الرئيس عبدالفتاح السيسي
الرئيس عبدالفتاح السيسي


3 يوليو.. اليوم المشهود في تاريخ مصر

آخر ساعة

الجمعة، 07 يوليه 2023 - 12:59 م

■ كتب: هانئ مباشر

عاشت مصر فى مثل يومنا هذا، قبل ١٠ سنوات، لحظات من القلق والترقب، حيث نزل الملايين من المواطنين للشوارع، فى مشهد معلنين رفضهم استمرار الحكم الدينى الفاشى، حلت الذكرى العاشرة لـ٣ يوليو، ففي تمام الساعة التاسعة من مساء ذلك اليوم فى عام ٢٠١٣، كان الملايين فى الشوارع تطالب بإسقاط حكم الإخوان، رافعين شعار «يسقط يسقط حكم المرشد»، حتى جاءت اللحظة الحاسمة بإعلان القوات المسلحة ممثلة فى وزير الدفاع آنذاك، الفريق أول عبدالفتاح السيسي، انحيازها إلى مطالب الشعب المصري، بإسقاط نظام الإخوان بعد عام من محاولات المساس بالهوية المصرية وتقييد الحريات والتنكيل بالمعارضين، وكذلك كان البيان بمثابة خارطة للمستقبل تلبية لمطالب ملايين المواطنين.

وكانت القوات المسلحة الباسلة وانطلاقا من دورها واستنادا إلى مسؤولياتها الوطنية والتاريخية فقد منحت جميع الأطراف مهلة ٤٨ ساعة قبل إصدار البيان للتشاور، وكان هناك تلهف من قبل المواطنين المصريين فى الشوارع والميادين والساحات والمنازل حيث ينتظرون ذلك البيان التاريخي، وكان ذلك البيان بداية حقيقية لتأسيس الجمهورية الجديدة، حيث تمكن الشعب من استعادة بلاده من جماعة كانت تخطط لحكم مصر سنوات طويلة، بل تهديد لكل مقومات وعناصر قوة البلاد وطمس الهوية المصرية، وتبنى البيان الذى ألقاه «الفريق أول عبدالفتاح السيسي» تعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت، وتولى رئيس المحكمة الدستورية إدارة شئون البلاد لمرحلة انتقالية، على أن يؤدى اليمين الدستورية أمام المحكمة وله سلطة إصدار إعلانات دستورية، ووضع ما عرف وقتها بخارطة الطريق ومصر ما بعد الإخوان.

◄ اليوم الفارق
الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلاقات السياسية بالجامعة الأمريكية، قال إن يوم ٣ يوليو سيظل يوما فارقا فى التاريخ المصرى، حيث خطاب الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع آنذاك، الذى أعلن فيه إسقاط حكم جماعة الإخوان الإرهابية، التى حاولت اختطاف مصر وطمس هويتها، والذى جاء لتلبية نداء الشعب المصرى الذى خرج بالملايين فى جميع ميادين مصر يهتف بسقوط حكم المرشد، مضيفًا أن البيان الذى ألقاه يومها الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع وبحضور ممثلين لكافة أطياف الشعب المصرى كان بمثابة خريطة تحمل خطوات رئيسية للتغيير، أبرزها تصوير مرحلة جديدة، وكتابة دستور جديد ونظم تشريعية جديدة، وحراك سياسي وقد تحققت فكرة بناء المؤسسات، لافتًا إلى أن القوات المسلحة أثبتت فى هذا اليوم انحيازها للإرادة الشعبية، كما أنها حمت مصر من مخطط الجماعة الإرهابية لطمس هويتها وتفكيك مفاصلها، ومحاولة أخونتها من خلال الدفع بأعضائها فى جميع مؤسسات الدولة، واستبعاد كل المخالفين لسياسات الجماعة، لذلك يعد بيان ٣ يوليو بمثابة لحظة مفصلية فى تاريخ مصر، حيث أنقذ أيضا الشعب من شرور وجرائم كثيرة لطمس ملامحه ومكوناته التى تشكلت عبر آلاف السنين كانت الجماعة الإرهابية قد شرعت فى تنفيذها.

أضاف، أن 3 يوليو 2013 يوم لن ينساه الشعب المصري، بسبب الحشود التى خرجت تطالب بإسقاط الجماعة المحظورة بسبب ما ارتكبوه من جرائم فى حق مصر والمصريين، والمطالبة بتدخل القوات المسلحة لإنقاذ البلاد، وهو ما حاول الإخوان وأنصارهم منعه والتهديد باستخدام أذرعهم المسلحة فى مواجهة الجيش المصري، الأمر الذى أكد على أهمية الإطاحة بها من الحكم، مُضيفًا أن الخطاب الذي أسقط فيه حكم الجماعة الإرهابية، كان بداية الانطلاق نحو تحقيق التنمية والتطوير فى جميع القطاعات، حتى أصبحت مصر  خلال ١٠ سنوات بالصورة التى نراها عليها الآن، كدولة رائدة ومؤثرة إقليميا ودوليًا.

◄ اقرأ أيضًا | سمير فرج: توطين بدو سيناء بقرى ثابتة في 2024

◄ بداية الانطلاق
ويقول الدكتور أحمد البكل، أُستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة السويس، إنه لكى ندرك كيف أن يوم ٣يوليو كان يوما فاصلا فى التاريخ، علينا أن ننظر إلى ما تحقق فى مصر على أرض الواقع بعد مرور عشر سنوات على البيان التاريخي، فبفضل جهود القيادة السياسية، وبوجود الدعم الشعبى تمت معالجة الكثير من الملفات التى كانت مصر تعانى من آثارها السلبية، ومنها ملف المناطق غير الآمنة، حيث كان هناك أكثر من 350 منطقة كانت تمثل مناطق الموت المحقق لكل من يعيش بها، عشرات الآلاف من المواطنين، كانوا يبيتون ليلهم فى تلك المناطق وهم لا يتوقعون أن يأتى الصباح عليهم والعكس، فتم القضاء على ذلك الملف وإنقاذ حياة المواطنين وتوفير بيئة مناسبة وسكن مناسب لهم، ولم تقتصر عملية التطوير فقط على بناء وحدات سكنية لنقل هؤلاء المواطنين، بل تحولت تلك المناطق العشوائية من مناطق خطرة إلى مناطق جذب يتمنى جميع فئات المجتمع العيش بها، ومن بين تلك النماذج منطقة سور مجرى العيون، التى تم تطويرها بشكل يصعب توقعه من قبل أى استشارى أو متخصص فى الهندسة، وهذا يؤكد على نجاح الدولة المصرية فى تحقيق المستحيل لتحقيق التطوير ونقل سكان المناطق العشوائية والاستفادة من المواقع الجغرافية لتلك المناطق العشوائية التى عادة ما تقع فى مناطق حيوية وذات أهمية كبرى.

أضاف، أنه فى عام 2022 تم إعلان مصر خالية من المناطق العشوائية الخطرة، بعد أن تم الانتهاء من تطوير كافة المناطق وإنشاء أكثر من 260 ألف وحدة سكنية لقاطنى تلك المناطق الخطرة، كما بدأت الحكومة فى ملف آخر وهو تطوير المناطق غير المخططة، التى قد تصل تكلفة تطوير تلك المناطق لنحو 600 مليار جنيه، بجانب ملف تطوير عواصم المدن والمحافظات، وقد أنفقت مصر أكثر من 4 تريليونات جنيه خلال السنوات الماضية على مشروعات التنمية، وهذا جزء من مكتسبات ثورة ٣٠يونيو والتى توجت ببيان ٣ يوليو.

◄ إرادة الشعب
ويقول السفير جمال بيومى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن بيان ٣ يوليو ٢٠١٣ محفور فى ذاكرة كل مصري، فهو تتويج لكل رغبات ملايين المصريين الذين احتشدوا فى ٣٠ يونيو فى كل الميادين، وكانوا على قلب رجل واحد للتعبير عن رفضهم لمحاولات اختطاف مصر وتغيير هويتها ودفعها نحو مصير مظلم، ومستغيثين بجيشهم العظيم درع وسيف الوطن، وأمام هذا المطلب الشعبى المهيب وانطلاقا من مسؤوليته فى الحفاظ على الأمن القومى الداخلى للبلاد لبى جيش مصر النداء وحرر البلاد من قبضة جماعة الإخوان متجاوزا كل التحديات، وليعلن عن «ثورة الخلاص» من كابوس كاد يقضي على أى أمل فى الديمقراطية، ولذلك نحيى تلك الثورة العظيمة التى أنقذت مصر مما يعرف بديمقراطية المرة الواحدة أى من الذين يتمسكون بالحكم ولا يخرجون منه أبدا إلا بالدماء.

◄ الحياة الكريمة
أضاف، أن مصر لم يكن يليق بها أبدا هذا النوع من الحكم، فكان الإنقاذ فى ٣٠يونيو ليأتى بيان ٣ يوليو محققا لطلبات الشعب والخطوة الأولى لانطلاق مصر انطلاقة عظيمة فى الداخل والخارج، فعلى المستوى الداخلى نشهد تنمية فى جميع المجالات ونعيد اكتشاف مصر، أما خارجيا فنمد جناح العلاقات المصرية مرة أخرى إلى كل بلدان العالم حتى صارت القاهرة من أكبر عواصم العالم استضافة للبعثات الأجنبية، ما يدل على الاهتمام الذى تحظى به مصر عالميًا لتصبح اليوم صديقة لكل بلدان العالم ولا يوجد صوت يقف ضدنا عالمياً أو إقليمياً، وتشهد مصر جمهورية جديدة ذات حياة كريمة أرضت خاطر الطبقات والمناطق المهمشة، وإنشاء مدن جديدة وجعل جميع الطبقات تشعر بالتنمية فى البنية التحتية والتعليم والصحة، فضلًا عن إرضاء الشباب بدفعه إلى الأمام حتى أصبح يتولى أكبر المناصب بالدولة، كما تم تمكين المرأة وتوفير فرص لكل من يتطلع لعمل جيد بفضل مشروعات التنمية الجديدة.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة