محمد بركات
محمد بركات


بدون تردد

نتيجة الغش الجماعى

محمد بركات

الثلاثاء، 25 يوليه 2023 - 06:53 م

أثار انتباهى وانتباه الكثير من المتابعين والمهتمين بالشأن العام على شموله، تلك الأخبار الصادمة واللافتة فى محتواها ومضمونها، نظراً لما يتضمنه هذا المحتوى وذلك المضمون من معانٍ ودلالاتٍ مهمة، تستوجب الوقوف أمامها والتدقيق فيها، نظراً لكونها تتصل اتصالاً وثيقاً بقيمة العلم والتعليم، وأيضا سلامة المجتمع وصحة المواطنين.

تلك الأخبار الصادمة واللافتة هى الصادرة عن بعض الجامعات المصرية، التى هى بالضرورة مراكز الإعداد والتأهيل لأبنائنا الشباب، الذين هم فى واقعهم وحاضرهم صناع المستقبل وأصحابه وبناة الحاضر وأملنا فى الغد الأفضل بإذن الله.

تقول الأخبار التى حملتها نتائج الامتحانات لكليتى الطب فى جامعة أسيوط وجامعة جنوب الوادي، وكذلك كلية طب الأسنان فى قنا، أن نسبة النجاح لطلاب الفرقة الأولى فى هذه الكليات الثلاث بالغة التدهور ومثيرة للانتباه وداعية للتساؤل.

النتائج طبقا لما ذكره الزميل الأستاذ «رفعت فياض» مدير التحرير بجريدة «أخبار اليوم» فى عددها الصادر السبت الماضى ٢٢ يوليو الحالى، فى الصفحة الثالثة عشرة «هنا الجامعة»،...، أن نسبة النجاح لطلاب الفرقة الأولى بكلية طب أسيوط لم تتجاوز «٤٠٪».. ونسبة الرسوب بلغت «٦٠٪»، وأن تلك مفاجأة تحدث لأول مرة فى تاريخ الكلية منذ نشأتها.

ولم تكن هذه النتيجة هى المفاجأة الوحيدة، بل جاءت نتيجة كلية الطب «بقنا» بجامعة جنوب الوادى بمفاجأة هى الأخرى، حيث لم تتجاوز نسبة النجاح لطلاب الفرقة الأولى أيضا نسبة «٢٨٪»، وبلغت نسبة الرسوب «٧٢٪»، وهذا أيضا لأول مرة فى تاريخ الجامعة والكلية.

ولكن المفاجآت لم تتوقف عند ذلك، حيث جاءت نتيجة الفرقة الأولى لكلية «طب الأسنان» بجامعة جنوب الوادى حاملة معها مفاجأة ثالثة، حيث لم تتجاوز نسبة النجاح لطلبة السنة الأولى «٢١٪» فقط، بينما وصلت نسبة الرسوب إلى «٧٩٪».

وهذه النتائج هى بالقطع صادمة ولافتة للانتباه وداعية للبحث والتساؤل، نظراً لكون نسبة النجاح بها بالغة التهافت والتدنى وغير مسبوقة ولا معهودة، هذا من ناحية، أما من الناحية الأخرى فإن هذه الجامعات وتلك الكليات الثلاث تقع فى حيز جغرافى واحد، وهو «الصعيد» حيث أسيوط وقنا وجامعة جنوب الوادي، وهو ما يثير الكثير من الدهشة والعديد من التساؤلات، خاصة أن ذلك يحدث لأول مرة فى تاريخ تلك الكليات منذ إنشائها وحتى الآن، وهو ما يدعو للبحث عن أسباب التدهور المفاجئ فى مستوى طلبة السنة الأولى بهذه الكليات وتلك الجامعات.

ولكن الدهشة تزول والإجابة عن التساؤلات تصبح متاحة، فيما احتواه «التحقيق» الوافى المنشور «بأخبار اليوم»، الذى ذكر بوضوحٍ أن كل هؤلاء الطلاب الراسبين فى السنة الأولى بكليات القمة هم ضحايا النجاح بالغش الجماعى فى الثانوية العامة، الذى وقع فى مركز مدينة دار السلام بمحافظة سوهاج العام الماضى.

أى أنهم جميعاً تحصلوا على نتائجهم ومجموعهم المرتفع جداً فى الثانوية العامة بالغش، ولم يكونوا مؤهلين للدراسة فى كليات القمة،...، وهكذا إذا عُرف السبب زال العجب،...، وقد حصلوا على ما يستحقون تماماً .

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة