الجمعة، 04 أغسطس 2023 - 07:25 م

على البحر جاءت طفلة صغيرة لزوجتى ومعها حقيبة شفافة تعرض فيها مشغولات جميلة للبيع من صُنع يديها، مشغولات ملونة من حبات الخرز وكور البلاستيك ضَفرتها بذكاء وموهبة وجعلت منها أساور مبهجة. 

وبينما تختار زوجتى من كيس الطفلة سألتها هذه الأسئلة العابرة عن مدرستها وشغفها بصناعة الاكسسوارات وعدم انهماكها مثل كل الأطفال فى اللعب خلال إجازة الصيف ونزول البحر، وكما توقعت الطفلة ليست فى احتياج للجنيهات ثمن ما تبيعه، فهى اختارت أن تصنع صيفا مختلفا لها على البحر الذى تقضى فيه إجازتها مع عائلتها، اشترت كمَّا من الخامات معها من القاهرة وتخصص ثلاث ساعات يوميا كل مساء لتصنع منتجاتها البسيطة قبل أن تنطلق كل يوم بعد العصر لبيعها على البحر بابتسامة لطيفة وأدب رقيق، دون تطفل أو إلحاح، وهدفها أن تؤسس ماركة اكسسوارات للبنات قبل أن تتم ١٦ سنة، وهى تتبرع بنصف أرباحها لمؤسسة خيرية. 

قالت: يكفينى كم ساعة فى اليوم للعب وباقى اليوم للقراءة والعمل.

وكم وقت اللعب على الموبايل؟ سألتها فأجابت إنها تستخدم الموبايل للترويج لمنتجاتها على الإنستجرام وسناب شات.

كم طفلًا وطفلة فى مصر عندهم هذا الهدف؟ يملكون هذا الإصرار وهذا العقل المُرتب لطفلة فى الثانية عشرة من عمرها ؟

كم شابًا وشابة لديهم هذا الطموح وهذه الآمال وتلك الأحلام ؟

الشُغل المبكر والشَغف الذى يبدأ مثل شمس الشروق هو ما أحب أن نُشجع عليه الطفل والشاب، حتى يبدو حلمهم مثل طيارة ورق تطير إلى بعيد وهى مطمئنة أن خيطها القوى على الأرض .

شجعوا أولادكم على البدايات المبكرة لكى يواجهوا عالمًا من الاستهلاك المستمر بالعمل والطموح.

شكرا طفلة الخرز الملون الملهمة .