الأحد، 01 أكتوبر 2023 - 11:58 ص

في ظل الوتيرة المتسارعة لمكان العمل اليوم، أصبح التوتر رفيقًا غير مرحب به، إذ يشير عدد مذهل من الموظفين إلى أن وظائفهم هي المصدر الرئيسي للتوتر، مما يلقي بظلال طويلة على رفاهيتهم وصحة المنظمات التي يخدمونها.

كما أن الترياق لهذا البلاء الحديث يكمن في تنمية القدرة على الصمود، ويتغلب الموظفون المرنون على ضغوط أدوارهم برشاقة، ويحافظون على صحتهم العقلية والجسدية، وبالتالي رفع الإنتاجية التنظيمية.

وبحسب ما ذكره موقع news18، يشارك كريستوفر روبرتس، المدير العام لإحدي الشركات، رؤى حول كيفية تحقيق المرونة من خلال سيمفونية متناغمة من الممارسات.

وتشمل هذه الممارسات تعزيز الاتصالات، وإعطاء الأولوية للرعاية الذاتية، ودعم الصحة العقلية، وتبني القدرة على التكيف والتعاون، والاحتفال بالنجاحات، والاستماع من خلال استطلاعات المشاركة المصممة خصيصًا.

وفي هذه الرحلة التحويلية، فإن القيادة هي التي تمهد الطريق، حيث أن القادة الذين يفهمون ويلبيون الاحتياجات الأساسية لفريقهم يفتحون الإمكانات الكاملة للقوى العاملة المتمكنة.

كما أن الاستثمار في رفاهية الموظفين ومرونتهم يجني ثماره، بدءًا من زيادة الإنتاجية والاحتفاظ بهم إلى انخفاض تكاليف الرعاية الصحية وجاذبية أفضل المواهب.

اقرأ أيضا:ما الأدوية التى من الخطر تناولها عقب تناول القهوة؟

يؤكد أمانديب كور، المؤسس والرئيس التنفيذي لإحدي الشركات، على الحاجة إلى نهج متعدد الأوجه لمكافحة التوتر في مكان العمل.

وأنها تحدد عدة خطوات رئيسية:

التعرف على علامات الإرهاق

الخطوة الأولى هي التعرف على علامات الإرهاق، مثل التعب، وانخفاض الإنتاجية، والإرهاق العاطفي.

بناء استراتيجيات العافية الاستباقية

يقترح أمانديب بناء استراتيجيات صحية استباقية للموظفين، بما في ذلك تقنيات إدارة الوقت، ووضع الحدود، وممارسة الرعاية الذاتية.

ادارة الوقت بفاعلية

شجع الموظفين على تحديد أولويات المهام، ووضع أهداف واقعية، وتجنب الإفراط في الالتزام.

تواصل مفتوح

قم بإنشاء قنوات مفتوحة للموظفين لمشاركة المخاوف وطلب المساعدة وحل النزاعات.

توازن الحياة مع العمل

تعزيز التوازن بين العمل والحياة، وتشجيع فترات الراحة، والحد من العمل الإضافي، وتقديم ترتيبات عمل مرنة.

استثمر في التدريب

الاستثمار في برامج تنمية المهارات والتدريب لتعزيز ثقة الموظفين وتقليل التوتر المرتبط بالعمل.

مبادرات العافية

توفير برامج العافية مع التمارين الرياضية، والوعي، وورش العمل للحد من التوتر، وتقديم خيارات الأكل الصحي.

اليقظه والاسترخاء

قم بتعليم تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق أو التأمل أو اليوجا للتحكم في التوتر في الوقت الفعلي.

دعم اجتماعي

شجع على طلب الدعم من الزملاء أو الموجهين أو برامج مساعدة الموظفين (EAPs).

زراعة ثقافة داعمة

تعزيز ثقافة داعمة ومتعاطفة حيث يمكن للموظفين مناقشة الضغوطات بشكل مفتوح.

الرعاية الذاتية الشخصية

أكد على ممارسات الرعاية الذاتية الشخصية مثل ممارسة الرياضة والهوايات وقضاء وقت ممتع مع أحبائك.

مساعدة مهنية

تشجيع استشارة المتخصصين في الصحة العقلية عند الحاجة وتوفير الوصول إلى الموارد، كما أن تنفيذ هذه الاستراتيجيات بشكل استباقي يمكن أن يعزز رفاهية الموظفين، ويقلل من التوتر في مكان العمل، ويعزز الإنتاجية الإجمالية.

يضيف هيتيش تشاكراورتي، مؤلف كتاب فك الغموض وراء 3،6 و9، المعالج الروحي، رؤى قيمة في المعركة ضد التوتر في مكان العمل.

ويؤكد أن الوقاية تبدأ بتعزيز ثقافة مكان العمل التي تقدر رفاهية الموظف، وتعمل قنوات الاتصال المفتوحة وعمليات تسجيل الوصول المنتظمة وفرص الحصول على ردود الفعل على تمكين الأفراد من التعبير عن مخاوفهم وإيجاد الحلول بشكل جماعي.

كما أن تشجيع التوازن الصحي بين العمل والحياة، والجداول الزمنية المرنة، وبرامج العافية يزيد من التزام المنظمة بالحد من التوتر.

للتعامل بشكل فعال مع التوتر، يقترح شاكراورثي تزويد الموظفين بالأدوات العملية، ويمكن دمج تقنيات اليقظة الذهنية، مثل التأمل وتمارين التنفس العميق، في الروتين اليومي.

ويعتبرأن تشجيع فترات الراحة المنتظمة والنشاط البدني يمكن أن يساعد في التخلص من التوتر وتجديد شباب العقل. علاوة على ذلك، فإن تثقيف الموظفين حول إدارة الوقت، ووضع توقعات واقعية، وتعزيز الرعاية الذاتية، يمكن أن يوفر موارد لا تقدر بثمن للتغلب على التوتر في مكان العمل.

وفي نهاية المطاف، فإن المعركة ضد التوتر في مكان العمل هي جهد جماعي، ومن خلال إعطاء الأولوية للوقاية وتزويد الموظفين بآليات التكيف اللازمة، يمكن للمؤسسات إنشاء مساحة عمل لا تتم فيها إدارة التوتر فحسب، بل يتم تحويله إلى حافز للنمو الشخصي والمهني، وتذكر أن القوى العاملة المقاومة للضغط هي قوة عاملة متمكنة.