مياده المعتز شاكر
مياده المعتز شاكر


كل يوم

التبلد والصخب

الأخبار

الأربعاء، 16 أغسطس 2023 - 09:27 م

مياده المعتز شاكر

هل الصخب يؤدى إلى تبلد المشاعر والهدوء يشحذ العواطف ؟؟ ربما من كثرة الأحداث والضوضاء من حولنا أصبحنا مصابين بالتبلد.

فقد فكرت كثيرا ؛ ما الذى أدى إلى حالة عدم الإحساس التى وصلنا إليها الآن؟ ووجدت أن من الفروق الجلية بيننا و بين الأجيال السابقة، هو الصخب.

فقد أصبحت الحياة تجرى بنا فى سباق لا ينتهى بالفوز أو الخسارة، بل ينتهى بنهاية الحياه نفسها. دون أن ندرك أننا ونحن نلهث فى مضمار السباق فقدنا الحياة ذاتها والتمتع بها.

فنحن نلهث لأن إيقاع الحياة الصاخب يتطلب السرعة فى كل شىء؛ فى العمل ، فى البحث عن المال ومتطلبات الأولاد من دروس و تمارين إلخ...
حتى أننا نلهث لنشترى احتياجاتنا اليوم.

لذا وأنت تلهث وسط كل هذا الضخب من الضوضاء فى العمل أو أصوات السيارات فى الشارع أو رنين المحمول وأصوات ألعاب البلاى ستيشن لطفلك وبكاء رضيعك فى المنزل أو حتى سرعة خطواتك فى الطريق.

لا يسعك أن تلتفت لأحد... لمشاعر من حولك.... لتربت على كتف صديق أو تحتوى قلق زميل أو تعانق أولادك دون سبب.

بل ربما لا يلتفت البعض لجثة شخص ما ملقاة فى الطريق..

لا أدرى ماذا حدث لنا ولكن الحياة أصبحت قاسية.

فقد كانت هادئة وبسيطة منذ زمن قليل. حتى فى الريف لا تجد الهدوء الذى كان يعم الجميع، حيث نقاء الجو وصوت الطيور وتناول الطعام وسط الأسرة فى سلام.

فأصوات التكاتك - التى تبث ما لا علم لى بتفسيره هل هى أغانى أم محض ضوضاء كريهة - تغطى على كل شىء ، ورائحة العوادم تحجب النجوم فى السماء.

أظن أن الهدوء ومتطلبات الحياة البسيطة ونقاء الجو والقرب من الطبيعة ؛ كان يشحذ المشاعر والعواطف ويجعلنا أكثر آدميه ويذكرنا بالحب والرفق والاحتواء والتعاطف والمعانى الراقية التى لا وقت لها الآن.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة