ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب


نحن والعالم

عصر «اللا دولرة»

ريهاب عبدالوهاب

الجمعة، 18 أغسطس 2023 - 05:26 م

تحدثت فى المقال السابق عن مساعى «البريكس» للقضاء على هيمنة الدولار الممتدة منذ حوالى 80 عاما والتى جعلته عملة احتياطى النقد الاجنبى الأولى عالمياً وحوالى 60٪ من الودائع والقروض حول العالم، ومكنته من الاستحواذ على 96٪ من المعاملات التجارية فى الأمريكتين و74٪ فى آسيا و79٪ فى بقية الأنحاء.

ورغم ان دعوات إنهاء دور الدولار الأمريكى كعملة احتياطية دولية بدأت منذ 1971 الاّ انها تحولت لتوجّه على الارض العام الماضى،وبالتحديد بعد العقوبات الأمريكية على روسيا بسبب حرب أوكرانيا والتى تم استخدام الدولار فيها كأداة لمحاصرة موسكو وإضعافها، مما أثار مخاوف العديد من الدول من ان تصبح الهدف التالى لمثل هذا العقاب. من هنا بدأ توجه قادة موسكو وبكين لاستبدال الدولار بالروبل واليوان فى تعاملاتهم البينية..

واكتسب هذا التوجه زخمًا باستخدام المزيد من الدول مثل الهند والبرازيل وماليزيا وكينيا والسعودية والإمارات العملات المحلية فى تجارتهم، لتتوالى بعدها التحركات: فتوافق رابطة دول جنوب شرق آسيا «آسيان» على استخدام عملاتها المحلية فى التجارة الإقليمية، وتقترح ماليزيا إنشاء «صندوق للنقد الآسيوى» لتقليل الاعتماد على الدولار، وتدشن «البريكس» لعملة جديدة للتجارة البينية وتدعو البرازيل لخطوة مماثلة بإطلاق عملة للتجارة بين دول أمريكا اللاتينية.

رغم كل ذلك يستبعد المحللون سقوط الدولار عن عرشه قريبا، خاصة فى ظل عدم وجود بدائل قوية، حيث تقول الارقام ان اليورو «ثانى أكثر العملات حيازة فى العالم» لايمثل سوى ثلث حصة الدولار من الاحتياطيات العالمية بينما يشكّل اليوان الصينى 2.7٪ فقط.

لكن نفس الأرقام تشير ايضاً لانخفاض قياسى لحصة الدولار من احتياطيات النقد الأجنبى من 70٪ عام 1999 لـ 58٪ العام الماضى.

وفى ظل الاضطرابات المصرفية الأمريكية والتضخم المتزايد ومعركة سقف الديون المتكررة، يتوقع الكثيرون المزيد من التآكل لهيمنة الدولار لينطلق العد التنازلى لنهاية عصر «الدولرة» ويبدأ عصر «العالم المالى متعدد الأقطاب».

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة