الأحد، 13 أغسطس 2023 - 12:28 م

أشرف رمضان 

استيقظنا على فاجِعة منذ يومين، أبٌ لا يعرف للرحمة سبيلا، تخلص من زوجته وبناته نحرًا، 5 فتيات في عمر الزهور راقدات في أسِرّتهن الدافئة، ينتظرن قدوم الأب الذي يلهث وراء لقمة العيش – كما يعتقدن – ينتظرن دخوله إلى المنزل محملاً بالحلوى والأطعمة الشهية، يقبلهن ويحتضنهن، ويحنو عليهن، كأي أب مشتاق إلى أطفاله، لكنه ألقى بهن في أحضان الموت.

دخل الأب، إلى منزله على أنغام الموسيقى الصاخبة الصادرة من «تروسيكل» يقوده، صعد إلى الطابق الثاني مستغلًا انقطاع الكهرباء، انْقَضَّ على «فريسته» الزوجة المقهورة، التي لا حول لها ولا قوة، نحرها بدم بارد، وفصل رأسها عن جسدها، وبعدها وقف على درج السلم، يستقبل فتياته الخمس، بسكين في رقبة كل واحدة، وكأنه «يذبح فراخ»، سقطت إحداهن إلى جوار أمها قتيلة، وكأنها لا تريد مفارقتها، اعتقد أنهن متن جميعًا.

همّ الرجل الأربعيني، في إشعال النيران بالمنزل حتى يخفي آثار الجريمة، لكن عناية الله أنقذت 4 فتيات نجين بأعجوبة من الذبح، بعدما دخل الجيران إلى المنزل على وقع صراخ الفتيات، وفرّ الرجل هاربًا، لكن جرى ضبطه من قبل الشرطة سريعًا، ونقل الفتيات إلى مستشفى الهرم لتلقي العلاج.

هذا مختصر الحكاية التي هزت منطقة الهرم، بل مصر كلها، كيف ترعرع في وادينا كل هذا الإجرام؟!، كيف لأب يهدم جدران أمن أسرته ويهدد طمأنينتها؟!.. يقولون إنه كان تحت تأثير المخدر.. فأي مخدر هذا الذي يجعل أبًا يبيت النية على ذبح زوجته وأطفاله ويشعل النيران في البيت بعدها؟!.. الواقعة مؤلمة بكل تفاصيلها، لا يصدقها عقل، ولا يقبلها واقع مهما كانت الدوافع.