جلال عارف
جلال عارف


في الصميم

جلال عارف يكتب: الاحتلال هو المشكلة.. وليست السلطة ولا المقاومة!!

جلال عارف

الإثنين، 10 يوليه 2023 - 08:20 م

منذ قيام السلطة الفلسطينية، لم تترك إسرائيل طريقا لإضعافها إلا وسارت فيه بكل قوتها.. قتلت عملية أوسلو وأغلقت أى طريق لسلام حقيقى. لم تتوقف عن العدوان على الفلسطينيين واقتحام مناطقهم وقتل أبنائهم.

حاصرت السلطة الفلسطينية سياسيا واقتصاديا واستولت على مستحقاتهم من الجمارك، ودعمت الانقسام بين القوى الفلسطينية، وأطلقت الاستيطان وهددت المقدسات الدينية، حتى وصلنا إلى حكومة زعماء عصابات اليمين التى يقودها نتنياهو معلنا أنه يريد اجتثاث فكرة الدولة الفلسطينية من أساسها!!

الآن.. وبعد جرائم إسرائيل فى الضفة التى توجتها بجريمة اجتياح وتدمير «جنين» تدرك حكومة نتنياهو أن الوضع فى الضفة أصبح تحديا خطيرا مع صعود أجيال جديدة تنشد حريتها وكرامتها، ومع توجه السلطة لايقاف كل الاتصالات مع إسرائيل ودعوتها لاجتماع قادة الفصائل لمواجهة الموقف بعد «جنين» وتحاول حكومة نتنياهو قطع الطريق على التحرك الفلسطيني، ويعلن نتنياهو بالأمس أن حكومته ستعمل على منع انهيار السلطة الفلسطينية !! والترجمة الحقيقية لذلك هى أن يفرج عن المستحقات المالية التى تحتجزها إسرائيل دون وجه حق. ولكن بأى ثمن؟!

الشروط الوقحة التى تضعها إسرائيل لذلك تتضمن منع ملاحقتها قضائيا على الساحة الدولية، ووقف ما تسميه «التحريض» ضدها فى التعليم والإعلام، ووقف صرف معاشات لأسر الشهداء، والأسرى الفلسطينيين، ثم.. وقف البناء فى معظم أراضى الضفة من جانب الفلسطينيين فى وقت يعلن نتنياهو عن بناء حوالى خمسة آلاف منزل جديد فى مستوطنات الضفة!!

الأغرب من كل ذلك.. أن يتزامن التحرك الإسرائيلى بكل وقاحته، مع تصريحات جديدة للرئيس الأمريكى بايدن يقول فيها إن السلطة الفلسطينية فقدت مصداقيتها !! وأن السبب ليس بالضرورة ما تفعله إسرائيل بل ما تفعله السلطة التى خلقت فراغا شغله «التطرف»!!

ويتجاهل الرئيس الأمريكي أن السلطة الفلسطينية تدفع ثمن ثلاثين عاما من الرهان على طريق أوسلو الذى نسفته إسرائيل بدعم أمريكى لم يتوقف يوما !! 

ويتجاهل الرئيس الأمريكي مسئولية بلاده عما وصلت إليه الأوضاع بحمايتها لجرائم إسرائيل، وبإنكارها للحقيقة الأساسية فيما يجرى، وهى أن القضية هى الاحتلال العنصرى الإسرائيلي، وأن الحل - مهما طال الزمن - لن يكون إلا بإنهاء هذا الاحتلال واستعادة الفلسطينيين لحقوقهم المشروعة.. وكل ما عدا ذلك باطل!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة