جماعة الإخوان الإرهابية
جماعة الإخوان الإرهابية


آخر أيام الإرهابية في ألمانيا

أخبار الحوادث

الأحد، 06 أغسطس 2023 - 12:41 م

أيمن‭ ‬فاروق‭ ‬

 حالة من الشتات واللاوطن تعيشها جماعة الإخوان الإرهابية، فأصبحوا مثل الرحالة، مع اختلافات كثيرة في المعنى والمضمون، فمن بلد إلى بلد ومن قارة إلى أخرى يبدو أن الجماعة الإرهابية تعيش آخر أيامها في ألمانيا، رغم أن هذا البلد أحد أبرز الدول الأوروبية الذي تغلغل فيه تنظيم الإخوان واستقر فيه، إلا أنه من الواضح أن كل ما بناه التنظيم الإرهابي يتبدد الآن، فقد أصبح جليًا للعيان، لما توجهه الاستخبارات الألمانية من ضربات متتالية لتنظيم الإخوان الإرهابي، وتقوم بكشف ألاعيبه وأنشطته، فالجماعة الأم لمثيلاتها المتطرفة باتت تحت مقصلة أجهزة الأمن في ألمانيا ومراقبته لأعضائها وأماكنها، وسندان الفرار والهروب لبلد آخر ربما يكون أشد ضراوة.

لم يكن ما سبق كلاما من وحي خيال أو هجوم لأجل الهجوم، سبق وأكدنا أن ما واجهته وتواجهه الجماعة الإرهابية يهدد وجودها، فهي الآن كمريض مات إكلينيكا، وهذا ما يثبته تقرير عن الاستخبارات الداخلية بولاية «ساكسونيا أنهالت» الحديث، الذي تناولته تقارير إعلامية، قال فرع هيئة حماية الدستور «الاستخبارات الداخلية» في ولاية «ساكسونيا انهالت» الألمانية، «يرفض الإخوان أنظمة الدولة الديمقراطية، لكنهم يتصرفون بطريقة براجماتية، منوها، «غالبا ما يشارك ممثلو الإخوان في المجتمع والأحداث العامة والفعاليات المختلفة من أجل كسب التأثير»، ومضيفًا: «لا يشكك ممثلو جماعة الإخوان ظاهريًا في المبادئ الديمقراطية، لكنهم يحملون عداء داخليًا واضحًا لها».

كما جاء في التقرير الذي يعد بمثابة ضربة قاصمة لتنظيم الإخواني الإرهابي؛ «أن أيديولوجية الإخوان تتعارض مع مبادئ السيادة الشعبية، والممارسة الحرة للدين، والمساواة العامة المنصوص عليها في القانون الأساسي «الدستور»، وأوضح أن منظمة الجالية المسلمة الألمانية هي أهم منظمة مركزية لمؤيدي الإخوان في ألمانيا، تهدف إلى ترسيخ أقدامها كجهة اتصال معترف بها لدى الحكومة..

ما كشف عنه تقرير هيئة حماية الدستور الحديث، لم يكن سوى امتداد لعدة تقارير سابقة، والتي أوضحت مرارًا أن جماعة الإخوان في ألمانيا لها تأثير ملحوظ على الجالية المسلمة هناك، وأن إحدى الجمعيات التي تعد واجهة الجماعة هناك تشكل خطرًا على الديمقراطية، كما كشف تقرير آخر صدر منذ عدة شهور قليلة مضت، عن أن حركة الإخوان، على المدى المتوسط أخطر من تنظيم «داعش» الإرهابي والقاعدة على الحياة الديمقراطية في ألمانيا، كما تناولت تقارير إعلامية وصحفية في ألمانيا، مستندة فيها مصادر مسؤولة، أن الإقبال على منظمات أو مساجد مقربة من الإخوان أصبح ملموسًا، خاصة في ولاية شمال الراين فيستفاليا، مما يولد حالة من القلق لدى السلطات الأمنية، لأنهم بذلك يخرقون النظام الديمقراطي الحر.

وبالعودة إلى تقرير هيئة حماية الدستور، التي قالت إنه من حين لآخر، ظهر خطباء في المساجد المحسوبة على الجماعة، يروجون لوجهات النظر الأيديولوجية لجماعة الإخوان، وكان لهذا التقرير أثر بالغ في إحجام المنتمين ومؤيدي الجماعة الإدلاء ببيانات وخطب عامة في إشارة إلى عدم تسجيل الخطب أو إذاعتها على الإنترنت لتفادي الرقابة، كما ذكر تقرير هيئة حماية الدستور في ولاية ساكيونيا أنهالت، «في ساكسونيا أنهالت، لا يزال هناك أناس يروجون لأيديولوجية الإخوان، وبالتحديد 17 شخصية تشغل مناصب قيادية، وتهدف أنشطتهم في نهاية المطاف إلى تقويض الديمقراطية، وتأسيس نظام ديني قائم على القواعد الدينية، ونشر أفكار الجماعة».

وفي إشارة واضحة لكشف ألاعيب الإخوان وأكاذيبهم، كما يصدر عنهم في كل مكان يتواجدون فيه، فقد حذر التقرير من أن تصوير الإخوان لأنفسهم كأشخاص فاعلين وجديرين بالثقة في المجتمع المدني، يمكن أن يتسبب في خداع المسؤولين في البلديات والدولة والكنائس والمجتمع المدني، ويمكن أن يؤدي إلى سوء التقدير»، وأضاف التقرير: «لذلك يتعين على موظفي السلطات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني أن يفحصوا من يحاولون التحدث معهم كممثلين للمسلمين، بشكل جيد»، كما برز التقرير دور الجماعة الإرهابية وإجادتها في ممارسة الخداع من قبل توظيف الجماعة لأشخاص مجربين أكاديميا ويمتلكون مهارات خطابية جيدة مما يعد مشكلة ويفاقم احتمالية تعرض المسؤولين للخداع، هؤلاء هم الإخوان في كل مكان أساليبهم موحدة وهدفهم واحد الخداع والكذب للوصول لأهداف الجماعة الخبيثة.

جاء هذا التقرير بالتزامن مع تصنيف فرع براندنبورج لهيئة حماية الدستور، بشكل مفاجئ، لمركز تابع للجماعة في فورستنفالده، على أنه «جهد متطرف»، وكشف وزير داخلية ولاية براندنبورغ، مايكل ستوبجن، في تصريحات صحفية: أن هذا المركز التابع للإخوان يعمل ضد النظام الأساسي الديمقراطي الحر، ولا يمكننا قبول ذلك، كما أشار التقرير السابقة التابع لهيئة حماية الدستور، إلا أن تصرفات ذلك المركز تنتهك المصالح الخارجية لألمانيا وفكرة التفاهم الدولي، كما تعرض الشباب والأطفال لأفكار متطرفة، كما أن هذا المركز يتردد عليه أخرين من خارج المدينة وداخلها أيضا، ولفتت تقارير صحفية ألمانية الانتباه إلى احتمالية وجود جريمة احتيال في التبرعات وتضليل للمتبرعين بعد أن توارى المالك الأصلي عن الأنظار بينما يجمع طرف آخر التبرعات.

تاريخها في المانيا

وبالعودة إلى تاريخ جماعة الإخوان الإرهابية وتأسيها في ألمانيا، ستجد عقودًا طويلة من العمر الحر بدون قيود منحتهم فرصة لتأسيس شبكة كبيرة من المنظمات والجمعيات على الأراضي الألمانية، ففي خمسينيات القرن الماضي، أخذت تحركات الإخوان في الأراضي الألمانية تبدأ مع وصول الإخواني سعيد رمضان، صهر مؤسس الجماعة حسن البنا، والقيادي بفرع الجماعة بسوريا، عصام العطار، الأراضي الألمانية، بالتزامن مع تشييد المركز الإسلامي في مدينة ميونخ جنوبي البلادن وبقدوم عام 1958، أسست جماعة الإخوان أهم منظمة لها في ألمانيا، وهي منظمة المجتمع الإسلامي على أنقاض لجنة بناء المركز الإسلامي في ميونخ، قبل أن يتحول اسمها في 2018 إلى منظمة الجالية المسلمة الألمانية، في محاولة لإبعاد سمعة الارتباط بالإخوان عنها، وتناول على إدارة المنظمة التي تعد الأهم والأكبر للإخوان في ألمانيا، قيادات كبرى في الجماعة، مثل سعيد رمضان بين عامي 1958 و1968، والمرشد السابق محمد مهدي عاكف بين عامي 1984 و1987، والذي كان أيضا إماما للمركز الإسلامي بميونيخ، ولا يزال المركز الإسلامي بميونخ يملك روابط بالجماعة الإرهابية رغم تغيير مقر منظمة المجتمع الإسلامي الألماني من الواقعة في جنوب ألمانيا إلى مدينة كولونيا في غرب ألمانيا.

كما كشف تقرير لهيئة حماية الدستور على المستوى الفيدرالي، عن أن عدد العناصر الأساسية للإخوان الإرهابية في ألمانيا تزايد بشكل كبير وملحوظ في عامين، وبلغ 1450 عنصرًا في 2021، مقارنة بـ1040 في 2018.

وأوضحت دراسة ريتا بروير المنشورة على موقع المركز الاتحادي للتعليم السياسي «حكومي» في 2019، وفندت مظاهر التهديد الذي تمثله جماعة الإخوان الإرهابية على المجتمع الألماني، وذكرت الدراسة: «من أجل تحقيق أهدافها، تعتمد الجماعة الإرهابية قبل كل شيء على اختراق بطيئ للمجتمع عبر نخبة مدربة بشكل مناسب، وخلايا مكونة من عدة أشخاص، على أن يؤدي هذا الاختراق للأسرة والمجتمع والدولة إلى هيمنة الجماعة على المدى الطويل».

اقرأ أيضًا : أحمد موسى: قنوات الإخوان الإرهابية تحرض ضدي بسبب حلقة ذكرى فض اعتصام رابعة


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة