجية الكذبة الكبيرة وقد أخذت بها ألمانيا النازية فى الحرب العالمية الثانية، أما الاستراتيجية الثانية فهى استراتيجية الحقيقة وتعنى المناورة بالحقائق، وهى ما تأخذ به بعض الدول الكبرى اليوم وتكذب بلاحياء، فقد ادعت بأنه ذهب إلى «تل أبيب» ، وهذا كذب محض، ولو ذهب لقال وأبدى السبب!

لكنه دعى وبعض زملائه من قبل السلطة الفلسطينية مرتين، وكانت الدعوة ودية من قبل اللواء جبريل الرجوب منذ سنوات وليست فى هذه الأيام، ولزيارة مدن الضفة الغربية وجامعاتها ومراكز الأبحاث فيها، ثم اصطحبوه إلى بيت المقدس، وقب الصخرة المشرفة، وفى الزيارة الأولى شرفه الله، وشرفه الإمام بأن صلى بالمسلمين العشاء، وكانت عنده تساوى الدنيا بما فيها!

وعندما زار فلسطين بدعوة من السلطة الفلسطينية، وجدها محاصرة من الذين ضيقوا على أهلها، فذهب لفلسطين المحتلة ورام الله ليقول لأهلها: نحن معكم، وليؤكد الهوية العربية والإسلامية للقدس، وكان هدفه من الزيارة أيضا الاطمئنان على أسر الشهداء والأسرى الفلسطينيين، ونصرة القضية الفلسطينية، ولم يذهب ضمن وفد رسمى، بل بمبادرة ذاتية ممثلاً لمركز الدراسات والبحوث الذى يرأسه فى مدينة «جدة» السعودية، وهو مركز مستقل وغير حكومى.. إذن ما هو وجه الاستغراب فى هذه الزيارة الإنسانية النبيلة، ذات الأبعاد السامية؟!

الدكتور أنور ماجد عشقى ذلك المثقف المهموم بقضايا الإسلام والمسلمين يرى أن موضوع القدس أصبح نقطة احتكاك بين العالمية الإسلامية، والعولمة الغربية، فالعالمية الإسلامية انتشرت بعد فتح القدس، وبموجب العهدة «العمرية» فى السنة الخامسة عشرة من الهجرة عام ٦٣٦م عندما دخلها عمر بن الخطاب «رضى الله عنه» حيث فتحت أبوابها وأمَّن أهلها على أنفسهم، وأحوالهم، وكنائسهم، وصلبانهم، وأعطاهم عهداً بذلك، وكتب لهم وثيقة الأمان عرفت بالعهدة العمرية، وهو ما ذكره «ابن الاثير» فى كتابه الكامل، وهى العهدة التى تعهد فيها المسلمون أن لا يسكنوا بإيليا مع المسيحيين أحداً من اليهود!.. أما العولمة فتسعى لأن تكون القدس عاصمة للأديان الثلاثة، فى ظل السيطرة الإسرائيلية، فكانت البداية هجرة اليهود الكثيفة إلى فلسطين مع نهاية القرن التاسع عشر، وتأكيدها فى اتفاق «كامب ديفيد» الأول عام ١٩٨١م، وإلحاقها بسلسلة من الممارسات أهمها ما جرى فى والت ديزنى الأمريكية عندما شيد المعرض الإسرائيلى تحت شعار القدس عاصمة لإسرائيل، ورمزا لوحدة الأديان، بما يترتب على ذلك من خطورة!

إسرائيل للأسف تسعى إلى تأييد ذلك واقناع العالم بأن القدس عاصمتها، لكن مازالت الدول العربية والإسلامية تقف بشدة فى مواجهة هذا الإدعاء!

ويرى الدكتور أنور عشقى أن السبيل لمواجهة الخطط الخاصة بتهويد القدس، خاصة أن الأجيال العربية الجديدة لم تقرأ الكثير عن حقوقنا المغتصبة، أنه يجب أن يكون هناك تخطيط دقيق متفق عليه، يعتمد على دراسة الحالة ووضع الحلول اللازمة التى تمنع الحدث من التكرار وتدنيس الحرم، ومنع الجانب الآخر من الوصول إلى غاياتهم من خلال كافة الوسائل العلمية والإعلامية وكذلك السياسية والاقتصادية، ومن أهمها أن تؤلف الكتب بأنواعها عن القدس للطلاب والجيل الجديد الذى نتكلم عنه، والمثقفين، توضيح الحقائق مطلوبة، وتحدد فى هذه الكتب الحقوق العربية والإسلامية، وتبين فيها الممارسات غير الشرعية، كما تقرر بعض هذه الكتب فى المدارس والجامعات، وتوزع المراجع على المكتبات العربية والعالمية، كما تلتزم الصحف والمجلات العربية بصفحة عن القدس وفلسطين، وبهذا تصبح حية فى وجدان الأمة العربية والإسلامية.

إنها قراءة سريعة فى فكر المفكر الاستراتيجى الدكتور أنور عشقى استقيتها من حواراته مع محبيه وأصدقائه داخل مركز الدراسات والبحوث الذى يترأسه فى مكتبة بمدينة جدة ، لكنه لم يدلى لى بأى أحاديث صحفية!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة