أسامة شلش
أسامة شلش


وقفة

شط النيل والمواويل

أسامة شلش

الخميس، 03 أغسطس 2023 - 09:34 م

أحلم باليوم الذى أرى فيه ممشى أهل مصر على نهر النيل وقد اكتمل، فما أحلى الفسحة على شاطئيه، كانت أحلى أوقاتنا ونحن فى بداية حياتنا فى أواخر الستينينات والسبعينينات من القرن الماضى هى المشى صحبة بالقرب منه سيرًا على الأقدام من المعادى إلى مصر القديمة من العصر وحتى منتصف الليل، متعة يومية ما بعدها متعة.

من أيام قليلة قادنى الشوق قبل المغرب بقليل للمشى فى المنطقة من قصر العينى حتى كوبرى الملك الصالح بعد زيارة لمستشفى أطفال المنيرة «الغلابة»، -ولذلك حديث آخر- منطقة بها الكثير من الذكريات، حيث كانت مدرستى الثانوية على ضفته الغربية ناحية منيل الروضة، منطقة ما زالت بكرًا لم تخنقها غابات الأسمنت ولا الإشغالات، جلست على أحد المقاعد الخشبية «العتيقة» التى مازالت تحتفظ بقوامها، وعينى على ماء النهر القادمة من الجنوب، مشهد لا تكفيه إبداعات الشعراء ولا أقوال الحكماء وصفًا، فما أغلى النيل أحد أنهار الجنة والذى رآه نبينا محمد، عليه الصلاة والسلام، فى رحلتى الإسراء والمعراج، صورة بديعة، يُجملها ويزيدها بهجة بائعو الذرة المشوي والبطاطا والحمص الشامى، صورة فنية مبدعة، ومتعة ببلاش أو بقروشٍ زهيدة..

تذكرت خلال جلستى الرائعة ما قيل فى النيل من أشعار ومواويل وما ردد من أغانى الوصف، وأخذت أُردد بين مسامعى أغنية كتبها الشاعر الفنان المبدع جليل البندارى ولحَّنها حسن أبو زيد وشدت بها صوت مصر شادية وتقول كلماتها: يا جاى من السودان لحد عندنا، التمر من أسوان والقلة من قنا، بتسقى البرتقان وتروى قطننا، كلمات بسيطة مُعبِّرة عن حبنا لنهرنا العظيم، الذى ندعو الله أن يحفظه من الكائدين والمتربصين.

ممشى أهل مصر الذى اكتمل الجزء الشمالى منه «تحفة كبرى» واكتماله سيجعل للقاهرة مذاقًا آخر تستعيد فيه أمجادها مع التطوير الهائل الذى يجرى فى كل أحيائها، تستعيد فيه شبابها لتُسعد سكانها وزوارها ليستمتعوا بالماء والخضرة والمنظر الحسن.

فالحياة لضفاف النهر «وكشفه» لأهالى القاهرة البسطاء، خطوة جيدة لعودة الذوق ودعوة للمحافظة على الماء وعدم إهداره أو تلويثه وتشويه صورته التى تربينا ونشأنا نراها فى شبابنا..

شكرًا لكل من فكر ومد يده أو أخذ القرار وساهم بفكره فى المشروع الذى نحلم باستكماله قريبًا، لأنه المتنفس الوحيد لأهالى القاهرة التى يخنقها زحامها.

جلسة على «شط النيل» بالدنيا وما فيها وجربوا.

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة