وفاة الرجل الخارق
وفاة الرجل الخارق


تمنى تحقيق حلمه بدخوله موسوعة جينيس l وفاة الرجل الخارق

أخبار الحوادث

الأحد، 20 أغسطس 2023 - 12:38 م

الغربية‭: ‬محمد‭ ‬عوف

 أثارت الوفاة المفاجئة لبطل رفع الأثقال الخارق الشهير بالدبابة الكابتن طارق محمود، حالة من الذهول والحزن خاصة أنه معروف لدى الكثير من متابعيه بالأسطورة لكونه حالة نادرة فقد كان دائم التحدي؛ لدرجة أنه قام بجر سيارة نقل ثقيل بأسنانه، لكن فجأة استيقظ أهالي محافظة الغربية ومدينة طنطا تحديدًا على خبر وفاته المثير للجدل، والذي تعددت الأسباب حوله ما بين تناول جرعة منشطات زائدة أو تناول مواد مخدرة أو أزمة قلبية مفاجئة، لكن ما حقيقة ذلك، هذا ما سنعرفه تفصيليًا الآن.

لم يكن يتوقع الكثير من متابعي لاعب كمال الأجسام طارق محمود صاحب الـ 32 عامًا والمعروف إعلاميًا بطرزان الغربية، وصاحب ألعاب القوى الخارقة أنه في لحظة ما سينتهي أجله بهذه الطريقة، ويصبح مجرد ذكرى، إلا أنه القدر الذي كان الأقوى والذي لم يمهله الوقت لتحقيق حلمه الذي ظل يسعى لتحقيقه لكي يحطم الرقم القياسي في لعبة كمال الأجسام، ويدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية.

حتى انه نجح في العام الماضي عندما تمكن من سحب عدد من التريلات بلغت وزنها 1.5 طن، وقد خيم الحزن على أسرة وزملاء اللاعب الشهير بالدبابة البشرية، ومع ذلك ورغم كل هذه القوة الخارقة إلا أنه كان يعاني من بعض الأمراض والتي كان يحاول أن يتغلب عليها ويقهرها ولا يشعر به أحد.

العديد من الألقاب

التقينا بأسرة اللاعب طارق محمود، لكي تحكي لنا عن تفاصيل حياته واللحظات الأخيرة قبل وفاته، تقول شقيقته الكبرى سميرة: إنّ شقيقها كان لاعبا في مجال القوى البدنية، وكان يطلق عليه العديد من الألقاب، بينها «الدبابة البشرية» و«الرجل الخارق»، كونه استطاع أن يسحب عددًا من سيارات النقل الثقيل والتريلا، وكان يسعى إلى سحب القطار في تحدِ جديد بين زملائه من ألعاب القوى، وكان يتمتع بشعبية كبيرة، لدرجة أن زملاءه كانوا بيحسدوه على قوته الخارقة، مشيرة أنه اشتهر باستعراضاته التي كان يتمكن فيها من جر وسحب شاحنات عملاقة بمفرده ورفع أطنان من الحديد وسحب 15 سيارة، وذلك في مدينة طنطا، وفي إحدى المرات تمكن من سحب 4 شاحنات يبلغ وزنها ألف طن، مرة واحدة وهو ما كان يثير إعجاب واستغراب الكثير من متابعيه.

وتضيف؛ رغم ذلك كان يعاني من ارتفاع ضغط الدم والسكر منذ 3 سنوات، لكن الذي يراه ظاهريًا يحكم عليه بالقوة الخارقة دون أن يدري ما بداخله، ومع ذلك لم يستسلم وكان يتابع مع طبيب قلب وباطنة، وظل يحاول التغلب على ذلك والتعامل مع المرض بممارسة الرياضة الخارقة.

وتؤكد قائلة؛ غير صحيح ما تردد عن وفاته بجرعة منشطات زائدة أو تناول مواد مخدرة كما كان يشيع البعض، فقد كان دائمًا ينصح الشباب بعدم تناول العقاقير المنشطة لخطورتها على الصحة العامة، مؤكدة أن سبب وفاته هو حدوث تسمم في الدم بسبب وجود أكثر من خراج في جسده، مشيرة إلى أن شقيقها كان مقرر له إجراء عملية تنظيف، لكن القدر لم يمهله ولفظ أنفاسه الأخيرة قبل إجرائها.

رفض الزواج

وتكشف شقيقته الثانية رانيا؛ أنه رفض الزواج رغم أنه كان قادر ماديًا وصحيًا حرصًا منه على رعاية شقيقاته الثلاث وأطفالهن، وأنه منذ صغره يساعد الجميع وقد ورث ذلك عن والده الذي كان يتمتع بقوة خارقة أيضًا وتميز بمهاراته الاستثنائية في رياضة ألعاب القوى الخارقة، وكان طارق يعتبر قدوة رياضية للشباب في المنطقة؛ حيث كان يسعى دائمًا لتحقيق الإنجازات الرياضية وتحطيم الحواجز والأرقام القياسية، لكنه القدر، وعن لحظة وفاته أوضحت أنه عندما دخلت عليه غرفته لإيقاظه من النوم، لم يجبها، فصرخت وتجمعت أسرته وتم استدعاء الطبيب لتوقيع الكشف الطبي عليه و نقل على الفور للمستشفى في محاولة لإسعافه إلا أنه فارق الحياة.

ويكشف التقرير الطبي الخاص بحالة الكابتن طارق محمود أسباب وفاته؛ إذ بين خضوعه للعلاج المكثف في إحدى مستشفيات طنطا نحو 3 أيام، وأنّه كان يعاني من ارتفاع في ضغط الدم وكان مصابًا بداء السكري، وكانت حالته الصحية متدهورة للغاية، وأن الوفاة نتيجة توقف عضلة القلب، إذ حاول الأطباء إسعافه لكنه فارق الحياة، وكان يعاني من صدمة بكتيرية نتج عنها وجود خراج في جسمه، أسفرت عن وجود بكتيريا في الدم وفشل كلوي، وخضع إلى جلستي غسيل كلوي، لكن حدث فشل في وظائف التنفس أسفر عن توقف عضلة القلب.

في حين أكد أهالي منطقته؛ أن فقدانه سيكون خسارة كبيرة لأهل المنطقة وللمجتمع الرياضي ولكل من عرفه وتعامل معه لأنه شخص مهذب وطموح وكان يقف مع الحق، معربين عن حزنهم العميق لفقدان هذا البطل الرياضي الواعد، وطالب أصدقاؤه المعنيين بالرياضة أن يهتموا بالرعاية الصحية والفحوصات الدورية لكل الرياضيين للحفاظ على صحة القلب والوقاية من الأمراض القلبية المفاجئة.

استعداد لجر القطار

ويقول الكابتن عبده جميل صديق طارق المقرب ومدير الجيم الذي كان يملكه تفاصيل حياته ووفاته قائلاً: طارق صديق لي منذ زمن بعيد، واستطاع جرّ حوالي 10 سيارات كتجربة لجر قطار بعد الحصول على الموافقات اللازمة، لرغبته في تحقيق رقم قياسي والدخول في موسوعة جينيس للأرقام القياسية، وكان مصابًا بعدد من الأمراض على مدار السنوات الماضية، لكنه لم يعالج نفسه أولا بأول، ولم يحرص على رحلة العلاج بالشكل الطبي اللازم حتى تدهورت حالته للأسف وتعرض لانتكاسة صحية ودخل المستشفى، وأجرى عددًا من العمليات الجراحية، ولكن بسبب الأمراض المتراكمة وعدم انضباط الضغط والسكر كان الأمر صعبًا للغاية.

وأضاف صديقه؛ الراحل كان يحصل منذ زمن بعيد على المكملات الغذائية، تحت إشراف الطبيب، وبجرعات محددة، لكنه توقف عنها منذ 5 سنوات تقريبًا، وحاولنا كثيرًا ننصحه باللجوء للعلاج ولكنه كان يرفض الدخول للمستشفى أو الإفصاح عنه، لأنه كان يرغب دائمًا الظهور بشكل طيب ورياضي أمام الناس وأصررّت في مرة على ذهابه لإحدى المستشفيات، وهناك أكدوا لنا أنه يعاني من عدة أمراض ويحتاج لرعاية خاصة.

واستطرد صديقه الحديث قائلاً: أن وفاته كانت صدمة كبيرة للغاية، لأنه كان يحب الخير ويساعد الناس في العلاج، ولو احتاج أي شخص التدريب ولم يكن معه الأموال اللازمة، كان يتكفل هو بذلك، وجنازته كانت كبيرة للغاية، وحرص عدد كبير من محبيه على التواجد وتشييع الجثمان لمثواه الأخير، وأقمنا سرادق العزاء أمام الصالة الرياضية التي كان يحبها كثيرا.

وفي مشهد جنائزي مهيب شيع أهالي قرية حصة شبشير التابعة لمركز طنطا جثمان الكابتن طارق وسادت حالة من الحزن بين الأقارب والأصدقاء بسبب وفاته المفاجئة، حيث كان يطمح «طرزان الغربية» للدخول لموسوعة «جينيس» للأرقام القياسية كأحد أصحاب ألعاب القوى الخارقة في مصر والعالم.

اقرأ أيضًا : سم قاتل| المنشطات والمكملات الغذائية «خطر داهم» يهدد اللاعبين وحملات لمنع استخدامه

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة