الجبهة «الفطير المشلتت» احتفالا بالنصر
الجبهة «الفطير المشلتت» احتفالا بالنصر


المقاتل عبد الرحمن سعيد: تناولنا على الجبهة «الفطير المشلتت» احتفالا بالنصر

صواريخ سام قطعت يد العدو

إسماعيل مصطفى

الخميس، 05 أكتوبر 2023 - 08:43 م

«بعد نكسة ١٩٦٧، فبعد أن سمعت بالهزيمة انضممت للفدائيين فى السويس وحصلت على سلاح جديد وبدأت بالدفاع عن نقطة الزيتيات حتى عودة الجيش مرة أخرى»، هكذا بدأ نقيب احتياط المقاتل عبد الرحمن سعيد أحد أبطال سلاح الدفاع الجوى فى حرب أكتوبر المجيدة، حديثه معنا حول البطولات التى سطرها رجال القوات المسلحة فى معركة النصر.

رغم مرور خمسين عاما على حرب أكتوبر ١٩٧٣ تظل هناك أسرار وتفاصيل عاشها الجنود المصريون خلال حرب أكتوبر لم تكشف بعد وفى كل ذكرى تمر على الحرب تخرج إلى النور حكايات وذكريات تظل عالقة فى الأذهان..

ونصر أكتوبر ما زال يحمل العديد من الأسرار عن عظمة الجنود المصريين فبعد هزيمتنا فى ٦٧ انتفض المصريون للدفاع عن بلادهم فكنت واحدا من هؤلاء الذين ساهموا فى إعادة بناء الجيش وبناء قاعدة جنيفة العسكرية بالسويس عندما كنت طالبا وبعدها دخلت كلية ضباط الاحتياط وانضممت إلى كتائب الجيش حتى حرب العبور.

وأضاف أننى شاركت ضمن كتيبتى فى اقتحام وتدمير إحدى نقاط صمود للعدو الإسرائيلى وكان لا بد من كسرها فهى آخر حصون الجيش الإسرائيلى فى ذلك الوقت وكانت لها دلالة كبيرة لهم والاستيلاء عليها كان صعبا لأنها كانت محصنة تحصينا كبيرا ودشنها العدو بطريقة هندسية بحيث لم تؤثر فيها القنابل وقذائف الدبابات وكانت مجهزة بفتحات يطلق منها العدو القذائف والرصاص على جيشنا من خلالها وبعد أن حاصرناها ليومين ولم تسقط النقطة، تمكن الرائد محمد زرد، هو ورجاله، بعد صدور تعليمات الاقتحام، من إسقاط الموقع الإسرائيلى الحصين عند النقطة بعدما تلقى الدفعة الأولى من الرشاش فى صدره واستشهد بعد نقله إلى مستشفى السويس.

موضحاً: كنت ضمن الاستطلاع الجوى والدور الذى كنت أقوم به توجيه المدفعية والصواريخ، ولا أنسى فى الفترة ما بين ١٩ و٢٠ أكتوبر كنا نتبارى فى إسقاط طائرات العدو أسقطنا طائرة إسرائيلى لا تحمل أى علامات وكما علمنا بأن أمريكا تدخلت وقتها بسلاحها وأسرنا الطيار وكنت أحمل اللاسلكى بيدى ولحظة سقوط الطائرة فى القاعدة لدينا بالقرب من عيون موسى  تحفظت عليه حتى لا يفتك به جنودنا المصريون ولا أنسى نظرة الرعب والخوف والمهانة فى عيون الضابط الذى أسرناه.

وقرر الجنود أن يجعلوا منه مثاراً للسخرية وقال له أحدهم وهو يقبض على الهواء بيده ممثلاً دور المذيع : “الميكرفون مع سيادتك ، تفتكر سيادتك الطيارة وقعت ولا الهوا اللى رماك ؟؟”، بينما أمسكه أحدهم من أذنه وضربه على يده وقال “مش قلت لك ميت مرة بلاش لعب بالطيران، وجاء القائد اللواء السيد الشافعى وسلمناه له وعبرت عن تلك الواقعة فى كتابى «إنها الحرب» بعنوان «العجل وقع».

واستطرد: كان الجنود المصريون ينتظرون قرار العبور بفارغ الصبر، وكنت وقتها ضابط أمن وسيطرة واستطلاع، ووردت لى إشارة «المدفعية مقيدة الطيران متحاب» وهنا تعنى أن الطيران المصرى قد بدأ التحرك فى تنفيذ ضربته الجوية واستهداف خطوط العدو إيذانا ببدء العبور العظيم.. وكانت صواريخ «سام» مفاجأة للعدو الإسرائيلى ونجحت فى قطع يد العدو فلم تجد الطائرات الإسرائيلية مهربا من منظومة الدفاع الجوى المصرية المتكاملة والعنكبوتية وسقطت منها مقاتلات عديدة.

مضيفاً: وأذكر أننا كجنود على الجبهة احتفلنا فى ١٠ أكتوبر بهزيمة إسرائيل والانتصار فى الحرب أى بعد أربعة أيام فقط من اندلاع المعارك، وتناولنا فى هذا اليوم الفطير المشلتت احتفالا بانتهاء احتلال إسرائيل لسيناء.

تدخلت أمريكا بوحشية شديدة مستخدمة قنابل محرمة دوليا وذكرت فى كتابى “إنها الحرب” أن الأمريكان دمروا سرية لنا باستخدام هذه الأسلحة المحرمة ومشاهد الجنود الذين شاركت فى عملية إنقاذهم كانت صعبة للغاية حيث كانت تخترق القنابل والذخائر أجساد وتصل إلى المخ والقلب، ورغم ذلك كانت رسالة الجنود هى التشبث بالأرض.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة