المرأة التى غلبت الشيطان!!
المرأة التى غلبت الشيطان!!


حكاية جريمة | المرأة التى غلبت الشيطان!!

دسوقي عمارة

الأحد، 02 يوليه 2023 - 11:21 م

كانت ريم تعيش حياة سعيدة هادئة صحبة زوجها الشاب وأطفالها الثلاثة، تنعم بالأمن والأمان وسط أسرتها البسيطة، الزوج يعمل فى تجارة كبيرة تدر عليه دخلا وفيرا، يكفى متطلبات الأسرة الصغيرة، لا يشعر الزوج معه بشظف العيش، أوالعوز أوالحاجة، الحب والرضا يغمران المنزل، تكتفى هدى بالأولاد الثلاثة وتطلب من زوجها جمال أن تقوم بتركيب وسيلة طبية منعا للإنجاب مرة أخرى، فقد أعطاهم الله من الأبناء وأرضاهم وليس لهم على الله أمنيات أخرى فى الإنجاب، يثور جمال ويمنع زوجته من تركيب الوسيلة قائلا الأرزاق على الخلاق، والأولاد رزق ولا حيلة فى الرزق، دعى الحياة تمشى كما رتبها رب الأرزاق، ومرت الأيام تسير بخطى رتيبة هادئة، ولكن فجأة تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن وتتحول السعادة إلى كابوس،

وتنقلب الحياة رأسًا على عقب، فقد ألقت المباحث القبض على جمال أثناء جلسة مزاج وأنس وفرفشة مع أصحابه يتعاطون المخدرات، فقد عثر بحوزتهم على كمية كبيرة من الحشيش وأحيلوا إلى النيابة التى أمرت بحبسهم ويصدر حكم بالسجن ثلاث سنوات عليهم جميعا ومعهم الزوج، وفجأة تبدلت حياة ريم إلى حزن وكآبة وتحولت السعادة إلى تعاسة وراحت الأفراح والليالى الملاح وحلت محلها أيام الضيق والحزن والألم وشظف العيش، وتوقفت تجارة جمال وضاق الرزق، فلم يكن يعمل حسابا للأيام ولا يدخر شيئا لأسرته البسيطة، وتضطر ريم أن تنزل سوق العمل تحاول أن تنقذ ما يمكن إنقاذه من تجارة زوجها التى أصابها الكساد والخسارة وكى تطعم الأفواه الثلاثة الجائعة لأولادها الصغار، وانخرطت ريم الشابة الجميلة فى العمل بتجارة زوجها فى الغلال والحبوب، وهرستها الحياة فى دوامة البحث عن لقمة العيش لصغارها، بالاضافة إلى توفير نفقات زيارة زوجها ومتطلباته بالسجن، كل شهر مرتين، ومضت أيام ريم وأطفالها الثلاثة صعبة ثقيلة وكشرت الحياة عن أنيابها، وهى ترفض كل الأيادى التى امتدت لها لمساعدتها لأنها تعلم أن الجميع يطمع فيها وفى جمال شبابها الأخاذ، وفى تجارة زوجها التى أوشكت على الانهيار، إلا شابا واحدا كان يساعد زوجها ويعمل معه بالتجارة وكان الزوج يثق فيه بلا حدود، فقد توجه لها الشاب مسعد إلى محل تجارتها وعرض عليها المساعدة فى تجارتها بلا مقابل،

فالزوج له أفضال كثيرة على مسعد وأسرته، وتودد مسعد لريم كثيرا وطالبها برغبته فى رد جزء من جميل الزوج عليه وعلى أسرته وأنه متبرع بالمساعدة دون مقابل، فهى شابة جميلة ولا يريد أن تنهشها أعين ورغبات الرجال، وعليها الجلوس بالمحل، وتظل ريم مصونة داخل محلات التجارة، وعلى مضض وافقت ريم، وليتها ما وافقت، فقد جلب لها مسعد المشاكل، وراح يتابعها ويطاردها بنظراته وهمساته، وكلمات الأطراف والإعجاب، ومع كل مكالمة أخذ يتغزل فى جمالها وشبابها، وحاولت ريم أن تنهى عروض المساعدة التى قدمها مسعد وأن تعود لسابق عهدها وتستغنى عن خدماته ولكنها فشلت، ولم تعد تسيطر على مشاعرها مع نظرات الحب والرغبة التى كان يطاردها بها والرغبة العارمة فى عينيه وكلامه المعسول الذى حاصرها به ليل نهار، فقد كان يخترع الطلبات حتى يهاتفها ويلقى على مسامعها كلمات الحب والغزل كلما سنحت له الفرصة، وظل مسعد الثعلب يطاردها بغرامه ونظراته وهمساته حتى سقطت فيه وأحكم لف شباكه حولها، وبكلمات الحب والغرام وبأمر الرغبة المتوحشة، مال قلب ريم لمسعد وكان لابد من اللقاء داخل محل تجارتها، وتكررت اللقاءات واختلس العشيقان لحظات الحب الحرام، وكانت فى كل مرة تلعن نفسها وحظها السيئ الذى أوقعها فى حبائل الشيطان، وفجأة أحست ريم بعلامات الحمل وشعرت ببطنها ينتفخ وبشىء يتحرك فى أحشائها وأسقط فى يديها.


توقفت ريم عن زيارة زوجها المسجون خشية أن يلاحظ كبر بطنها بسبب الحمل، وراحت تبكى ليل نهار، وتوقفت عن اختلاس لحظات العشق الحرام، وأخبرت مسعد بالكارثة وراحت تبحث عن طبيب لإفراغ بطنها وإنهاء حملها، ولكن الكل حذرها من عواقب عملية الإجهاض، فربما تنهى العملية حياتها مع حياة جنينها والجميع طالبها باكتمال الحمل، وتحولت حياة ريم ومسعد إلى جحيم، فهما يخشيان الفضيحة فضلا عن الرعب والخوف من انتقام الزوج عقب خروجه من السجن خاصة أنها توقفت تماما عن زيارته بحجج وأكاذيب أنها مريضة وملازمة الفراش، ونصح الأطباء باكتمال الحمل، وقررا معا التخلص من طفل السفاح عقب ولادته، وفى ليلة حزينة وضعت ريم مولودها من الحرام وأطبقت بيديها وبكل قوتها على رقبته حتى أنهت حياته بعد بضع دقائق من خروجه للحياة، وهاتفت مسعد الذى حضر على الفور وسلمته جثة المسكين ليتأكد من موته، وطلب منها أن يتخلص هو من الجثة ولكنها رفضت وقررت أن تلقى بها فى مقابر منطقة بهتيم بالقليوبية، وحملها مسعد خلفه على دراجة بخارية وألقت بنفسها جثة الصغير داخل المقابر ليلا، ولكن كان القدر لها بالمرصاد، ورصدتها كاميرات المراقبة وألقت المباحث القبض على ريم المرأة التى غلبت الشيطان، مع مسعد الخائن الذى خان الله وخان معلمه جمال لتلحق بزوجها فى السجن بعد أن قتلت ضناها وفلذة كبدها من الحب الحرام بالاشتراك مع صديقها الذى نال نفس المصير ليؤكد مقولة اتق شر من أحسنت إليه، وتبقى محاكمتهما بتهمة الزنا لتضاف إلى تهمة قتل نفس حرم الله قتلها إلا بالحق.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة