إبراهيم عبد المجيد فى معرض مكتبة الإسكندرية
إبراهيم عبد المجيد فى معرض مكتبة الإسكندرية


عائشة المراغى تكتب : معرض مكتبة الإسكندرية الدولى للكتاب أسبوعان من الحراك الثقافى

أخبار الأدب

الجمعة، 04 أغسطس 2023 - 02:36 م

على مدار أسبوعين؛ حفلت ساحة وقاعات مكتبة الإسكندرية بمئات الزوار وعشرات الضيوف، للحضور والمشاركة فى فعاليات الدورة الثامنة عشر من معرض مكتبة الإسكندرية الدولى للكتاب، بما يمثله من حالة ثقافية مميزة تعيشها المحافظة سنويًا، يعضدها أن الإسكندرية واحدة من أهم منارات الإبداع والفنون فى مصر وذات خصوصية تؤهلها للريادة، و كذلك أن المعرض يقام فى محيط جامعة الإسكندرية وعلى بُعد خطوات من طلابها.


 وبرغم ذلك، فيمكن القول إن المعرض هذا العام لم يستفد من تلك الميزات على النحو الأمثل، فمن ناحية غابت أسماء بارزة من مبدعى المحافظة المميزين عن المشهد فىالبرنامج الثقافى، رغم وجود محور بعنوان «للإبداع السكندرى وجوه كثيرة»، ومن ناحية أخرى لم يكن الإعلان عن الفعاليات كافيًا لاجتذاب القدر الأكبر من الشباب المتواجدين حول المكتبة، لأن ما يتم داخل القاعات المغلقة لا توضع لافتة فى الخارج تشير إليه، وبالتالى يكون التفاعل حسب «التساهيل».

اقرأ ايضاً| منى نور تكتب : دراسة فى جامعة بغداد عن أرمن مصر فى العصر الفاطمى والأيوبى


من الأمور التى تحتاج إلى إعادة النظر – كذلك – هى الصفة الدولية، التى بدا المعرض وكأنه فى طريقه إلى فقدها، فعلى مستوى النشاط لم يتواجد من المبدعين غير المصريين سوى 11 اسمًا تم وضعهم فى فعالية واحدة خلال اليوم الأول تحت عنوان «قراءات قصصية مع المبدعين العرب»، واسم «وديع سعادة» فى اليوم الأخير، على مستوى عرض الكتب؛ لم تتواجد سوى 5 جهات نشر من الوطن العربى «مجلس حكماء المسلمين» و«مجموعة كلمات» من الإمارات المتحدة، وزارة الإعلام الكويتية و«سمارتسوى» من الكويت، و«مؤسسة مجموعة زاد للنشر» من السعودية وذلك من بين إجمالى 36 دار نشر اتخذت موقعها فى «ساحة الحضارات» بالمكتبة، إلى جانب بعض دور النشر للطفل ومكتبات «سور الأزبكية».


ومما يثير الاندهاش فيما يخص دور النشر المشاركة فى المعرض؛ غياب وزارة الثقافة، فلن تمثلها سوى الهيئة العامة للكتاب، فلا نجد هيئة قصور الثقافة ولا المركز القومى للترجمة ولا المجلس الأعلى للثقافة، وغيرها، رغم أن المعارض هى السبيل الوحيد تقريبًا لعرض وبيع إصدارات تلك الهيئات لعدم امتلاكها منافذ بيع، والتى يُعَّد معرض مكتبة الإسكندرية من أهمها.


وبسؤال د. محمد سليمان، رئيس قطاع التواصل الثقافى بالمكتبة، أوضح أن هناك أكثر من 120 دار نشر تقدَّمت للمشاركة فى المعرض إلا أن المساحة لم تتحمل سوى 74 فقط، أما وزارة الثقافة فهى موجودة وممثلة فى الهيئة العامة للكتاب، فى حين أن باقى الهيئات لم تتقدم بطلب لتشارك.

حرصت المكتبة فى البرنامج الثقافى لمعرضها أن يكون متكاملًا، بحيث يشمل مجموعة كبيرة من الفعاليات المتنوعة بين ندوات، ومحاضرات، وورش العمل، ومؤتمرات، والمتنوعة – كذلك – فى محاورها بين: الشباب، المرأة، والطفل، والإعلام، والتاريخ والتراث، والشعر، والأدب، والكتابة بكل فنونها، والتكنولوجيا، والفنون، والتنمية البشرية. فضلًا عن بعض القضايا المطروحة على الساحة المحلية والدولية مثل تطوير التعليم، الذكاء الاصطناعى وتطبيقاته، وقضايا المرأة والدراما. 


وبالرغم من استضافة العديد من الشخصيات المهمة والقامات فى تلك الفعاليات، إلا أنها بدت فى البرنامج المُعلن على الصفحة الرسمية للمعرض كأسماء «مرصوصة» لأن المتحدثين لم يتم تعريفهم أو الإشارة إلى تخصصاتهم أو منجزهم. 


ومن أبرز القضايا التى تمت مناقشتها ضمن برنامج المعرض «الذكاء الاصطناعى»بحضور د. حسين أمين؛ مدير مركز كمال أدهم بالجامعة الأمريكية، المستشار القانونىد. محمود حجازى؛ د. محمد زهران؛ عضو هيئة تدريس بجامعة نيويورك، د. مها بالى؛ أستاذ ممارس بمركز التدريس والتدريب بالجامعة الأمريكية، سلمى الغيطانى؛المساعد التنفيذى بمركز كمال أدهم، وقدمها أحمد عصمت.


تطرق المتحدثون فيها إلى مناقشة التطورات الهائلة التى يشهدها مجال الذكاء الاصطناعى وتأثيراته المحتملة؛ سواء المخاطر أو الإيجابيات، إذ أشار د. حسين أمين إلى أن أهم مشكلاته هى القدرة المحدودة على التفاعل وعدم فهم الثقافة الإنسانية، والتحيز الموجود فى بعض الأنظمة.


فيما أكد د. محمد زهران، أن الذكاء الاصطناعى فرع من فروع علوم وهندسة الحاسبات، الذى انطلق من ثمانينيات القرن الماضى، لكن العالم بدأ فى الانتباه إليه فقط فى عام ٢٠١٥، مضيفًا أن هذه الطفرة الأخيرة جاءت فى ٢٠١٢ مع تطور فرع «تعليم الآلة» حيث أصبحت أجهزة الحاسب الآلى قوية لدرجة كافية لتشغيل الآلات.


بينما قال د. محمد حجازى؛ إن التكنولوجيا الموجودة وتطوراتها مثل السكين، يمكن استخدامها لتسهيل حياة الإنسان وكذا يمكن أن يكون لها جوانب سيئة، ولذلك تحتاج البيانات والخوارزميات المستخدمة فى الذكاء الاصطناعى إلى تنظيم قانونى، موضحًا أن منظمة اليونسكو أصدرت قبل ثلاث سنوات مبادئ حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعى، وعقب ذلك بدأت بعض الدول وخاصة الأوروبية فى استخدامها لصياغة مشروع قانون، لحماية البيانات الشخصية والأمن والبيئة.


ومن مشكلات الذكاء الاصطناعى التى اتفق عليها المتحدثون، وأسهبت فيها د. مها بالى؛ هى التحيز، نتيجة أنه يستقى معلوماته من الانترنت، والتى تكون بدرجة كبيرة متحيزة، وبالتالى لابد من الاعتماد على العنصر البشرى فى أغلب الوقت، خاصة فى مجال الأبحاث العلمية، ولذلك يتم التأكيد على الطلاب دائمًا باستخدامه كوسيلة مساعدة. 


وعن استخدامه فى مجال الإعلام والصحافة؛ قالت سلمى الغيطانى إن الذكاء الاصطناعى يمكن استخدامه فى معرفة اتجاهات الجمهور، ولمساعدة الصحفيين فى العمل بشكل أكثر كفاءة، ولتقييم محتوى المؤسسة، لكن يظل تقديم محتوى صحفى جيد يعتمد على جهد الصحفى وجمعه للمعلومات من أرض الواقع.


وفى نفس السياق من مواكبة القضايا الآنية وتطورات العصر؛ أقيمت ندوة بعنوان «الميتافرس.. أداه جديدة لنشر التراث»بحضور الكاتب الروائى د. شريف شعبان؛الخبير فى الآثار والفنون القديمة ومسؤول التنمية الثقافية والوعى الأثرى فى وزارة السياحة والآثار،د. سمية بهى الدين المدير التنفيذى لشركة «TUTERA»، وأدارها محمد نبيل؛ مدير بحوث التراث الرقمى بمكتبة الإسكندرية، الذى قدَّم نبذه عن مشروع أول مدينة افتراضية مصرية عن طريق استخدم الميتافرس لنشر التراث المصرى «مدينة ميتا توت»، وقد تم إطلاقها فى 30 نوفمبر الماضى، وأصبحت أول مدينة مصرية تحاكى عالم الحضارة المصرية القديمة عبر الميتافيرس، حيث مزجت التاريخ القديم بالتكنولوجيا الحديثة.


فيما أشارت د. سمية بهى الدين إلى سبب اختيار اسم «توتيرا» الذى يعنى عصر توت؛ نسبة للملك المصرى القديم توت عنخ آمون، حيث تبادر للذهن أنه إذا عاد توت إلى عصرنا الحديث لاستكمال حلمه فى بناء مصر متطورة، خاصة وأنه مات عن عمر 18 عام؛ ماذا كان سيبنى؟ إذ تتيح مدينة «ميتاتوت» رؤية افتراضية وتخيلية للحضارة المصرية تمكِّن الزائر من إجراء رحلة عبر الزمن وزيارة المعابد المصرية الشهيرةمن أى مكان فى العالم.


وقال د. شريف شعبان إن نجاحنا فى إنشاء مدينة مصرية يجعل لنا بصمة توضح للعالم أن لدينا عقول تستطيع منافستهم. موضحًا أن المدينة صُممت على النسق المصرى القديم، لكن بشكل حديث يناسب المستقبل، فلا توجد معابد، أو مقابر، أو أهرامات، وإنما يدخل الشخص المدينة بشكل تفاعلى، ويتم تصميم مجسم له ليعيش تجربة فريدة من نوعها، فى إطار ميثاق شرف يتضمن مبادئ وقيم تهدف لحماية زوارها، مستوحاة من قيم وأخلاقيات المصرى القديم، أبرزها لا قتل، لا سرقة، أو حزن، أو انتحار أو كذب.  

ومن أبرز الوجوه السكندرية التى تواجدت فى برنامج المعرض؛ الكاتب إبراهيم عبد المجيد، الذى يحل ضيفًا عليه للعام الثانى على التوالى، ليلتقيه الجمهور فى لقاء مفتوح، أداره باقتدار الشاعر والمترجم ميسرة صلاح الدين، وتحدث فيه عبد المجيد عن نشأته فى الإسكندرية وسنوات طفولته ومراهقته، وحكايته مع السينما، وما يمثله البحر فى أعماله، وموقفه من الترجمة وجائزة نوبل.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة