حكاية امرأة.. زادها الحزن جمالا فوق جمالها
حكاية امرأة.. زادها الحزن جمالا فوق جمالها


حكاية إمرأة.. زادها الحزن جمالا فوق جمالها

علاء عبدالعظيم

الجمعة، 04 أغسطس 2023 - 09:57 ص

قوامها الرشيق يفوق المانيكان.. حباها الله بنعمة الجمال وصاغه في أحسن تكوين، وجهها الصبوح بكل تقاطيعه يسبح بقدرة الخالق، شعرها الأسود الفاحم كالليل بلا نجوم يسترسل على كتفيها حتى كانت أشبه بتمثال حي لآلهة الجمال والفتنة.

كان كل من يراها لاول مرة، يلوي عنقه ويصاب بالخرس، أما إعجاب النساء بها فقد كان يشوبه الحقد والحسرة والتمني، وتوجها جمالها ملكة على عرشه، ونجمة بعيدة المنال.

وقف على بابها أكثر الرجال ثراء، ومالا، وجاها، كل منهم يتمنى الفوز بها، يريد ان يفوز  بجمالها ويلقي تحت قدميها بكل مايمتلك لو ارتضته زوجا لها.

طال انتظارها لمن يسعده جمالها ويخفق قلبها ويرقص له، وخشيت أن يمضي الزمن ويعدو على شبابها وسحرها، ورضيت أن تكون لرجل ثري لتعيش بأمواله، وتحقق كل ماتصبو إليه لنفسها من متع الحياة.

وها قد تقدم لها مليونير (رجل اعمال) أحست بالراحة اليه، ولكن حبه لم يستحوذ عليها، وقدم لها نفسه ومعه حيثيات قبوله حيث القصر الذي يقيم فيه والعمارات والأطيان الزراعية، وعزبة في إحدى المحافظات، وأموال سائلة في البنوك، ولم ينس أن يقول لها: إن هذا الجمال لم يخلق للكدح والسعي وراء متطلبات الحياة، فالدنيا غابة سكانها ذئاب ولم تنجو بجمالها منهم، فهذا الجمال لم يخلق لوحل الحواري، وتراب الشوارع وأن مكانه الطبيعي سيارة أحدث موديل.

طلبت منه جميلة الجميلات أن يتركها بضعة أيام لترد عليه بالقبول أو الرفض، وفي الموعد المحدد أسرع اليها، وفي جيبه خاتم سوليتير يقدر بآلاف الجنيهات، ومفاتيح سيارة آخر موديل على الزيرو، وسألت عنه وعلمت بأنه رجل مستقيم بلا نزوات، ولم يسبق له أن دخل عالم النساء، فقد عاش لعمله الذي أخلص له فأعطاه.

لن تسعه الدنيا فرحة عندما قبلته زوجا لها، وأسرع ووضع أمامها علبة الشبكة ومفاتيح السيارة، ودفتر شيكات بمبلغ ضخم، وطلب منها أن تجهز نفسها، وأقيم حفل زفافهما في أكبر الفنادق، وذهبا إلى أوروبا لقضاء شهر العسل.

وبعد انقضاء شهر العسل عادا إلى القاهرة وأقامت في قصره وعاشت أحلام ألف ليلة تتمرغ في امواله وثرائه، ولم يبخل عليها. وعندما أبلغته بأنها حامل سجد لله شكرا، فقد حصل على كل ماتمنى، زوجة مطيعة ساحرة الحسن، رائعة الجمال، وطفل قادم يرث ثروته ويحجبها من أقاربه المتربصين.

وفجأة يمرض الرجل ويلازم الفراش، ويرحل إلى العالم الآخر ولم يكن عمر ابنه أكثر من عام واحد، وانطوت الأم على نفسها تحبس شبابها وجمالها على طفلها، تراه وتقوم على نشأته وتربيته، وتصم اذنيها عن طرقات الأزواج، وعاشت راهبة في محراب طفلها، تسعد وهي تراه ينمو حتى تخرج من الجامعة، وهي لاتزال ترفض عروض الزواج، وقد زادها الحزن جمالا فوق جمالها.

وكانت المفاجأة عندما التقت بشاب يصغرها بعشرين عاما، ولاحقته وطاردته بعد أن حقن قلبها بالحب لأول مرة، وباحت له بحبها، وصارحته بأنه أعاد إليها حياتها، بعد أن رفضت كل عروض الزواج إلا لمن يحقن حبه قلبها.

وما إن علم الابن بزواجها نشبت بينهما مشادة اوضحت له خلالها بأنه من حقها أن تعيش لنفسها قبل أن يمضي قطار الحياة، وعاشت لرعايته والقيام على خدمته حتى تخرج من الجامعة، وأدت رسالتها نحوه.


وكانت المفاجأة الثانية التي وقعت على الابن كالصاعقة، حيث تصرفت الأم بالبيع في كل املاكه بوصفها وصية عليه فما كان منه إلا أن  قام برفع دعوى أمام محكمة القاهرة للأحوال الشخصية للولاية على النفس والمال، وقدم محاميه صورة من البيوع التي تصرفت فيها الوصية على أموال ابنها القاصر، وجاءت مذكرة النيابة الحسبية تطالب بإلغاء وصاية الأم على وحيدها، ولم يكن قد مضى على بلوغه سن الرشد غير عامين.

وطالب محام الابن ببطلان البيوع والتصرف التي تمت لأنها صدرت عن غير ذي صفة وبدون اذن النيابة الحسبية، وقبل بلوغ الابن سن الرشد، وطالب بإعادة الحال إلى ماكان عليه وعودة الأموال إلى الابن القاصر بالعودة إلى المشترين برد هذه الاموال.
 

وجاء حكم المحكمة بالغاء كل تصرفات الام، واتخاذ الإجراءات الجنائية لأن الأم باعت ما لاتملك، وبطلان هذه التصرفات، والرجوع إلى المشترين برد الأموال التي تسلمتها الأم منهم إلى صاحب الحق الشرعي الوارث لابيه والحكم على الأم بالسجن لمدة ٣ سنوات.

وجاءت المفاجأة الثالثة كي تسدل الستار على هذه المأساة التي يعيشها الابن، حيث هربت الأم بجميع أمواله مع حبيبها الشاب إلى خارح البلاد.

مركز معلومات أخبار اليوم
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة