الخميس، 10 أغسطس 2023 - 07:24 م

عندما زرتُ شمال سيناء وجنوبها أكثر من زيارة، كنتُ أشعر وأنا فى الطريق إليها برجفةٍ فى القلب، واهتزازٍ فى الوجدان. فأنا فى الطريق إلى الأبطال الذين دافعوا عن بلادهم على مدار التاريخ.

ويجب أن يكون لكل منهم مكانٌ بالقلب، ليس قلبى وحدى ولكن قلوب الأكثر من مائة مليون مصرى، من شمال مصر لجنوبها، ومن غربها لبوابتها الشرقية.

وحُرَّاس البوابة الشرقية لمصرنا أكثر أهمية من أى حُرَّاسٍ آخرين. مع أن الحُرَّاس أبطال حقيقيون لا بد أن تكون لهم مكانة فى قلوب جميع المصريين.

أياً ما كان المكان الذى يعيشون فيه للدفاع عن الوطن أقدس ما يمكن أن يقوم به الإنسان فى حياته. وأعتبر أن من يقوم بهذا الدور بطلٌ بصورة أو بأخرى.

لا بد أن نرسم صورة له فى حبة القلب المصرى.. عندما كنتُ فى مجلس النواب على مدى أربع سنوات كان لىَّ اهتمام من نوع خاص بمن يمثلون شمال ووسط وجنوب سيناء.

كنتُ أحبُ الجلوس معهم والاستماع إلى تفاصيل بطولاتهم اليومية. سواء فى الكفاح ضد العدو الإسرائيلى أو إعادة بناء هذا الجزء الغالى والثمين من مصرنا العزيزة الغالية..

خلال الموجة الإرهابية الضخمة التى واجهتها مصر بعد 30 يونيو 2013، تعمد الإرهابيون استهداف المدنيين من أبناء قبائل سيناء. مما دفعها للدخول على خط المواجهة مع قوات مكافحة الإرهاب، وخلال عمليتى "حق الشهيد" والعملية الشاملة "سيناء 2018" لعبت القبائل فى مقدمتها "الترابين" دوراً رئيسياً ساعدت فى الكشف عن هوية العناصر التكفيرية والطرق المستخدمة فى الاختباء ونقل الأسلحة، وبالتوازى مع محاربة الإرهاب لعبت القبائل دوراً فى التنمية..

شهدت مصر منذ أحداث 2011 ظهور العديد من التهديدات والمخاطر الأمنية والتى هددت أمن واستقرار الدولة بشكل مباشر وكان فى مقدمتها خطر الإرهاب.

وقد تبنت الدولة استراتيجية شاملة استطاعت من خلالها تجفيف منابع التمويل المادى والدعم اللوجيستى الذى يُعد أحد الركائز الأساسية للتمويلات الجوهرية والإرهابية وتأمين الحدود وفرض معادلة الاستقرار الشامل فى كافة أرجاء البلاد.

لقبائل سيناء دورٌ محورى فى النجاحات التى حققتها مصر فى حربها ضد الإرهاب، حيث اصطفت لجانب قوات الجيش والشرطة فى التصدى للعناصر الإرهابية، سواء عبر المواجهة العسكرية أو المشاركة فى عملية التنمية فى سيناء.. كان لجمال حمدان "4 فبراير 1928 - 17 أبريل 1993" إهتمام بسيناء، سواء فى موسوعة عمره: شخصية مصر دراسة فى عبقرية المكان.

حيث أفرد لسيناء فصولاً مهمة واعتبرها أيقونة الدفاع عن مصر، بل إن له كتاباً عن سيناء عنوانه: سيناء فى الاستراتيجية والسياسة والجغرافيا، وأعترف أننى خلال جلساتى الطويلة معه عندما كان يبدع فى كتابة موسوعة عمره: شخصية مصر دراسة فى عبقرية المكان، كان له اهتمام شديد الخصوصية بسيناء. بل إننى لا أتجاوز عندما أقول أن صوته كان يتهدج عندما يتحدث عن سيناء.. يُعتبر كتاب سيناء فى الإستراتيجية والسياسة والجغرافيا من المراجع الهامة لدى الباحثين المنشغلين بدراسة المفكرين والعلماء، حيث يندرج الكتاب ضمن كتب الشخصيات والأعلام والعلماء والفروع ذات الصلة مثل التراجم وفلسفة التاريخ والفكر الاجتماعى.