عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شئ من الآمل

عبدالقادر شهيب يكتب: قمة لحماية السودان

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 13 يوليه 2023 - 05:52 م

كثيرة هى المعانى التى تحملها قمة جوار السودان التى عقدت أمس فى القاهرة بمبادرة مصرية.. أولها ان مصر فاعلة فيما يحيط بها من احداث وازمات إقليمية.. وثانيها ان دور مصر مهم ولا غنى عنه فى البحث عن حلول للمشاكل الإقليمية خاصة المؤثرة على امننا القومى ، وذلك مهما تعددت الأطراف المشاركة فى عملية البحث .. وثالثها ان مصر لها كلمتها المسموعة فى محيطها الاقليمى ويظهر ذلك بوضوح فى استجابة كل دول جوار السودان للدعوة المصرية لهذه القمة .. ورابعها توقيت عقد هذه القمة مهم ،لأنها تعقد فى وقت ارتفعت فيه اصوات تقترح تدخلا عسكريا خارجيا فى السودان ، وأصوات اخرى تبغى اضعاف الدولة السودانية بحرمان الجيش السودانى من سلاح  الطيران وسلاح المدفعية ، وهى بذلك تقطع الطريق على اى تدخل عسكرى خارجى، حتى ولو كان أفريقيًا ، فى السودان .. وخامسا ان مصر لم تكتف بمجرد جمع كل قادة دول جوار السودان وانما جعلت مبادرتها كاملة لحل ازمة السودان . 

ان مصر لم تركز على وقف إطلاق النار سواء بشكل مؤقت او دائم وانما حرصت على ان تكون مبادرتها تحمل حلا كاملا وشاملا للازمة السودانية والتى افضت مؤخرا للصدام والاقتتال المسلح بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع ، فى ظل تدخلات خارجية هنا وهناك فى الشأن السودانى .. والحل المصرى الذى تضمنته كلمة الرئيس السيسى فى افتتاح القمة  لا يستهدف مجرد وقف إطلاق النار وضمان وصول المساعدات لمن يحتاجها من السودانيين ، وإنما يرمى إلى ان يتلو وقف اطلاق النار إحياء العملية السياسية من خلال التفاوض بين كل الشركاء السودانيين بمن فيهم القوى المدنية للاتفاق على مسار المرحلة الانتقالية وانهائها فى زمن مناسب لضمان عودة الاستقرار للسودان ، مع الحرص على وحدة السودان وسلامة مؤسسات دولته. 

وهكذا .. بكل هذه  المعانى المتعددة تأتى قمة جوار السودان لتؤكد أنه لا يمكن الاستغناء عن دور مصرى فى هذا الصدد ، لأن مصر ليست لديها أطماع خاصة وإنما هى تبغى حماية الاشقاء فى السودان من اخطار داهمة وإنقاذهم من مصير مجهول ، ولذلك حينما تحركت مصر حرصت على إشراك كل دول جوار السودان فى تحركها الذين سيعانون من تداعيات استمرار أزمة السودان بلا حل .

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة