روسيا والصين والولايات المتحدة
روسيا والصين والولايات المتحدة


الحرب الاستخباراتية بين روسيا والصين وأمريكا.. من يمتلك اليد العليا

سامح فواز

الأحد، 23 يوليه 2023 - 04:53 م

بعد انتهاء الحرب الباردة، لم تتوقف روسيا عن مواصلة صراعها ضد الغرب، وهو ما يتجلى في أنشطة أجهزة الأمن والاستخبارات الروسية التي لا تزال تحفر في الصخر لجعل روسيا دولة عظمى مرة أخرى وتغير الأمر الواقع بأن النظام العالمي تقوده الولايات المتحدة فقط.

وبعد أن أعلنت الصين عن تحالف بلا حدود مع روسيا، يعول الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينج بشدة على أجهزة مخابراتهما من أجل تحقيق أهدافهما.

اقرأ أيضًا: بلينكن: الشراكة بين أمريكا وأوروبا ضرورية للتصدي للتحديات العالمية

وفي هذا السياق، يرى مؤرخ وباحث الأميركي كالدر والتون مساعد مدير مشروع التاريخ التطبيقي ومدير بحوث الاستخبارات بكلية كينيدي التابعة لجامعة هارفارد، أن المخابرات الروسية انخرطت في أنشطتها من حيث توقفت الاستخبارات السوفياتية، وظلت منذ عام 1991 مدفوعة بإستراتيجية "انتقامية" تهدف لتحقيق أهداف روسية على المستوى الدولي، بما في ذلك الحرب الروسية ضد أوكرانيا التي تعد محصلة لتلك الإستراتيجية.

روسيا وريثة الأتحاد السوفيتي

ويرى الكاتب في مقالته التى نشرت بمجلة فورين أفيرز الأمريكية، أن الاستخبارات الروسية ترى نفسها الوريث المباشر لجهاز المخابرات السوفياتية، إذ انتقل العديد من ضباطه إليها، واستحوذت منه على جميع الملفات وحتى عملائه في الغرب.

نهاية شهر العسل

وعلى الرغم من تعاون الاستخبارات الروسية في بادئ الأمر مع نظيرتها الأميركية في مكافحة "الإرهاب"، إلا أنه وفقاً لمسؤولين في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، فإن شهر العسل بين الطرفين لم يدم طويلاً بعد هجمات11 سبتمبر 2001، والتي أدت إلى تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وروسيا.

وبالنسبة للصين، فإنها تسعى بدورها إلى تحقيق أهدافها من خلال تحالفها مع روسيا، حيث تعمل أجهزة المخابرات الصينية والروسية معًا لتعزيز أهدافهما المشتركة.

التنين الصيني

واستطرد الكاتب قائلا إن مهمة المخابرات الصينية تتمحور حول تنفيذ الإستراتيجية الكبرى الرامية لجعل الصين القوة العسكرية والاقتصادية الأولى في العالم، وتغيير المشهد التكنولوجي الراهن بما يجعل الدول الأخرى تعتمد على التكنولوجيا الصينية بدلا من الأميركية.

ويعتقد المؤرخ الأميركي أن أجهزة المخابرات الصينية تتبنى نهجا يقوم على تسخير المجتمع برمته لجمع معلومات استخباراتية باستخدام البالونات وربما قاعدة للتنصت في كوبا. 

الولايات المتحدة لا تصمت

أما المخابرات الأميركية فبطبيعة الحال لن تقف مكتوفة الأيدي، فإثر تدهور الاقتصاد الروسي أواخر تسعينيات القرن الماضي تمكنت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" (CIA) من تجنيد بعض العملاء الروس المهمين الذين "خانوا" رؤساءهم من أجل المال وأعاقوا عمليات للمخابرات الروسية ضد الغرب.

تحالف صيني روسي

وتستخدم الصين وروسيا مخابراتهما للحصول على معلومات حيوية عن الأنظمة العسكرية والتكنولوجية في الغرب، وتستغلان هذه المعلومات في تحسين قدراتهما العسكرية والاقتصادية.

روسيا والصين والغرب

ولكن هذا الصراع الدائر بين روسيا والغرب والصين ليس بالأمر الجديد، فقد اشتعلت النار بينهما منذ سنوات عديدة، وعلى الرغم من ذلك، لا يزال الصراع يشتعل ويتصاعد يومًا بعد يوم. 

دور الغرب 

ومن المهم أن يكون لدى الدول الغربية خطة متكاملة لمواجهة التحديات التي تواجهها من قبل روسيا والصين، ويجب أن تتضمن هذه الخطة تعزيز التعاون الدولي والاستخباراتي والعسكري بين الدول الغربية، وتحسين العلاقات الدولية بشكل عام. 

ومن المؤكد أن هذا الصراع يشكل تحديًا كبيرًا للدول الغربية، ولكنها يمكن أن تواجهه بالتضامن والتعاون المشترك.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة