كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

هذه هى مصر

كرم جبر

السبت، 16 سبتمبر 2023 - 07:32 م

مصر التى ندافع عنها هى القوة الناعمة، المكونة من مزيج الثقافات والحضارات على مر التاريخ، فأثمرت فنونًا وآدابًا ورُقيًا يشع نوره على دول وشعوب المنطقة، وسط ضجيج التكفير وصليل السيوف وقرع الدفوف.
ولم ينجحوا فى وأد استنارة طه حسين والعقاد، ولا أن يستبدلوا وطنية الشيخ المراغى وانفتاح محمد عبده، بأئمة التكفير مثل القرضاوى ووجدى غنيم.. ولم تستطع «أم أيمن» أن تمحو ذكرى «هدى شعراوى».
فشلوا فى إسكات صرخة أم كلثوم وهى تشدو «أنا إن قدر الإله مماتى لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدى»، وعلا صوت عبد الوهاب يغازل معشوقته مصر «ليه بس ناح البلبل ليه، فكرنى بالوطن الغالى»، ودُفن الصخب والضجيج فى مقابر الإبداع.
مصر هى الدولة التى تصدت لمؤامرات التفكيك والهدم، فظلت مؤسسة القضاء حائط صد ضد الإخونة، ترفع رايات العدل فى أشد ساعات الظلم، ولم يرهبها بطش حاكم ولا إجرام أهله وعشيرته.


واستردت الشرطة قوتها بعد أن حاولوا إطلاق اللحى وتمزيقها وتشتيت كوادرها، واستبدالها بميليشيات الشاطر والسيف والجلاد، ورغم الهجوم الضارى عليها فإن تضحيات رجالها هى الوسام الذى يزين صدر البلاد.


وكان الجيش المصرى العظيم هو كلمة سر الإنقاذ، ولم يترك البلاد رهينة للفوضى والضياع، ولم يسمح لجماعة الشر أن تنكل بالناس، ولا أن تحكم خارج إطار القانون.
مصرهى الأرض، التى سعت الجماعة الإرهابية إلى التفريط فيها، وتصدى لها جيش مصر العظيم، وبالمناسبة فهذا الجيش الذى يروى ثراها بالدماء، لا يعرف التفريط فى شبر واحد من أرضها، ولم يكن قادته فى يوم من الأيام، إلا حراسا أمناء على استقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه، وتحطمت على صخرته مؤامرات التقسيم والتفريط.


مصر التى لا يريدون أحدًا أن يدافع عنها، وإذا كان الهجوم عليها شجاعة فبئسها، فهى الشعب والأرض والدولة.. الشعب الذى تنبع هويته من التلاحم السلمى بين الحضارات والأديان، وفشلت الجماعة الإرهابية فى جره لأتون الصراع الطائفى، بين المسلمين والمسلمين، وبين المسلمين والأقباط، ورفض المصريون أن يكونوا وقودا لحروب دينية، مثل التى تحرق دول الجحيم العربى.


ولم ينجح مشايخ الإرهاب فى تقسيم المصريين كما كانوا يزعمون إلى رويبضة مصيرهم النار، ومؤمنين يدخلون الجنة، فهى وطن التسامح والتعايش والمحبة والسلام.. واللعنة على من يقترب من هذا المخزون الاستراتيجى، ويؤجج الفتن والصراعات.
مصر التى تعرضت فى السنوات الأخيرة لحروب لا تتحملها أعتى الدول، ووقفت صامدة تبنى وتحارب الإرهاب، وتواجه ظروفًا دولية وإقليمية بالغة الصعوبة، وتسعى إلى استكمال طريقها إلى المستقبل.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

مشاركة