أحمد السرساوى
أحمد السرساوى


نوبة صحيان

روائح النصر فى أكتوبر (١)

أخبار اليوم

الجمعة، 29 سبتمبر 2023 - 06:06 م

فى الخامس من أكتوبر ١٩٧٣، وبعد سنين من الإعداد الصعب.. أرسل الرئيس أنور السادات القائد الأعلى لقواتنا المسلحة وقتها، توجيها استراتيجياً إلى الفريق أول أحمد اسماعيل وزير الحربية والقائد العام لقواتنا المسلحة، يكلفه بإزالة الجمود العسكرى على الجبهة فى سيناء،  وبكسر وقف اطلاق النار اعتبارا من ٦ أكتوبر ١٩٧٣، مع تكبيد العدو أكبر خسائر ممكنة فى الأفراد والأسلحة والمعدات، والعمل على تحرير الأرض المحتلة على مراحل متتالية حسب نمو وتطور إمكانات وقدرات القوات المسلحة، وتنفيذ هذه المهام بواسطة القوات المسلحة المصرية منفردة أو بالتعاون مع القوات المسلحة السورية.

انتهى توجيه الرئيس السادات، وحتى عشية اندلاع الحرب كانت كل التقارير الدولية تؤكد الخلل الكبير فى موازين القوة العسكرية لصالح اسرائيل،  كما كانت حالة النظام الدولى تتسم بالاسترخاء والتهدئة، فضلا عن أن علاقة مصر بأى من القوتين العظميين فى ذلك الوقت الاتحاد السوفيتى السابق وأمريكا لم تكن مطمئنة ولا تنطوى على اى حافز من اى نوع يشجع على اتخاذ قرار الحرب!

إن المئات من الدراسات العلمية والعسكرية فى العالم، شرقه وغربه.. كانت تدرس الموقف على الجبهة، وفى دراسة لوزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون».. أكدت أن عبور القناة بجيش مسلح يستطيع تخطى خط بارليف، يحتاج من ٣ إلى ٤ أسابيع، بشرط أن يضحى المصريون بنحو ٣٠ ألف جندى ومقاتل، فى حين ارتفع هذا الرقم لأكثر من ٣ مرات فى التقديرات السوفيتية!

فإذا ما أضفنا.. أن مصر كانت تعيش تحت وطأة الاحساس بمهانة الهزيمة فى ١٩٦7، مع وجود احتمال ولو طفيف لفشل عملية العبور.. لأدركنا أى نوع من صلابة الإرادة والتصميم احتاجته مصر لبدء حرب أكتوبر 1973، ولابد أن أعصاب هؤلاء الرجال الذين اتخذوا قرار القتال أو نفذوه لم تكن إلا من فولاذ أو أن إيمانهم بالله وبأنفسهم ورجالهم قد فاق مسألة الثقة إلى ما هو أبعد وأكبر.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة