د. أيمن عبدالمغنى سليم
د. أيمن عبدالمغنى سليم


مداد قلم

الاستريكس ومارك

الأخبار

الثلاثاء، 03 أكتوبر 2023 - 10:22 م

أصبح الآن لا حديث يعلو فوق الميتافيرس والذكاء الاصطناعى الذى أعلن عنه مارك وما سيحدثه من طفرة فى حياتنا مما أدى لخلق مخاوف مرعبة فى شتى أنحاء العالم كله ؛ دفع المسئولين لعقد اجتماعات لسن قوانين لحماية المؤسسات والمنظمات من هذا الغول الذى يطلق عليه الذكاء الاصطناعى أو (AI ) والذى قام بإرسال بعض التطبيقات للحديث مع الناس بادعاء أنه يرد على أى سؤال مهما كانت صعوبته مما جعل بعض الناس يقول إن ( AI) أو الذكاء الاصطناعى خطر علينا ؛ لأنه يقوم بالتجسس من خلال تصويره للشخص المتحدث معه..

ولكنى أرى أن المصيبة أكبر من ذلك فى تطبيق (السناب شات) حيث يوجد ما يسمى بالـ(استريكس) فقد أصبح الشباب والفتيات يتسابقون فى التجسس على أنفسهم دون الاحتياج للذكاء الاصطناعي، فالـ(استريكس ) لمن لا يعرفه هو أن يقوم كل شاب أو فتاة بتصوير نفسه فى كل مكان يذهب إليه ويرسلها على (السناب شات) بإرادته، وبذلك تصبح هناك حصيلة لا طائل لها من المعلومات والأماكن لدى السناب شات دون تجسس من أحد ؛ بحجة الـ (سكور)أى النقاط التى يحصل عليها الشاب- وللعلم  هذه النقاط التى يحصل عليه الشباب والفتيات عندما يرسلون الصور الخاصة بهم  تتم دون الحصول على أى مقابل مادي؛ فمنهم من يصور نفسه وهو يأكل فى محل ما، ومنهم من يصور نفسه وهو يذاكر، وهو يقود السيارة و هى فى العيادة وفى السينما وفى المحاضرة و،......،  

ومن لا يرسل عددا معينا من الصور فى وقت محدد يضيع عليه الـ (سكور) الذى حصل عليه، ويبدأ  عملية إرسال تحركاته اليومية من جديد للحصول على الـ(سكور) ، وبذلك يظل الشباب فى انشغال تام لعدم ضياع الـ(سكور) الذى يحصل عليه .

وما هى إلا لحظات  وتختفى الصور تماما ،ولكنها تظل محفوظة على ( السناب شات)، ليستغلها كيفما شاء..

هكذا أصبح شبابنا لا هم لهم إلا تصوير أنفسهم فى كل مكان يذهبون إليه وأصبح (السناب شات) يجعلهم يرسلون أحوالهم بإرادتهم دون الحاجة إلى التجسس عليهم..

لقد تفوق (الاستريكس) فى (السناب شات) -إلى الآن- على ( مارك) فى الوصول إلى الشباب فى كل أحوالهم ومعرفة أسرارهم الشخصية وأماكن تواجدهم وعاداتهم وتقاليدهم  من خلال تلك الصور .

يا شباب، لا تقلدوا تقليدا أعمى وأهوج دون النظر إلى الفائدة التى تعود عليكم وعلى مجتمعاتنا من هذا التقليد ،فليس كل تطبيق يصلح للتقليد، وليس كل (أبليكيشن) مفيداً. 

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة