ممدوح الصغير
ممدوح الصغير


مصري

ممدوح الصغير يكتب: عاش المريض ومات المعافي!!

ممدوح الصغير

الجمعة، 22 سبتمبر 2023 - 08:32 م

لا أُحب تليفونات الصباح الباكر، أحيانًا تحتوي على أخبارٍ تُبكى قلبى، ودائمًا أتردَّد وأنا أُطالع الفيسبوك أول اليوم الذى أُصبح فيه حاملًا لأخبار الحزن أكثر من الفرح، من كثرة الوفيات على مواقع التواصل، صرنا نُردِّد همسًا صوتًا لا تسمعه سوى نفوسنا.. هل كثر الموت فى السنوات الأخيرة، أم زادت معرفتنا  بالبشر فصرنا نعرف أخبارهم.

فى بلادى الجنوبيَّة يُقال  المثل: كيف حال مريضكم؟ فيأتى الرد البلاغى: لقد مات سليمنا. سبحان الله، عاش المريض ومات المعافى الذى كان يُباشر علاج العليل المُتوقَّع رحيله عن عالمنا، طبقًا لما تقوله  التقارير الطبية.

حزن قلبى كثيرًا بفقد أعزاء من بينهم أقارب دم، وأصدقاء مواقفهم معى تجعلهم فى مكانة  مميزة داخل قلبى.

منذ ساعات رحل صديقى ورفيق رحلة الغربة محمد حسن، مخرج التليفزيون الذى عاش مُسالمًا، مُتسامحًا مع نفسه والغير، يصدر ابتسامة عريضة عند لقاء مَنْ يُحب ويَعرف، كنا نتلقي باستمرار، زياراته  تُسعدنى، فهو ودود، بسيط، مثقف يحمل قلبه الخير لكل من حوله.

هو ابن موت مثل شقيقه الأكبر اللواء بهاء الذى  غادر عالمنا منذ سنوات، كانت كل التوقعات تقول بأنه سينال حظه من الدنيا، دمث الخلق، كريم الأصل، ولكنه لا يعز على خالقه.. محمد حسن  رحيل مفاجئ فى هدوء، أزمة مفاجئة صعدت على إثرها روحه للسماء، لأن كل شىء مقدرٌ له، وقد صُلى على جثمانه فجرًا، وانطلقت سيارة تكريم الموتى به جنوبًا عائدًا من القاهرة التى وفد إليها  ومعه أحلامه، لكنه عاد لمسقط رأسه ليُدفن جثمانه تحت ثرى مقابر، قريته أحب بقاع الأرض لقلبه.

الأسبوع الماضى هاتفنى الصديق عزيز السيد من  التليفزيون المصرى، واتفقنا على ظهورى فى حلقة يُخرجها محمد حسن، نهاية الأسبوع الحالى، كل أمور الحياة أعدت على لقائى بهما، آخر الأسبوع، ولم يتم اللقاء، تدابير الخالق استدعت روحه لتصعد للسماء، ويُنقل جثمانه لمسقط رأسه ليُدفن  بالمطاعنة، مُرافقًا  لوالديه وشقيقه.

أنا ومثلى العشرات لا نستوعب الرحيل المفاجئ، لكنه إرادة الله، كل نَفس ذائقة الموت، كلنا ستصعد أرواحنا للسماء وتُدفن أجسادنا  فى الأرض، وتبقى السيرة رغم رحيل الجسد وصعود الروح لخالقها.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة