الخميس، 06 يوليه 2023 - 09:44 م

أُتابع كل لحظة ما يجرى فى فلسطين المُحْتَلَّة. ما يقوم به العدو الصهيونى الإسرائيلى الذى كان اغتصابُه لفلسطين الحبيبة سنة 1948 جريمة مازالت مستمرة لليوم.. والحمد لله أننا نعيش زمن التليفزيون. ونتابع بالصوت والصورة ما يجرى هُناك لحظة بلحظة. يوم الإثنين الماضى استُشهِد 8 فلسطينيين، وأُصيبَ 50 آخرون جرَّاء عُدوان إسرائيلى جديد على جنين ومُخيَّمها، وكل ذلك تم بإطار عملية عسكرية وصفت بالكُبرى منذ الانتفاضة الثانية مما جعل الجميع يعتبرون أن ما يجرى جريمة حرب.

أسماء الشُهداء تبقى جراحًا بالقلب. سميح فيراس أبو الوفا 21 عامًا، وأَوْس الحنون، وحُسام أبو ذيبة، ونور الدين حُسام مرشود، ومحمد مُهّند شامى. إنه العُدوان المُتكرر، وللأسف لا نملك سوى مُتابعة ما يجرى وإدانته وسطِ عالمٍ لا يُعطينا حتى أُذُنيه من كثرة ما يقوم به العدو وكونه جريمة يومية تتم كل صباح. لدرجة أن التعوُّد أصبح القاعدة الأساسية مع أنه لا يُمكن أن ننظُر إلى ما يقوم به العدو ونتعوده.

أنظُر إلى البيان المُشترك الصادر عن جيش الاحتلال الصهيونى، وجهاز الأمن العام الإسرائيلى "الشاباك" بأنه بدأ فى عملية عسكرية واسعة على جِنين ومُخيَّمِها. وقال إن الغارات التى قام بها استهدفت بُنى تحتيَّة تابعة لفصائل فلسطينية فى جِنين. وعناصر من كتيبة جِنين. وأعلن جيش الاحتلال إصابة أحد جنوده بشظايا قُنبُلة يدوية فى مُخيَّم جِنين.

الخطير أننا بدأنا ننظُر إلى ما يجرى على أنه من الأمور العاديَّة. مع أنها جرائم حرب لم تحُدث بمثل هذه الفظاعة والقسوة مُنذُ الحرب العالمية الثانية وحتى الآن. الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة قال فى بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" إن الأمن والاستقرار لن يتحققا فى المنطقة ما لم يشعر بهما شعب فلسطين.

الرئيس عبد الفتاح السيسى أدان ما يجرى. ودعا إلى وقف العُنف فورًا. ووزارة الخارجية المصرية ووزيرها الذى كان يُتابع الموقف لحظة بلحظة سامح شُكرى اعتبر ما يتم جريمة حرب. ويجب أن تتوقف فورًا. ولكن العدو الصهيونى يبدو مُستمرًا فى صلفه وغروره وقنابله ضد الفلسطينيين. لدرجة أن العملية العسكرية التى تجرى اعتبرها المراقبون أنها العملية الأعنف مُنذُ أكثر من عِقدين. وأنها تُنذِرُنا جميعاً بتصعيد خطير.

أنظُر معى إلى الدمار الشامل الذى طال مبانى ومنازل سكنية ومركبات ومحلات تجارية بعد هجوم برى وجوى بالمُسيَّرات مُنذُ فجر الإثنين الماضى. لا شىء سوى الحرب. المصادر الفلسطينية تتحدث عن اشتباكات مُسلَّحة بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية فى مناطق مُتعدِّدة من مُخيَّم جِنين. وهل يملُك الفلسطينيون سوى المقاومة والقتال دفاعًا عن أرضهم وما تبقى من وطنهم الذى احتله العدو الإسرائيلى عُنوةً؟.

ها هو بنيامين نيتانياهو يُطِلُ علينا ويقول إن عملية جِنين مستمرة حتى تُحقق الهدف المطلوب. وكان ذلك فى حفلٍ أقامته السفارة الأمريكية.
نحن إزاء جريمة حرب جديدة.