صالح الصالحى
صالح الصالحى


وحى القلم

٥٠ عاما على انتصار أكتوبر

صالح الصالحي

الأربعاء، 04 أكتوبر 2023 - 10:02 م

٥٠ عاما مرت على انتصار أكتوبر المجيد.. هذا الانتصار الخالد الذى سيظل أهم حدث فى تاريخ مصر، بل فى تاريخ العرب.. ٥٠ عاما مرت على حرب استرداد الأرض ومن قبلها استرداد الكرامة والكبرياء والعزة.. هذا الحدث الذى نورثه بكل فخر لابنائنا جيلا بعد جيل، حتى يظل حاضرا مهما بعد الزمن. هذه المناسبة العزيزة والغالية على أنفسنا تذكرنا بدروس وعبر وتضحيات نستدعيها كلما ضاقت بنا الأحوال وحاصرتنا المشاكل والمحن.. الإعداد للحرب شهد مشاركة الجميع، حيث توحدت الدولة بأجهزتها ومؤسساتها مع الشعب بمختلف طوائفه وفئاته وتأكد إيمان المصريين بالوطن وبترابه الغالى..

وانتفض المصريون للتبرع لإعادة بناء الجيش، ودعم المعركة بالتبرع بالدم وضغط الاستهلاك إلى أقصى حد والاستجابة لتوجيهات الحكومة واستخدمت كل الإمكانيات المتاحة والطاقة الممكنة والفعالة والكامنة فى الدولة المادية والمعنوية. وأنا هنا وفى هذه المساحة سوف أتحدث وباختصار عن دور الصحافة والإعلام قبل وأثناء الحرب.. حيث ركزت الصحافة والإعلام على كشف حقيقة النوايا التوسعية لإسرائيل وأطماعها..

وأبرزت الصحافة المقالات التى توضح وقوف الجماهير المصرية خلف قواتها المسلحة للدفاع عن مصر وإحباط المخطط الإسرائيلى.. كما نجح الإعلام فى كسب تأييد الرأى العام من خلال خطة إعلامية متكاملة تتضمن رسالة واضحة، تفضح إسرائيل وتوحد الشعب خلف الجيش وترفع الروح المعنوية والنفسية للجنود. ونجح أيضا فى تضليل العدو، الذى أصبح راسخا لديه أن التحرك العسكرى المصرى ما هو إلا أوراق للاستهلاك المحلى وتهدئة الشارع..

وهذا ما انعكس على أقوال هنرى كيسنجر وزير الخارجية الأمريكية فى مذكراته عندما جاء إلى مصر فى الأيام الأخيرة من حرب أكتوبر والتقى بالرئيس السادات "سيدى الرئيس قبل أى حديث بيننا أرغب من سيادتكم أن تقول لى كيف أمكن لمصر أن تخدعنا وتخدع مخابراتنا بل وتخدع العالم بهذا التعتيم الإعلامى كانت المفاجأة معجزة ولم تحدث لى من قبل فى حياتى".. وذكر إيلى زعيرا رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلى فى كتابه "حرب يوم الغفران..

أسطورة فى مواجهة الواقع".. "لقد تبين لنا أن كل موضوعات الإعلام المصرى كانت حملة خداع، وإن هذا ليعتبر أكبر نجاح لمصر فى حرب يوم الغفران". اعتمدت الخطة الإعلامية على خداع إسرائيل بست حيل.. وبدأت بالتنسيق بين الإعلام والخارجية والمخابرات الحربية، وتم الترويج لأخبار خاطئة تستهدف خداع العدو بأن الجيش المصرى لن يحارب ولن يشن أى هجمة عسكرية على إسرائيل..

وكانت بمنع أى تصريحات مباشرة أو مجرد تلميحات عن الأداء أو الاستعداد للحرب.. وكان من أهم الأخبار الإعلان عن حالة الطوارئ فى مصر الأمر الذى دفع إسرائيل لحشد قواتها وكلفها ٣ ملايين دولار..

ولم يحدث أى طوارئ.. وتكررت هذه الخدعة مرة أخرى.. مما دفع موشى ديان ليقول إن كل هذه الأخبار هدفها الاستهلاك المحلى..

وركز الإعلام على نقل المظاهرات الصاخبة والسخط الشعبى من التأخر فى إعلان الحرب، لإقناع إسرائيل والعالم بأن مصر عاجزة عن أى عمل عسكرى كبير يعيد إليها أرضها..

كما تم نشر أخبار كاذبة عن الضباط والجيش تظهر القوات بأنها فى حالة استرخاء تامة.. كل هذا يؤكد أن الانتصار فى حرب أكتوبر ١٩٧٣ لم يكن عسكريا فقط بل كان عسكريا وسياسيا وإعلاميا وشعبيا.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة