ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب


نحن والعالم

ريهاب عبدالوهاب تكتب: الرمضاء والنار

ريهاب عبدالوهاب

الجمعة، 14 يوليه 2023 - 07:02 م

حرب تكسير عظام تدور حالياً بين مارك زوكربيرج صاحب «فيسبوك واخواته» وايلون ماسك صاحب تطبيق «تويتر»، بعد طرح الأول لتطبيق منافس باسم «ثريدز» وتهديد الأخير بجرجرته للمحاكم بتهمة التعدى على الملكية الفكرية وسرقة الأسرار التجارية، وذلك فى دلالة واضحة على تخوفه من التطبيق الجديد الذى اطلق عليه الإعلام اسم «قاتل تويتر». فرغم ان تطبيقات عدة سبق وحاولت طرح نفسها كبديل «لتويتر» ابرزها Mastodo، وKoo وSpoutible وBluesky، الاَ ان اياً منها لم يرق للتهديد الذى يشكّله «ثريدز» الذى جذب أكثر من 100 مليون مشترك فى أقل من أسبوع، متفوقاً على ChatGPT الذى اكتسب هذا العدد خلال شهرين وعلى تويتر نفسه الذى استغرق أعوام لبلوغ نفس العدد.. ويرجع البعض هذا الانتشار التاريخى لاستفادة زوكربيرج من حوالى 3 مليارات شخص يستخدمون تطبيقاته المختلفة بما فيها إنستجرام الذى يرتاده حوالى 2.5 مليار شخص شهرياً والذى تم ربطه بالتطبيق الجديد بما يسمح للمستخدم استيراد قوائم اصدقائه ومتابعيه بضغطة واحدة ويوفر جهد البحث.

ولكن الحقيقة أن زوكربيرج استفاد ايضاً من ممارسات ماسك الاحتكارية والتى تضمنت تسريح 3700 موظف «ما يقرب من نصف موظفى تويتر» ورفع سعر خدمة الاشتراك فى توثيق الحسابات بالعلامة الزرقاء ووضع سقف للتغريدات التى يمكن للمستخدمين مطالعتها فى اليوم، وهى الممارسات التى أدت لتطفيش المستخدمين والمعلنين: فانخفضت عائدات الإعلانات بنسبة 59٪ خلال عام وأوقف عشرات الالاف حساباتهم على التطبيق.

وهو ما حدا بزوكربيرج لأن يتوقع تجاوز تطبيقه لعدد مستخدمى تويتر «353 مليون مستخدم» ليصل لمليار مشترك قريباً.. ولكن ما أخشاه ان نكون كمن يستجير من «رمضاء» ماسك بـ «نار» زوكربيرج الذى يقترب من احتكار وسائل التواصل الاجتماعى مع امتلاكه «لانستجرام» و«واتساب» و«ماسنجر» إلى جانب «فيسبوك» ما يجعله مستحوذاً على بيانات ومعلومات ومحادثات حوالى نصف سكان العالم والمتحكم الأول فى قنوات التواصل الاجتماعى التى باتت حجر أساس فى حياتنا الشخصية والعملية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة