د. محمود عطية
د. محمود عطية


يوميات الأخبار

حكم شارب القهوة..!

د.محمود عطية

الخميس، 21 سبتمبر 2023 - 08:59 م

علينا أن نختار من نصادقهم ونزاملهم لأن وجداننا وعقولنا تتشكل بهم

 السبت
جدل فقهى

خاض مشروب القهوة معركة فقهية طويلة حتى تمكن من الانتشار بالقاهرة ومن بعد إلى العالم العربى ثم إلى أوروبا، فحتى القرن الخامس عشر لم يعرف المصريون ذلك المشروب حتى أتى به طلاب من اليمن يدرسون بالأزهر الشريف نحو عام917 هـ 1511/م، وكانت تُشرب برواقهم ليلتى الذكر «الإثنين والخميس»..

وبدءا من النصف الثانى من القرن السادس عشر أخذت تتسرب من الجامع الأزهر إلى بيوت المتصوفة، وأصبح فنجان القهوة مشروبًا خاصًا بالوسط الصوفى حتى جاءت مقولة الصوفية: «القهوة شراب أهل الله»، وظل مشروبا نخبويا لعشرات السنين وتشرب سرا، ووصل الأمر بمن يشربها جهرا أن يجلد بأمر المحتسب وكأنه يشرب خمرا.. !

وقد تباينت الآراء الفقهية حول ذلك المشروب القادم الذى لم يعتده المصريون، وكان معيارهم «الحلال والحرام»، وفى مخطوطة «الشيخ السحيمى» التى بعنوان «رسالة فى حكم قهوة البن» إجمالا لكل الآراء المتضاربة حول مشروعية تناولها ويتبدى هنا آراء تحريمها وحلها.

فقيل فى التحريم أنها تهدد القيم العامة وتسبب الضرر، وإذا كان الخمر يقضى على شهية الأكل، فالقهوة تقضى على الرغبة فى النوم، كما أنها أحد أسماء الخمر مستشهدين بما جاء فى المحيط للفيروزبادى. وبلغ النقد مداه حين راح بعض الفقهاء يصفون «بيت القهوة» بأنها «بيوت فساد»، حتى إنهم لم يتوانوا عن القول: «الذهاب إلى الحان أفضل من الذهاب إلى المقهى»، وحتى فى استانبول «عاصمة الإمبراطورية العثمانية» نظر لشاربى القهوة على أنهم أناس يحيون حياة منحلة أخلاقيا.

أما المؤيدون للقهوة، ومنهم المتصوفة فقد قالوا بابإحتها لأنها ليست مسكرة ولا مغيبة للعقل، وإنما فيها تنشيط النفس لأشغالها وما يطلب منها، وخصوصا فى سهر العبادة أو قراءة القرآن أو دراسة علم أو تحصيل معاش، فإن قصد بها الإعانة على شىء من ذلك كانت قربة عند الله، ويذكر كتاب «فى ربوع الأزبكية» لمحمد الكيلانى أنهم ألفوا عدة رسائل فى بيان فضائلها ومنافعها على غرار رسالة السحيمى، وبينوا فيها أن شجرة البن غرسها سبعون ألف ملك، وتسمى شجرة السلوان لأنها خرجت من آدم ليتسلى بها عما فاته من النعيم المقيم، وقالوا إن مداومة أكل البن يقوى النظر والفهم، ويدفع الجدرى والحصباء والسحر، وفى أكل سبع حبات منه دعوة مستجابة. وبنهاية القرن السادس عشر أصبحت القاهرة تعج بالمقاهى التى كانت يقال لها «بيت القهوة».

الجمعة:

فيلسوف الأدباء

أبو حيان التوحيدى من المبدعين الذين أدركوا قيمة أنفسهم وعلمهم ، وكان صاحب روح قلقة مهمومة بعصره وكان عصر ضعف» القرن الرابع الهجري» ..فأراد أن يفيد الناس بما عنده من علم وأن يتكسب من علمه حتى يلبى مطالب الحياة.. فلا مال عنده.. فقد نشأ فى بيئة معدمة لكنه كان عالى الهمة والذكاء مما أورثه الحزن على نفسه وعلى علمه.

قال عنه ياقوت الحموى فى «معجم الأدباء»:كان مُتَفَنِّنًا فى جميع العلوم من النحو واللغة والشعر والأدب والفقه والكلام، فهو شيخ فى الصوفية، وفيلسوف الأدباء، وأديب الفلاسفة.

ومن أشهر مؤلفاته كتاب «الإمتاع والمؤانسة»، وهو مصدر شديد الأهمية فى التعرف على تراث أبى حيان وطبيعة الحياة الفكرية والاجتماعية فى عصره. وهو أنفع كتب أبى حيان وأمتعها، ولعل من أبلغ ما قيل فى وصف هذا الكتاب عبارة القفطى فى «تاريخ الحكماء»: «هو كتاب ممتع على الحقيقة لمن له مشاركة فى فنون العلم، فإنه خاض كل بحر، وغاص كل لُجَّة».

كما أن له كتاب «البصائر والذخائر»، وفيه ألوان شتى من المعرفة وحشد فيه حشدًا عجيبًا من المعارف والحكم، ومسائل فى اللغة والتصوف والنوادر والتاريخ والشعر والحكمة والفكاهة والمجون. ..وله كذلك كتاب «المقابسات» الذى يحتوى على 106 مقابسات أو محاورات بين العلماء مختلفة الطول،. وله كذلك كتاب «الهوامل والشوامل» وهو يتألف من أسئلة فى موضوعات أدبية واجتماعية وفلسفية وأخلاقية ونفسية ولغوية.

ومع كل مؤلفاته عاش التوحيدى حياة أشبه بالتسول فلم ينل ما يستحقه من التقدير الأدبى والمالى فاضطر رغمًا عنه إلى الاتصال بكبار رجال عصره يطلب منهم مساعدته على العيش، وهو عارف بأن استجداءهم ضرب من ضروب المذلة الفادحة، فعل ذلك ربما لجهله بمكانته الأدبية، وكان يعود فى كل مرة صفر اليدين، خائب الآمال، وللأسف لم يرحم توسلاته أحد وهو الأديب الفيلسوف الكبير ..

فما كان منه سوى جمع مؤلفاته وإحراقها وبرر حرقه لمؤلفاته قائلاً: «وكيف أتركها لأناس جاورتُهم عشرين سنة فما صحّ لى من أحدهم وداد، ولا ظهر لى من إنسان منهم حفاظ، ولقد اضطررتُ بينهم، بعد الشهرة والمعرفة، فى أوقات كثيرة إلى أكل الخضر فى الصحراء، وإلى التكفّف الفاضح عند الخاصة والعامة، وإلى بيع الدين والمروءة، وإلى تعاطى الرياء بالسمعة والنفاق».

الإثنين:

كيف نتشكل؟!

هل سألت نفسك يوما كيف تشكلت معظم أفكارك وتوجهاتك وأصبحت على ما أنت عليه؟ وكيف تكونت سلوكياتك وطرق مواجهتك للحياة وأزماتها ؟ أغلب الظن أنك لم تفكر يوما فى ذلك.. كما أنك ربما لم تفكر فى تأثير من حولك من الأقارب والأصدقاء والمعارف على رسم سلوكك وثقافتك وحتى أساليب تفكيرك ، ولا أتزيد لو قلت أنه يتسرب إليك حتى ما يعتقدون من خرافات.

فالأقارب والأصدقاء والمعارف يرسمون خارطة عقولنا دون أن ندرى، اقرأ وركز فيما سوف أعرضه من وجهة نظر..لاحظ مثلًا أى طفل دخل لتوِّه المدرسة وقد رباه وحافظ عليه أبواه من لغط الشارع وصار طفلًا يحمل فى طياته البراءة والسذاجة واللطف..

بعد أيام من ذهابه للمدرسة والاختلاط بالآخرين ستجده فى لمح البصر قد اكتسب وتعلم عددًا من السلوكيات التى عمل الوالدان على إبعاده عنها..

كما ستجده ابتلع عددًا من الشتائم ربما تفوق ما تعرفه وأنت كبير.

وخذ عندك تلك القصة.. حين تسلم أحد العمال عمله فى المصنع كان هناك عشر دقائق يقتطعها لتناول كوب من الشاى، وبقية العمال يقتطعون أكثر من نصف ساعة فى شرب الشاى والحديث، بعد أسبوعين تحول العامل وبدأ يأخذ تقريبًا نصف ساعة فى تناول الشاى والحديث مع الزملاء..!

وليس اكتشافا أننا إذا اختلطنا بالفوضويين فستصبح حياتنا فوضى, وإذا اختلطنا بأناس يجيدون النقد فسوف نتعلم كيف ننتقد الآخرين، وإذا عشنا وسط أناس يغلب عليهم الإحساس بالسعادة فسوف نتعلم معنى السعادة..فى النهاية علينا أن نختار من نصادقهم ونزاملهم لأن وجداننا وعقولنا تتشكل بهم.

الأربعاء:

الرغبة لا تكفى

انظر حولك تجد العديد من الفاشلين لأنهم استسلموا من أول الطريق ولم يتحلوا بالإصرار.. وكلنا صادفنا من بدأوا فى تعلم شيء وحين وجدوا أن تقدمهم بطيء تركوا ما بدأوه..

فما أكثر من بدأ فى تعلم الرسم بالزيت أو العزف على البيانو أو العود أو خبايا الكمبيوتر وبعد فترةٍ يشعرون بأن تقدمهم بطيء، وهنا يتركون ما بدأوا فيه ليبحثوا عن شيء آخر أسهل.. فشلوا لأنهم لم يتعلموا أو يعرفوا قيمة الجهد المتواصل..

وأغفلوا أن تعلم أى جديد يبدأ بطيئًا بطيئًا!
لا تنس وتذكر دائمًا اللحظات التى يهرب فيها أشخاصٌ وينسحبون مما يقومون به على أرض الواقع من عمل أو حتى لعب مباراة أو حتى قصة حب نتيجة بعض العراقيل فى الغالب ستشعرُ ببعض الأسى مما تراه فى انسحابهم وقلة صمودهم وربما كانوا على وشك النجاح، لكنهم فجأةً ابتعدوا وضاع رصيد محاولاتهم سدى لقلة الصبر والرغبة فى النجاح السريع ..مع أن كل شيء فى الحياة يتم بترتيب وبلا تسرع..

فالطفل لا يصير شابًّا أو كهلًا إلا بعد مرور سنين والزرع لا ينضج بسهولة وحتى الليل لا ينقشع إلا بعد مجاهدة النهار ورحيل الشمس، والتفسير الأكيد لعدم النجاح والفشل يأتى من عدم معرفة الفرد بالشروط الملائمة للنجاح والابتعاد عن الفشل.. فلا نعرف ولا نعد أنفسنا بما يلزم من أسباب النجاح، فلا وجود لأهداف نحققها، ولا رؤية نسير وفقها، فالرغبة فى النجاح لا تكفي.

وقفات:

• الوقت لا يتوقف عندما تتعطل الساعة.

• لا تبالغ فى حبك للناس حتى لا تنكسر.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة