الفنان الراحل مصطفى متولى
الفنان الراحل مصطفى متولى


من زمن فات l مصطفى متولى .. مع الزعيم أكون أو لا أكون

أخبار النجوم

الأربعاء، 13 سبتمبر 2023 - 02:37 م

لم يكن يعرف الفنان الراحل مصطفى متولى أن عمله مع الزعيم عادل إمام سيكون سلاح ذو حدين، حيث كان قاسمًا مُشتركًا معه فى أكثر من عمل فنى مما ساعد فى توطيد علاقتهما حتى أصبحت صداقة قوية، وزادت صلابتها مع زواجه بإيمان شقيقة الزعيم التي أنجب منها ثلاثة أبناء، وهم “عمر وعادل وعصام” وبالتدريج أصبح متولي وإمام كيانًا واحدًا وقدما العديد من الأعمال السينمائية والمسرحية المختلفة، ومن الأفلام التى شاركا فيها سويا «جزيرة الشيطان، الإرهابى، شمس الزناتى، اللعب مع الكبار، سلام يا صاحبى، عنتر شايل سيفه، بخيت وعديلة، المنسى، حنفى الأبهة، رسالة إلى الوالى، المولد، مسجل خطر.. وغيرها” كما شاركه أيضاً مُعظم مسرحياته، منها: “الواد سيد الشغال وبودى جارد”.

ولأن إرضاء الجميع غاية صعبة المنال فقد إعتبر البعض التعاون الفني بين الثنائى متولي وإمام هو تقليل من موهبة الأول، وهو الأمر الذي رد عليه النمر الأسود أحمد زكي في لقاء تليفزيوني بتأكيده أن الفن لا يعرف “الواسطة” وأن الأعمال الفنية التي ظهر فيها مصطفى متولي مع عادل إمام كانت نتاج لموهبته باعتباره أحد أبناء المعهد العالي للفنون المسرحية، قائلا: “عادل إمام يستعين به لأنه نجم وممثل كويس.. لأن مفيش مجاملة في الفن”.

النقطة الفاصلة

وتعالت الأصوات لفترة بأن ظهوره المتكرر مع إمام يرجع لرابط النسب بينهما، وأن كثرة أعماله ليست بسبب موهبته وهذا الإتهام الظالم أزعج متولى مما جعله يشارك فى العديد من الأعمال الناجحة بعيداً عن الزعيم وأثبت موهبته فيها، ومنها “حياة الجوهري - أنا وإنت وبابا في المشمش - أحلام العمر - خيوط من دهب - أوبرا عايدة - بكيزة وزغلول - سامحوني مكنش قصدي - أم كلثوم - جمهورية زفتى - التوأم - حلم الجنوبي” وطبعا لا ننس دوره الأشهر بشخصية “محفوظ سردينة” فى مسلسل لن أعيش في جلباب أبي”.

وهنا كانت النقطة الفاصلة فى مشوار متولى التى يجب أن يختار فيها طريقه، فبالرغم من النظر بشكل سلبى لمشاركته الدائمة للزعيم إلا أن متولى أكد أنه يتمنى ألا يعمل إلا مع الزعيم، لأن التمثيل هو مهنته وحرفته الوحيدة وبالتالي عندما يعرض عليه دور مع الزعيم فهو يضمن قاعدة جماهيرية ضخمة وأن قطاع كبير سيشاهد العمل، وبالتالي يحصل علي استفادة كبيرة لأن دوره سيكون إبراز موهبته التمثيلية، مؤكدا أن الكثير من النجوم والنجمات استفادوا من جماهيرية الزعيم بمجرد مشاركتهم له في عمل وهذا أمر طبيعى.

في فترة الثمانينات وأثناء عرض مسرحية “الواد سيد الشغال” قال عادل إمام أن متولي تعرض لموقف مؤلم جدًا خلال العرض، حيث كان يتواجد معه على السرير ومشيرة إسماعيل في غرفة النوم وإذا بهم يفاجئوا أن السرير سقط بهم لعدم تركيبه بصورة جيدة.. وأضاف الزعيم: “من سوء حظ متولي أنه كان هناك مسمارًا في السرير دخل في ظهره ليصرخ بشدة وحاولنا تهدئته دون فائدة مما إضطرنا لغلق الستار لحين حل المشكلة”.

ومن المواقف التى لا تنسى أثناء تصوير مشهد في فيلم “بخيت وعديلة” يقوم متولي بضرب أحمد راتب ب”البوكس” ضمن الأحداث ولكن قوته كانت زائدة عن الحد وإندماجه مع الشخصيه تسبب بكسر أنف راتب فتم إيقاف التصوير على الفور -وهذا المشهد لم يُعرض بالفيلم- وتم نقله فورًا إلى المستشفى وكان معه متولى وعادل إمام الذي طلب إحضار أشهر طبيب تجميل لراتب حتى لا يصاب بأي تشوهات لأن أي شيء يحدث في وجه الممثل سيؤثر على عمله.

خفة دم شريرة

على الرغم من أن متولى اشتهر بتجسيد شخصية الشرير، إلا أنه استطاع أيضا انتزاع ضحكات الجمهور عندما قدم الأعمال الكوميدية بتلقائيته وخفة دمه، كما تميز فى العديد من الأعمال الدرامية ومن أشهر المُسلسلات التى شارك فيها، “بكيزة وزغلول، رأفت الهجان، حياة الجوهرى، أم كلثوم، لن أعيش فى جلباب أبى، خيوط من ذهب، أوبرا عايدة، هارون الرشيد، عمر بن عبد العزيز، سامحونى ماكنش قصدى، على بابا والأربعين حرامى، البرارى والحامول، حلم الجنوبى، السقوط فى الهاوية، الثعلب، أنا وإنت وبابا فى المشمش.. وغيرها”  حتى بلغ رصيده حوالى 151 عملاً فنياً.

بعد انتهائه من إحدى ليالى عرض مسرحية “بودي جارد” مساء يوم السبت الموافق 5 أغسطس 2000 تعرض لأزمة قلبية مفاجئة توفي على إثرها فورا، مما أربك حسابات صديقه عادل إمام وتركت غُصة في قلبه وكان لابد أن يتخذ قرار باستمرار العرض المسرحى كإلتزام مع الجمهور وفي اليوم التالي تم عرض المسرحية مع الاستعانة بالفنان محمد أبو داوود بديلًا له، ولكن العشرة الطويلة كان لها رأى آخر، فقبل غلق الستار بكى الزعيم بحرقة كأنه لم يبكِ يومًا ليودع بدموعه أحد أصدقاء العمر الذين كان يستند إليهم، وتم إعلان حالة الحداد بين أسرة المسرحية التى توقفت عروضها بناء على قرار الزعيم.

الجذور

ولد متولى في مدينة بيلا بمحافظة كفر الشيخ عام 1949، ترتيبه الثالث بين أربعة أشقاء وكان والده صاحب محل كبير لتجارة “المينى فاتورة”، وكان عاشقاً للفن مُنذ صغره، أثناء دراسته ظهرت موهبته في المدرسة فكان عضواً فى فريق التمثيل بمدرسة الاتحاد الابتدائية ثم فى المرحلة الإعدادية والثانوية، ثم انتقل إلى القاهرة من أجل الدراسة فإلتحق بمعهد الفنون المسرحية 1967م، وكان من أبناء دفعته أحمد عبد الوارث وأحمد راتب وعهدى صادق وأحمد ماهر ومنى قطان، واشترك فى الكثير من الأفلام والمسرحيات وهو مازال طالباً فى المعهد، وكان أول من عمل معهم المخرج حسن الإمام ونور الشريف وغيرهم.

 عمل في مسرح الحكيم في عده مسرحيات، منها “يا سلام سلم..الحيطة بتتكلم”، وأدى الكثير من الأعمال السينمائية والمسرحية والتليفزيونية، وكانت بعض أدواره دور أول وبعضها دور ثان، إلا أن مصطفى كان ممثلا جاداً في عمله حريص على أدائه فتمكن من إيجاد موقع مميز له فى عالم الفن. 

ورغم سنوات رحيله ما زالت أدوار متولى عالقة في أذهان وقلوب الجمهور، حتى أنه بين الحين والآخر يتداول رواد السوشيال ميديا العديد من مشاهده في السينما والدراما بما يتناسب مع مواقف كثيرة في حياتنا كإفيهات من خلال “الكوميكس” التي يعبر بها رواد السوشيال ميديا عن قناعاتهم ومواقفهم بشكل كوميدي.

ومؤخرا نشر عمر متولى ابن الفنان الراحل صورة تجمعه فى طفولته مع والده فى كواليس أحد المسلسلات التاريخية، وكتب عنها : “كان عاجبني أوي طريقة اللبس والمكياچ بتاعت المسلسلات التاريخية.. وفي يوم وأنا في التصوير مع أبويا –الله يرحمه- المساعد بتاعه قالي تعالي هخليك تلبس زي بابا.. وعملت كده وروحت وكانت مفاجأة له بمنظري ده.. فوقع من الضحك وخلاهم يصورونا مع بعض أكننا في مشهد بجد.. واتصورت صور حلوة اليوم ده مازلت أحتفظ بها”.

اقرأ أيضًا : تطورات الحالة الصحية للزعيم عادل امام 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة