يوسف القعيد
يوسف القعيد


يحدث فى مصر الآن

الوثائقية: 30 يونيو ثورة إنقاذ مصر

يوسف القعيد

الخميس، 27 يوليه 2023 - 07:28 م

أنا من عُشَّاق قناة الوثائقية. تُحيى الذاكرة وتمُدها بأسباب النمو سواء كانت تتحدث عن تاريخنا أو تاريخ العالم من حولنا. تُقدِّم ما لديها بعبقِ الماضى. والماضى يكتسب سحره لمن يعيشون جمال الحاضر.

شاهدتُ عليها فيلماً عن الثلاثين من يونيو، والثورة التى أنقذتنا من حُكم الجماعة الإرهابية. ها هو الرئيس عبد الفتاح السيسى يُعطِّلُ العمل بالدستور بصفة مؤقتة. وهو القرار التاريخى الذى وضع مصر على أبواب عصرٍ جديد. وأمامنا المستشار عبد المجيد محمود النائب العام آنذاك وصدور القرار الإخوانى بعزله وهو لا يُعزل، لكنه كان الاقتراب من قرارات النهاية التى مكَّنت المصريين من استعادة بلادهم مرةً أخرى من الطُغاة الذين اغتصبوها.

الفيلم مليء بالشهادات الحيَّة. ها هو الأستاذ محمد حسنين هيكل يتحدث عن خطورة تعطيل الاختلاف. وأمامنا عماد الدين حسين، ومحمد عبد العزيز، وسكينة فؤاد، وإيناس عبد الدايم، ومحمود مِسلَّم، يتحدثون عن ضرورة الثورة وأهميتها والدور التاريخى الذى قامت به..

سترى بنفسك لو شاهدتَ هذا الفيلم، واعتقد أن الوثائقية ستُعيد عرضه، ستعيش استقالات الدكتورة إيناس عبد الدايم، سمير مُرقُص، وسكينة فؤاد. وستسمع أصوات الإخوان يقولون أنهم سيحكمون مصر 300 سنة قادمة. ولن يتزحزحوا من مكانهم مهما كانت الظروف. ولكن فى مواجهة غرورهم كانت دماء شهيد مصر الحسينى أبو ضيف ناصعة مُعلنةً عن نفسها، داعيةً الناس لأن يثوروا ولا يعودوا من الثورة إلا بنهاية الفئة الباغية.. ها هو زميلى فى مجلس النواب عندما كنتُ عضواً به طارق الخولى، عضو المجلس الآن الذى يحكى بتفاصيلٍ دقيقة كيف منعوه من الوصول لمدينة الإنتاج الإعلامى عندما حاصروها حصاراً لم يحدث من قبل؟ ولولا مهارة السائق الذى كان ينقله ويوصله ما تمكَّن من الوصول.

ربما تقول لى إن هذا كلام مُعادٍ للإخوان. ولكنى سأقول لك أن ها هو محمد بديع يصفهم بأنهم سحرة فرعون. وعزت إبراهيم زميلنا الصحفى ينتقد قولُهم: مغالبة لا مُشاركة. والدكتورة إيناس عبد الدايم تُهاجم ما قالوه أنهم سيحكمون مصر 300 سنة قادمة. هكذا كانوا يريدون ولكن الله سبحانه وتعالى سلَّم لأن المصريين يستحقون ذلك. فهم شعب مُحِبٌ للحياة، مُدافِعٌ عنها، يرفض تأليه البشر. فعندما وقف محمد محمد مُرسى عيسى العيَّاط، وهتفت له الجماهير فى استاد القاهرة: مُرسى فوق الجميع. كانت النهاية التى لا مفر منها.. أُشاهد الوثائقية كثيراً لأرى الحاضر وقد تحوَّل إلى أعمالٍ فنيَّة تأخذك إليها. وربما كانت مجلة المصور التى يرأس تحريرها الزميل أحمد أيوب المجلة الوحيدة التى نشرت تحقيقاً على صفحتين عن الوثائقية.

وصفتها بأنها إضافة قوية للقوة الناعمة المصرية. وأنها تقوم بحماية الهوية وتوثيق التاريخ والتراث.. وفى التحقيق الذى كتبته الزميلة الصحفية رانيا سالم تحدّث الدكتور جمال شقرة، والدكتورة ليلى عبد المجيد عن الوثائقية. قال الدكتور جمال أن هناك أفلام فى حاجة إلى تقديم وجهة النظر المصرية فى عملٍ وثائقى. منها الأفلام الإسرائيلية عن حربى 1956، 1967، وحرب أكتوبر المجيدة. يجب الرد عليها وطرح رؤية الجانب المصرى وكشف وثائقها.

إنه تاريخنا بالصوت والصورة لأول مرة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة