جلال عارف
جلال عارف


في الصميم

جلال عارف يكتب: رغم التحديات والصفقات المشبوهة قطار تعمير سيناء لن يتوقف

جلال عارف

الجمعة، 22 سبتمبر 2023 - 09:01 م

بالتأكيد.. سنشهد - بإذن الله- مع احتفالاتنا بالعيد الذهبى لنصر أكتوبر، افتتاح العديد من المشروعات الكبيرة وخاصة فى منطقة قناة السويس الاقتصادية وامتدادها الطبيعى على أرض سيناء العزيزة التى كان - وسيظل - تعميرها هو المعركة الثالثة لنا بعد حرب أكتوبر المنتصرة، وحربنا الأخرى لاجتثاث الإرهاب الذى كان يراد له أن يستنزف قوانا ويعطل مسيرتنا ويكون استمرارا للمؤامرات التى أسقطناها حين أنقذنا الوطن من براثن حكم الإرهاب الخائن الذى راهن عليه كل أعداء مصر!

تعمير سيناء يمضى بخطوات هائلة، وستظل له الأولوية فى مخططاتنا مهما كانت التحديات، ومهما تعددت المؤامرات والصفقات المشبوهة حولنا«!!» ونحن نعرف أن المطلوب منا كبير حتى بعد القضاء على الاحتلال وعلى عصابات الإرهاب. لكننا ندرك أن تعمير سيناء هو باب المستقبل، وأن التعمير لا يعنى مشروعا هنا أو هناك، وإنما يعنى التنمية الشاملة والمجتمعات المتكاملة بالصناعة والزراعة والسياحة واستغلال كل مواردنا لكى نحول سيناء من مساحة خالية بيننا وبين العدو كما كانت.. إلى قاطرة التنمية فى مصر وإلى مجتمع يهيىء الحياة لملايين المصريين فى أرض الفيروز الجميلة.

فى العيد الذهبى لانتصار أكتوبر سنحتفل بالكثير من الإنجازات التى تمت على شاطئ القناة الشرقى وعلى أرض سيناء فى كل المجالات من صناعة تستغل المواد الأولية وعلى أرض سيناء فى كل المجالات من صناعة تستغل الموارد الأولية التى كنا نصدرها بأقل الأسعار لتعود إلينا بأضعاف سعرها، ومن الأرض الزراعية الجديدة، ومن المدن الجديدة التى بدأ تعميرها بالجامعات والفنادق والمصانع والموانئ الجديدة ووسائل النقل الحديثة. سنحتفل بكل ذلك، لكننا سنحتفل أكثر بالتأكيد على أننا ماضون حتى النهاية فى خططنا واثقين من نجاحها ومدركين لقيمة ما نملكه ولا يملكه غيرنا«!» لا أحد يملك موقعا مماثلا فى العالم كله. مع قناة السويس بكل أهميتها التى لا يملك أحد منافستها، ومع الجغرافيا التى منحتنا الموقع الرابط بين قارات العالم.

نعم مشروعات تطوير القناة ستمضى فى طريقها لخدمة التجارة العالمية، وممر «بايدن»، الذى يقال إنه سيربط بين الهند وإسرائيل عبر دول عربية لن يؤثر فى قناة السويس بأكثر من ٠٫١٪ «واحد فى الألف»، قد يحقق ما يراد له فى مجال التطبيع، لكنه أيضا سيرث مشاكل هذا التطبيع، خاصة إذا استمر الحديث عن تعويض الفلسطينيين بتحسين أحوالهم «!!» وليس بتحرير أرضهم من الاحتلال والمستوطنين وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس العربية.. كما أجمع العرب فى مبادرتهم قبل عشرين عاما حين وافقوا على المبادرة التى كانت أساسا اقتراحا من العاهل السعودى الراحل الملك عبدالله! وقد سعدت بتأكيد وزير النقل كامل الوزير على أننا ماضون قدما فى استكمال شبكة المواصلات الحديدية الحديثة التى تربط كل أنحاء سيناء، واستكمال ميناء العريش وإضافة ميناء جديد فى طابا إلى جانب الميناء الرئيسى الذى يعمل الآن بطاقته شرق بورسعيد، لتمتلك مصر كل الأدوات التى تجعلها المركز الطبيعى للتجارة العالمية فى المنطقة. وهو ما جعل الكثيرين يتسابقون لإقامة مناطق صناعية ومراكز لتجارة الترانزيت بها استغلالا للموقع العبقرى بين القارات، وتوفيرا للوقت والنفقات، واطمئنانا للاستقرار والأمان فى مصر.

يبقى أنه لولا تحرير كامل التراب المصرى بفضل أكتوبر العظيم، ثم تطهير سيناء من عصابات الإرهاب المدعومة من القوى المعادية.. لولا ذلك لما كان ممكنا أن نمضى فى تعمير سيناء وفى تحويل قناة السويس إلى مركز للتنمية واستغلال كل إمكانيات الموقع الفريد لأهم قناة ملاحية فى العالم.. ولولا امتلاكنا للقوة القادرة على حماية أرضنا وحراسة حدودنا، لما استطعنا أن نبنى فى سيناء ونحن والعالم كله  معنا- يعرف أننا قادرون على توفير كل الحماية لما نبنيه وكل الأمان لمن يشاركنا فى التنمية على أى شبر من أرض المحروسة على الدوام بإذن الله.

أفضل ما نقدمه فى احتفالنا بالعيد الذهبى لنصر أكتوبر العظيم هو أن نثبت لأنفسنا وللعالم أن تضحياتنا الهائلة من أجل النصر، لم تحرر فقط الأرض ولكنها حررت الإرادة واستعادت الثقة وفتحت كل الأبواب لكى نستأنف بناء الوطن الذى نحلم به، ولكى نزرع التنمية فى كل مكان، ولكى ندرك أننا قادرون على مواجهة كل التحديات وأن نقدم أفضل ما لدينا عندما يواجه الوطن أى خطر أو تداهمه أى أزمة أو تستهدفه أى مؤامرة!

في العيد الذهبي لنصر أكتوبر العظيم ستكون سيناء مرة أخرى شاهدا على أن من صنعوا أكتوبر قادرون على أن يصنعوا أكثر من أكتوبر وهم يخوضون معارك التنمية والتعمير. وهم يبنون الجديد فى كل يوم ويعرفون كيف يحمونه من كل الأعداء. سلمت مصر وهى تقاتل، وسلمت وهى تبنى، وسلمت وهى تنتصر هنا وهناك.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة