خالد محمود
خالد محمود


المشهد

التكريم المستحق لمئوية «المهندس»

الأخبار

الخميس، 14 سبتمبر 2023 - 06:50 م

خلال لقاء تلفزيونى سألنى مقدم برنامج «صباح الخير يا مصر»: فى رأيك من يخلف نجم الكوميديا الراحل فؤاد المهندس من الجيل الحالى فى الساحة الفنية؟، أجبت دون تفكير: لا أحد، ثم استطردت: فقط اعتز برحلة عادل إمام وأقدرها كثيرا كأحد تلاميذ «الأستاذ» وأكثرهم إخلاصًا وإبداعًا.

نعم، يبقى فؤاد المهندس، الذى نحتفل بذكرى ميلاده الـ٩٩، إحدى أيقونات الكوميديا الكبار فى تاريخ الفن المصرى، بما يمثله من حالة خاصة وفريدة فى عمر المسرح والسينما والتليفزيون، فعلى مدار 40 عامًا استطاع المهندس تقديم أعمال لاقت نجاحا جماهيريا، وباتت حاضرة فى وجدان محبيه حتى الآن.

أتوقف عند واحد من أهم أعماله التى اتسم فيها بالشجاعة ككوميديان، وفى شبه انقلاب على ما اعتاد تقديمه وهو فيلم «أرض النفاق» عام 1968، والمأخوذ عن رواية أدبية ليوسف السباعى وإخراج  فطين عبدالوهاب، وتتحدث عن المجتمع المصرى والعربى فى نهاية الأربعينيات فى إطار خيالى وواقعى فى الوقت نفسه.

جسد «الأستاذ» فى الفيلم شخصية مسعود أبو السعد، الموظف المتزوج، غير القادر على تغيير حياته التى لا تعجبه، وبالصدفة يرى محلًا لبيع الأخلاق لتبدأ سلسلة من المفارقات، ويرى أن الأخلاق القبيحة قد نفدت فيقوم بشراء أخلاق الخير، لكنه بعد أن عمل بها خسر كل شىء فيضطر إلى شراء بعض الأخلاق القبيحة مثل النفاق الذى يساعده على تولى أفضل المناصب وتنتهى الرحلة بالعودة لأرض النفاق.

يحمل الفيلم رسالة فى صميم الرواية نفسها وهى كشف المجتمع الذى لا يحترم الصراحة فى حين يحترم كل ما هو قبيح من قوة غاشمة وخداع ونفاق، واعتبر أن هذا الفيلم واحداً من أهم الأفلام فى تاريخ المهندس وفطين عبدالوهاب، فهو يناقش قضية جادة فى قالب كوميدى جذاب، وطرحت نهايته السؤال: لو أننى ألقيت بكيس الفضائل والأخلاق فى النهر.. ماذا يمكن أن يحدث؟!

لم يكن «أرض النفاق» وحده الذى طرح قضايا اجتماعية وإنسانية فى قالب ساخر، بل هناك أيضا  «البيه البواب» عام 1987 وجسد فيه واحدة من أبرز شخصياته عبر دور الموظف الكبير الذى يصطدم بصعوبة الحياة بعد الإحالة على المعاش، ليعمل مساعدا للبواب فى بيع وشراء الأراضى.

تمكن المهندس من تقديم أعمال فنية جمعت ما بين «الإفيهات» الساخرة والمضمون الجيد الذى طالما تميزت به أعماله، وأتمنى أن تشهد مئوية ميلاده العام المقبل احتفالية كبيرة تليق بمشواره الكبير، وأن يعد لها مبكرا، خاصة أنه لم يحظ بالتكريم المناسب خلال مسيرته، وأقترح إطلاق اسم فؤاد المهندس على إحدى قاعات ومسارح أكاديمية الفنون، فتاريخه المسرحى مرصع بأعمال خالدة بينها: هالة حبيبتى، وأنا وهو وهى، وأنا فين وأنتى فين، وحواء الساعة 12، والسكرتير الفنى، وسيدتى الجميلة، وسك على بناتك وغيرها من الأعمال التى تعلقت بها أعين وقلوب محبيه فى الوطن العربى كافة.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة