مجدى حجازى
مجدى حجازى


فى الشارع المصرى

صلوا على النبى «٣»

أخبار اليوم

الجمعة، 29 سبتمبر 2023 - 04:38 م

وصف الله تعالى نبينا الكريم ، فقال تعالى: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِى ضَلالٍ مُبِينٍ﴾ «آل عمران:164».. وقال تعالى: ﴿قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ﴾ «المائدة:15» وقال تعالى: ﴿يَهْدِى بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ «المائدة:16»..

ووصفه سبحانه بأنه شاهد على أمته بالبلاغ، ومبشر للمؤمنين به بالخير والجنة، ونذير لمن عصاه بالشر والنار، وأنه سراج ينير للناس الطريق إلى ربهم، فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا﴾ «الأحزاب:45».. وقال تعالى: ﴿وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا﴾ «الأحزاب:46».. ووصفه صلى الله عليه وسلم بكثرة الرحمة والرأفة بأمته، قال تعالى: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ «التوبة:128». 

وأثنى عليه كونه آمراً بالمعروف، ناهيًا عن المنكر، مُحلاًّ للطيبات، محرِّمًا للخبائث والمنكرات، ميسراً على العباد عبادة الله، فقال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِى يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِى التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِى كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِى أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ «الأعراف:157»..

وبرهان للناس، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا﴾ «النساء:174».. ورسولا للجميع، قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ «سبأ:28».. وقال عز وجل: ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾ «الأحزاب:40».. وأثنى عليه بكمال الأدب، قال تعالى: ﴿مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى﴾ «النجم:17».  

قال رسول الله : (إن مثلى ومثل الأنبياء من قبلى كمثل رجل بنى بيتًا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة؟ فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين) «متفق عليه».. وعن كمال شفقة رسوله  بأمته، ونصحه الأمين لهم، جعله أولى بهم من أنفسهم، قال سبحانه: ﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ﴾ «الأحزاب:6». 

ما رواه أبو هريرة، أنه قال: قال النبى : (ما من الأنبياء نبى إلاّ أُعطى ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذى أوتيته وحيًا أوحاه الله إليّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة.) «رواه البخارى ومسلم»..

قال العلماء: قوله: أُعطى ما مثله آمن عليه البشر، أى: أُجرى على يديه من المعجزات الشىء الذى يقتضى إيمان من شاهدها بصدق دعواه، لأنها من خوارق العادات حسب زمانه ومكانه. وقوله: أوتيته، أى: المعجزة التى أعطيتها وهى القرآن العظيم أعظم معجزة (وحيًا) أى: قرآنًا موحى به من الله تعالى، يبقى إعجازه على مر الأزمان، ولذلك يكثر المؤمنون به، ويوم القيامة يكون أتباعه العاملون بشريعته المنزلة أكثر من الأتباع العاملين بالشرع الحق لكل نبى. 

وعن ابن عباس - رضى الله عنهما - أن النبى  قال: (شيبتنى هود، والواقعة، والمرسلات، وعم يتساءلون، وإذا الشمس كورت). «رواه الترمذى والحاكم، وصححه الألبانى فى صحيح الجامع».. وقد قال النبى  ذلك لما ورد فى هذه السور من التخويف من عذاب الآخرة، وذكر صفات الجنة. 

فما أعظمه  بهذا الثناء فى وصفه، والمدح بكمال نعته أن يكون قدوة لأمته فى قوله وفعله؛ قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ «الأحزاب:21».. صلوا على النبى صلى الله عليه وسلم، اقتداءً بأخلاقه، إعلاءً لسنته . 

حفظ الله المحروسة شعبًا وقيادة، والله غالب على أمره.. وتحيا مصر. 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة