الإثنين، 17 يوليه 2023 - 07:59 م

مخاطر الذكاء الاصطناعي تفرض نفسها على جدول أعمال العالم. لم يعد ممكناً تجاهل هذه المخاطر بعد أن تعددت التحذيرات من العلماء، وبعد أن اعترفت الشركات الكبرى العاملة فى مجال تطوير الذكاء الاصطناعي بأن الخطر كبير والتأخر فى مواجهته سيكون كارثة على البشرية.

اليوم.. يجتمع مجلس الأمن لبحث الأمر باعتباره تهديداً للأمن والسلم الدوليين، وللتشاور فى كيفية حماية البشرية من مخاطر التقدم بالغ السرعة فى تطوير الذكاء الاصطناعى فى غيبة أى رقابة دولية أو أى معايير اخلاقية يلتزم بها الجميع، ومع مخاوف الجميع من سيطرة «الروبوت» المتطور على مصير البشر، أو من سيطرة جماعات ارهابية على برامج متطورة، أو  غير ذلك من مخاطر محتملة جعلت شركات كبرى عاملة فى تطوير الذكاء الاصطناعى توقف برامجها وتطلب المراجعة والتأكد من أن الأوضاع لن تفلت.

جانب آخر للمخاطر القادمة.. وهو مصير الملايين من العاملين فى مهن عديدة سيحل «الروبوت» مكانهم فى وقت ليس بعيداً.. التقديرات تصل إلى ٨٠٠ مليون من البشر، والمهن لم تعد تقتصر على الأعمال التنفيذية والسكرتارية والتمريض والعمالة البسيطة، بل أصبح الخطر قريباً من أعمال الإبداع الفنى والثقافى والعلمى.

وبالقرب من مقر اجتماع مجلس الأمن اليوم، هناك إضراب عام فى عاصمة السينما العالمية «هوليوود» يشارك فيه الآلاف من الفنانين الرئيسيين فى صناعة السينما والدراما ضد المخاطر التى تهدد هذه الصناعة الاساسية وفى مقدمتها خطر الذكاء الاصطناعى بعد أن اقترب الذكاء الاصطناعى من الاكتفاء بيوم تصوير واحد فى أى عمل درامى يقوم فيه أبطال العمل بأداء شخصياتهم ثم يترك الأمر بعد ذلك لأجهزة الذكاء الاصطناعى لتستكمل الفيلم أو المسلسل بشكل قريب مما يجرى فى انتاج أفلام الرسوم المتحركة!!

بالتأكيد.. هناك جوانب ايجابية عديدة للتطور الهائل والسريع للذكاء الاصطناعى، لكن المخاطر كبيرة والمعايير الحاكمة لهذا التطور غائبة، واجتماع مجلس الأمن اليوم خطوة أولى على طريق مواجهة هذه المخاطر. وهناك مؤتمر دولى قريب لمناقشة القضية فى بريطانيا. وقد تكون الخطوة التالية انشاء هيئة رقابة دولية مثل الهيئة الدولية للطاقة النووية، والتوافق على اتفاقية دولية بالمعايير الاخلاقية الضرورية. والمهم أن يتحرك العالم بسرعة وبمسئولية.. فالروبوت لا ينتظر، والتطوير مستمر.. والمخاطر أيضا!