الثلاثاء، 29 أغسطس 2023 - 07:51 م

أظن أن «بريكس» بشرة خير للعالم، لأنها ستحدث التوازن الاقتصادى المنشود، الذى طالما ظل مختلا لصالح الدول الغنية - وبخاصة أمريكا - على حساب الدول النامية على مدار عقود.. لأنها ستفك الارتباط - نسبيا - بين البترول والدولار الذى فعلته أمريكا منذ عام ٧٠ من القرن الماضى والمعروف باسم (البترودولار).. ولأن تكتل «بريكس» أصبح يمثل نصف سكان العالم، و٢٩٪، من الاقتصاد العالمى فتأثيره سيكون قويا وملحوظا ولكنه لن يكون سريعا.. وميزة هذا التكتل أنه قائم على تبادل المنافع والمصالح بين الدول الأعضاء الأحد عشر، من خلال التعامل فيما بينهم بالعملات المحلية لكل دولة، الأمر الذى سيؤدى بدوره إلى تحرر هذه الدول - نسبيا - من الارتباط بالدولار.

ولكى يكون انضمامنا لبريكس «فاتحة خير» لابد أن تقوى عملتنا المحلية عن طريق زيادة الناتج القومى (صناعيا وزراعيا)، وحتى لا نتحول إلى سوق استهلاكى.

الدولة (عملت اللى عليها) لخدمة الاستثمار فى الصناعة والزراعة، حيث أقامت بنية أساسية قوية، خلال الـ (٣٢٤٠) يوما الماضية - ومازالت - لخدمة الاستثمار، وقد تعمدت حساب فترة رئاسة الرئيس السيسى بالأيام وليس بالسنين، لأن مشروعات التسع سنوات الماضية كان يتم إنجازها كل يوم، فمن المجحف حسابها بالسنين، ووفرت الكهرباء والغاز والمناطق الصناعية، وخطوط السكك الحديدية، وتقوية شبكه الاتصالات، والموانئ والمطارات، والربط بين أماكن الإنتاج والتوزيع داخل مصر وخارجها.. بالإضافة إلى حزمة إجراءات لتشجيع وتحفيز التصنيع آخرها إعفاء المنشآت الصناعية من الضرائب لمدة خمس سنوات الذى وجه به الرئيس الأحد الماضى.. الدور الآن على القطاع الخاص ورجال الصناعة والأعمال للاستفادة من هذه الحوافز ومن انضمام مصر للبريكس.

وأعتقد أنه من الأهمية التركيز على تصنيع المنتجات وزراعة المحاصيل الضرورية والملحة التى نستوردها والتى تستهلك احتياطى النقد الأجنبى، وتوفير الدولار لسد أقساط وفوائد الديون.. وإذا لزم الأمر، إرسال بعثات صناعية للمصانع الأم فى كل دول العالم لتشجيعهم على الاستثمار فى مصر وإقامة مصانع لهم عندنا والاستجابة لكل طلباتهم إذا توفرت الرغبة والجدية.. نحن فى ظرف لا نحتاج للصناعات المكررة أو الاستهلاكية فلدينا منها ما يكفى وزيادة.

إذا لم نكثف العمل ونستحدث أفكارا جديدة وخلاقه، لن نستفيد من البريكس بنسبة ١٠٠٪.