د. محمد الضويني
د. محمد الضويني


وكيل الأزهر: الاقتداء بهدى النبى أفضل احتفاء بمولده

ضياء أبوالصفا

الخميس، 28 سبتمبر 2023 - 07:37 م

أكد د. محمد الضويني، وكيل الأزهر، أن ميلاد الرسول الكريم، هو بذرة الخير التى عمت الأرض، وشعاع الضياء الذى بدد الظلمات، ونبراس الهداية الذى حمى من الغواية، موضحا أنه كلما أهل هلال ربيع الأنوار؛ جاءت ذكرى البشير النذير، ومعها ألوان من المشاعر والواجبات لا يحسن التعبير عنها إلا محب متبع.. وأكد وكيل الأزهر أن معنى الاحتفاء بمولد النبى يوقظ فى القلوب أهمية أن نوفى لنبينا - - بالعهد الذى تركه فينا، وهو أن نكون من خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله، لافتا إلى أن هذه الخيرية ليست كلاما يلقيه اللسان دون أن يكون له دليل يؤيده فى الواقع، وإنما الخيرية لها أدلتها وبراهينها، وفى مقدمتها أن نحقق ما جاء به سيدنا رسول الله-- من أخلاق وقيم تشتد حاجة البشرية إليها.

ولفت وكيل الأزهر إلى أن العلماء قد وضعوا حول هذا الإنسان المكرم - صلى الله عليه وسلم- كثيرا من كتب الشمائل والخصائص والسير والأخلاق، والتى منها خلق «الوفاء»، مؤكدا أن البشرية اليوم فى حاجة ملحة لإحياء هذا الخلق من جديد؛ لما له من طبع يكسب الحياة جمالا، والنفوس بهجة، والقلوب ألفة.. وأضاف أن الدين الإسلامى جاء مهذبا للفطر، مراعيا للمشاعر، وأن سيرة سيدنا رسول الله -- كانت مثالا عمليا تطبيقيا على الوفاء فى كل صوره ودوائره، حتى مع أعدائه المحاربين له، فكان وفيا لزوجته أم المؤمنين خديجة رضى الله تعالى عنها، ولم ينس ما أعانته به فى سبيل الدعوة إلى الله، حتى إنه كان يكرم صديقاتها بعد موتها.

وأوضح وكيل الأزهر أن الرسول -- على الرغم من انشغاله بأعباء الرسالة، لم ينس أصحابه الذين أجابوا دعوته وآزروه ونصروه، فكان يدعو لهم، ويوصى بهم، ويقر بفضلهم ومنزلتهم، كما كان-صلى الله عليه وسلم- وفيا لوطنه الذى نشأ فى أرجائه، وترعرع فى أنحائه، وحين أُخرج منه نظر إليه نظر متحسر عليه، مؤكدا أن حب الوطن فطرة إنسانية، لم تزل الشعوب على اختلاف أفكارها وعاداتها وعقائدها متفقة على هذه الفضيلة، متجاوبة المشاعر مع هذه الفطرة..

وشدد وكيل الأزهر، على أنه من الواجب على المسلمين أن يكونوا صورة مشرفة للإسلام، من خلال الاقتداء برسولهم-- بأن نكون أوفياء مع الناس جميعا، مؤكدا أنه لا فرق فى الوفاء بين قريب أو بعيد، صديق أو عدو، مؤمن أو كافر؛ فالأخلاق فى الإسلام لا تتلون، والقيم لا تتجزأ، وما أحوج الحياة المعاصرة وقد عانت الشقاء إلى هذه الأخلاق، وخاصة الوفاء، وما أحوج الأمة إلى أن تكون وفية لربها ولرسولها ولدينها، وما أحوجنا إلى أن نكون أوفياء لأخلاقنا، ولأوطاننا، ولعلمائنا، ولهويتنا.

وأكد وكيل الأزهر، على أن المحافظة على الهوية فريضة دينية وضرورة مجتمعية، موضحا أن السبيل إلى ذلك حسن التأسى والاقتداء بهدى النبى الكريم فى كل مجالات الحياة، وهذا الاتباع وحده هو الكفيل بتفويت الفرص على أعداء الأمة، وهدم مخططاتهم، وهو الضامن بإذن الله لمستقبل أفضل، وعيش آمن مستقر.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة