اثار كارثة دانيال على مدينة درنة بشرق ليبيا
اثار كارثة دانيال على مدينة درنة بشرق ليبيا


ليبيا لا تزال تواجه عواقب كارثة دانيال

الفيضانات تدمر الطرق وتجرف ما فى طريقها إلى البحر المتوسط

الأخبار

الأربعاء، 13 سبتمبر 2023 - 07:24 م

طرابلس - عواصم - وكالات الأنباء

لا تزال ليبيا تستفيق من كارثة عاصفة «دانيال» التي دمرت أمطارها الغزيرة سدين بمدينة درنة شرقا، فغرقت مناطق بأكملها وقد جرفت المياه كل شيء في طريقها إلي البحر المتوسط. وأظهرت آخر الأرقام مصرع أكثر من خمسة آلاف شخص وفقدان عشرات الآلاف في الفيضانات التي غطت مناطق شاسعة من شرق ليبيا مخلفة أضرارًا ودمارًا واسعين.

وازداد عدد الضحايا بشكل كبير خلال الساعات الماضية وذلك مع استمرار أعمال انتشال الجثامين، حيث كانت آخر إحصائية تشير إلى وجود نحو 5300 وفاة، وفق تصريح الناطق باسم جهاز الإسعاف والطوارئ أسامة علي إلى وكالة «فرانس برس».

ولايزال نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين وهو رقم توقع وزير الصحة، في الحكومة المكلفة من البرلمان، عثمان عبد الجليل، أن يرتفع إلى نحو مائة ألف، كما توقع ان يرتفع عدد الوفيات إلى نحو عشرة آلاف. وكانت تقارير قد تحدثت عن انجراف عدد كبير من الجثث إلى البحر المتوسط.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية بالحكومة المكلفة من البرلمان الليبي طارق الخراز إنه تم التعرف على ما يقارب 2100 من ضحايا العاصفة وتم دفنهم في مدينة درنة، كما دفن 1100 جثة أخرى غير مدونين ولم يتم التعرف عليهم. 

وكانت درنة الأكثر تضررًا من العاصفة بين جميع المدن الأخرى، بعدما تسببت مياه السيول في جرف أحياء بأكملها ودمار واسع في البنية التحتية، وانقطاع لجميع الخدمات. وانفجر سدّان عندما ضربت العاصفة بعد ظهر الأحد، لتتدفق المياه في المدينة جارفة معها الأبنية وأي أشخاص بداخلها.

وتواصل فرق الإنقاذ الليل بالنهار لانتشال العديد من الجثث الأخرى المتناثرة في الشوارع وتحت أنقاض المباني في المدينة، فيما تم انتشال بعض الجثث من البحر. وقال المتحدث باسم الاسعاف والطوارئ الليبي أن الوضع يزداد سوءا في درنة والجثث منتشرة في أنحاء المدينة.

وألحقت الفيضانات أضرارا واسعة بالبنية التحتية ودمرت العديد من الطرق المؤدية إلى درنة، ما أعاق وصول فرق الإنقاذ الدولية والمساعدات الإنسانية لعشرات الآلاف الذين دمرت منازلهم أو تضررت.

وأعلنت اللجنة الفنية لحصر الأضرار، المشكلة من مصلحة الطرق والجسور، أن شبكة الطرق المنهارة في درنة تقدر بـ30 كيلومترًا. وأشارت إلى رصد 5 جسور منهارة عند مجرى الوادي بدرنة، وقدرت المساحة المتضررة في محيط الوادي بحوالي 90 هكتارًا. وقالت اللجنة أن الطريق الوحيد المفتوح أمام حركة المرور هو طريق الظهر الحمر.

من جهتها، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة، أمس نزوح 30 ألف شخص في درنة بسبب العاصفة.

كما أدت العاصفة إلى نزوح ستة آلاف شخص آخرين بينهم ثلاثة آلاف في البيضاء وألف في قرية المخيلي الواقعة بين درنة وبنغازي التي شهدت نزوح أكثر من ألفي شخص أيضًا.

وقال تقرير لفرانس برس إن تلالا تحيط بدرنة الواقعة على بعد 300 كيلومتر شرق بنغازي ويمر فيها مجرى نهر يجفّ عادة خلال الصيف، لكنه تحوّل الآن إلى تيار قوي من المياه الموحلة التي جرفت معها عددا من الجسور الرئيسية. وكانت درنة تعد حوالى 100 ألف نسمة وانهارت العديد من أبنيتها متعددة الطوابق على ضفاف مجرى النهر فيما اختفى ناس ومنازلهم وسياراتهم في المياه.

ويتوقع أن تفاقم الكارثة من معاناة السكان في أنحاء ليبيا من سنوات من النزاعات والفقر والنزوح، اذ ستضغط على المستشفيات ومراكز الإيواء. 
من جانبه، شكَّل مصرف ليبيا المركزي لجنة للطوارئ والاستجابة بالقطاع المصرفي للتعامل مع تداعيات العاصفة. وقرر المصرف دعم أرصدة البنوك  بـ5.4 مليار دينار للمساعدة في مواجهة الأزمة.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة