هالة العيسوى
هالة العيسوى


من وراء النافذة

«الهرم المفقود».. بين أحلام اليهود ومخاوفهم

هالة العيسوي

الأربعاء، 09 أغسطس 2023 - 07:26 م

يتمتع الأثرى الكبير زاهى حواس بكاريزما استثنائية لدى الغرب المفتون بمصر القديمة وآثارها. وهو بارع فى صناعة المجد لنفسه، وأصبحت قبعته الشهيرة، علامة تجارية تباع باسمه. يعرف طريقه جيدًا للنشر ووسائل الدعاية والميديا الغربية. ترحب دور النشر بكتبه، وتضمه شركات الإنتاج السينمائى إلى طواقمها فى الأعمال المتعلقة بالآثار الفرعونية، سواء كمتحدث، أو راوِ يعلق بصوته.

مؤخرًا، أنتجت له منصة نتفلكس، أول أعمال سلسلة قصيرة من الأفلام الوثائقية بعنوان «مجهول»، الفيلم الوثائقى «الهرم المفقود» من إخراج ماكس سالومون. الفيلم يتناول رحلة حواس فى البحث والتنقيب عن هرم الملك حونى، آخر ملوك الأسرة الثالثة من الدولة القديمة، والذى لا يزال هرمه مجهولًا إلى الآن. كما تناول أعمال حفائر البعثة المصرية المشتركة مع المجلس الأعلى للآثار بمنطقة جسر المدير فى جبانة داخل جبانة البوباسطيون فى سقارة بقيادة الدكتور «مصطفى وزيرى» الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار. 

 ومع أنه لم يتم العثور على الهرم المفقود، ليظل السر مدفونًا، إلا أن الصدفة قادت الاستكشافات إلى العثور على كنوز أخرى ترجع إلى عصر الدولة القديمة. 
ومع أن العمل وثائقى بالدرجة الأولى إلا أنه لم يخل من بعض المشاهد الإنسانية الدالة على عمق وصدق العلاقة بين فرق البحث المصرية. كما لم تغب عنه إطلاقًا ملامح تنجيم زاهى حواس والاهتمام بإبراز بطولاته، ولو ببعض المبالغة فى اللقطات، وغياب التلقائية عنها.  

الفيلم، أيقظ هواجس اليهود، فبعد أن استسلموا، ربما، لحقيقة أنهم ليسوا بناة الأهرامات، وأنها بنيت قبل سنوات عديدة من وصول بنى إسرائيل إلى مصر، أصابهم اليأس مجددًا من عدم عثور علماء المصريات على أى نتائج يمكن أن تدعم قصة بنى إسرائيل فى مصر، خاصة المواقع التى ذكرت التوراة صراحة بناءها على يد الإسرائيليين «مثل مدن ملجأ لفرعون وبثوم ورعمسيس» (خروج 11). 

تعليقًا على الفيلم كتب د.يارون فريدمان أستاذ اللغة العربية الإسرائيلى فى قسم دراسات الشرق الأوسط بجامعة حيفا. - داعيًا لعدم اليأس فعلم الآثار ملىء بالمفاجآت. وقد ذكر حواس فى الفيلم إن الأهرامات المكتشفة فى تقديره تشكل 30٪ فقط من مجموع الأبنية الفرعونية وأن هناك الكثير من العمل الذى يتعين القيام به. لكن ومع ذلك، يظل الدافع لاكتشاف النتائج التى تؤكد النص التوراتى وما يقال فى الكتاب المقدس غائباً  تمامًا عن علماء الآثار المصريين الجدد، وأى اكتشاف من هذا القبيل لن يؤدى، فى رأيه، إلا إلى الإضرار بالرواية الفلسطينية، بعكس علماء الآثار فى القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين المسيحيين المتدينين جزئيًا الحالمين بالعثور على كنوز مخبأة من فترة العهد القديم. 

لا يطمئن فريدمان إلى سعى وزيرى وحواس إلى إعادة جميع الآثار المصرية التى سرقت - بما فى ذلك مقابر الفراعنة ونقش رشيد، إلى مصر، ويراه فى الواقع طموحًا لتأميم علم الآثار؛ يمثل إشكالية خاصة عندما يتعلق الأمر بمجال الدراسات الكتابية. فى ظل اتهامه الكاذب للأثريين المصريين الكبيرين بالعداء لإسرائيل واليهودية!!
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة