الأربعاء، 27 سبتمبر 2023 - 08:00 م

تمضى الأيام والسنون سريعا وتحل الأسبوع القادم أحلى وأغلى ذكرى وهى الذكرى الخمسون لانتصار أكتوبر واسترجع أيام المعركة والنصر وكأنها بالأمس يا سبحان الله وكنا وقتها أنا وجيلى أنهينا المرحلة الثانوية ونستعد لدخول الجامعة ولا خلاف أن النصر كان الفرحة الكبرى والمعجزة التى انتظرها كل المصريين، ولكن أحاسيس الفرحة كانت مضاعفة عند أبناء محافظات القناة الذين عاشوا لحظات المحنة مع هزيمة ٦٧. وبعدها بشهر تقريبا عشنا فى بورسعيد معركة رأس العش وقضينا يومها ليلة تحت أصوات القصف المرعب للمدفعية المصرية من بورسعيد لتصب نيرانها على قوات العدو، وعشنا أيضا ليلة تحولت ظلمتها إلى نهار بعد الضربة الرائعة من أبطال القوات البحرية وأغرقوا المدمرة إيلات وجاءت طائرات العدو بالطلقات المضيئة تبحث عن أشلاء موتاهم والمصابين فى عرض البحر المتوسط. وعشنا بداية حرب الاستنزاف وغارات العدو على بورسعيد ومدن القناة وذقنا مرارة التهجير والتشتت فى مدن الجمهورية حتى أذن الله بالنصر وكم كانت الفرحة طاغية ومضاعفة لدينا نحن المهجرين وكم كانت السعادة ودموع الفرح تغطى وجوه العائدين لمدنهم ومنازلهم بعد غياب خمس سنوات ولا أنسى تحديدا يوم النصر فى ٦ أكتوبر الموافق ١٠ رمضان وكنت بالقاهرة لتقديم أوراق الالتحاق بالجامعة لمكتب التنسيق وأمضيت ليلتها فى رحاب الحسين مع صديقى اللواء شرطة فيما بعد حسن العويلى، وفى صلاة الفجر كانت أصوات المصلين تشق عنان السماء مصحوبة بدموع الرجاء  للمولى عز وجل بتحقيق النصر لقواتنا الباسلة. وكان فضل الله علينا عظيما. إنها ذكريات غالية محفورة فى الوجدان ولا يفوتنا فى هذه الذكرى العطرة أن نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرحم شهداءنا فى هذه المعركة وكل من قدم روحه فداء للوطن فى كل معارك الشرف وأن يجزى المصابين وكل الأبطال خير الجزاء وأن يحفظ مصرنا ولا يمكن منها عدوا أبدا وأن يمن عليها من جوده وكرمه بالخير والرخاء ( آمين ).