الخميس، 24 أغسطس 2023 - 07:23 م

عندما سأل الصحفيون أمس الرئيس الأمريكى بايدن عن حادث سقوط طائرة بريغوجين زعيم فاجنر قال لهم: لا أعرف.. ورددها ثلاث مرات!.. قال ذلك وهو رئيس أكبر دولة فى العالم التى لديها واحد من أقوى وأنشط أجهزة المخابرات فى العالم والذى يستهدف بأنشطته روسيا التى يعتبرها مع الصين أهم أعداء أمريكا! 

لكن ذلك يشى بأن الغموض قد فرض نفسه على أمر فاجنر وزعيمها حتى بالنسبة للأمريكان ذاتهم الذين كانوا على مدى سنوات يتتبعون عن كثب نشاطه فى أفريقيا والشرق الأوسط، ثم أخيرا فى حرب أوكرانيا، وزاد تتبعهم لزعيم فاجنر بعد التمرد العسكرى الذى قام به ولم يستغرق سوى يومين والذى تم إنهاؤه بعد تدخل رئيس بيلاروسيا وبعد أن قدم الرئيس الروسى بوتين تعهدا بعدم ملاحقة زعيم فاجنر وعدم محاكمته على ما فعل! 

فإذا كان بايدن شخصيا سبق أن حذّر بريغوجين من انتقام بوتين منه ونصحه بأن يتأكد من أن طعامه غير مسموم، فإن هناك من قال له من مساعديه إن بوتين شخصيا رغم أنه لا يتسامح كما قال مع الخيانة إلا أنه رجل يحافظ على كلمته وهو أعطى زعيم فاجنر وعدا بعدم ملاحقته، لذلك ظل يتحرك بيسر وعلنا داخل روسيا على مدى شهرين حتى إنه ظهر فى أروقة قمة روسيا وإفريقيا والتقى بعدد من الحضور.. فهل خرق بريغوجين اتفاقه مع بوتين فألغى كلمته له؟! 
لذلك ظهر بايدن حذرا فى تعليقه على حادث سقوط طائرة زعيم فاجنر.. والأغلب أن الرئيس الأمريكى سوف يحتفظ بهذا الحذر بعد أن أعلنت وزارة الطوارئ الروسية أن هذه الطائرةَ كانت تقل زعيم فاجنر وأحد مساعديه.. فإن من تبنوا قبل شهرين سواء داخل أمريكا أو خارجها نظرية أن تمرد فاجنر العسكرى كان مجرد مسرحية رتبها سيد الكرملين يثيرون الشكوك فى أن يكون زعيم فاجنر كان على متن الطائرة التى سقطت فى قرية بالقرب من موسكو. 
وحتى لو أكدت أجهزة المخابرات الأمريكية للرئيس الأمريكى صحة الرواية الروسية حول مقتل زعيم فاجنر فإنه سوف يحتاج للحذر وهو يتناول مستقبل نشاط فاجنر خارج روسيا خاصة فى أفريقيا التى تعانى بعض مناطقها من الاضطرابات السياسية الآن.. فهناك مقاتلون لفاجنر موجودون الآن على أراضى دول أفريقية، وآخر تصريحات زعيم فاجنر أنهم سوف يبقون ويؤدون مهامهم لخدمة روسيا والأفارقة.. أى أن القصة لم تنته بعد!