د. مفيد شهاب
د. مفيد شهاب


د. مفيد شهاب لـ «الأخبار»: تحرير سيناء نتاج نصر عسكرى وسياسى وقانونى

إبراهيم مصطفى

الأربعاء، 24 أبريل 2024 - 07:58 م

معركة عسكرية ودبلوماسية مزدوجة استردت مصر سيناء من الاحتلال الإسرائيلى، فى نضال لا يمكن اجتزاء صفحة منه عن أخرى، فلولا النصر العسكرى فى حرب أكتوبر 1973 لما رضخت إسرائيل لدعوة مصر إلى التفاوض وإرساء السلام وانسحاب المحتل فى عام 1982؛ ولما تعزز استرداد كامل التراب المصرى بتفوق دبلوماسى وقانونى مصرى فى التحكيم الدولى الذى أفضى إلى عودة طابا إلى مصر فى عام 1989.
وفى الذكرى الثانية والأربعين لتحرير سيناء يستعيد الشعب المصرى بمزيج من الفخر والعرفان ما قدمه رموز العمل الدبلوماسى والقانونى الذين ساهموا فى استعادة سيناء للحضن المصرى، وعلى رأس هؤلاء الدكتور مفيد شهاب وزير التعليم العالى الأسبق ووزير المجالس النيابية والشئون القانونية الأسبق، الذى كان أبرز رموز الوفد القانونى للجنة استرداد طابا.


استرداد طابا كان معركة حياة أو موت.. والفريق المصرى أمهر مما توقع الإسرائيليون

العالم أنصت لمصر بفضل إنجازات الرئيس السيسى

أكد الدكتور مفيد شهاب لـ «الأخبار» أن ذكرى رفع العلم المصرى على طابا تعد ذكرى غالية جداً عليه وعلى كل مصرى، حيث مثلت ملحمة وطنية استكمل من خلالها تحرير الأرض، وكان السبب الأساسى فى ذلك النصر العسكرى فى أكتوبر 1973 والنصر السياسى فى معاهدة السلام مع إسرائيل، وتلا ذلك نصر قانونى وقضائى استرددنا به أرض طابا لنحرر كامل التراب المصرى، وأضاف «حينما نتذكر تحرير طابا لابد أن نسترجع كل من ساهم فى تحقيق تلك الانتصارات الثلاثة، ولابد أن ننحنى لشهداء الوطن فى حرب أكتوبر الذين لولا تضحياتهم والتخطيط المحكم للحرب ما استرددنا أى قطعة من أراضينا المحتلة».
ويتذكر د. شهاب فترة عمل لجنة استرداد طابا، قائلاً بمزيج من السعادة والفخر إن تلك السنوات الخمس خلال مرحلة التفاوض (1984- 1986) أو التحكيم الدولى (1986 - 1988) وحتى رفع العلم؛ كانت سنوات مليئة بالذكريات والمشاعر الوطنية، التى تتمحور حول العمل المخطط بأسلوب علمى للدفاع عن أرض مصر، بمشاركة أصحاب الخبرة فى المجالات المختلفة ومنها القانون والتاريخ والجغرافيا، وكان يتابع عملنا الرأى العام القلق على ضياع جزء من أرض مصر ولكن الشعب كان يدعم اللجنة، والقيادة السياسية فى ذلك الوقت التى كانت تتابع عمل لجنة الدفاع عن طابا.
وروى وزير المجالس النيابية والشئون القانونية الأسبق أنه مازال يتذكر لحظة إعلان هيئة التحكيم الدولى حكم أحقية مصر فى طابا، قائلاً: «مازلت أتذكرها وكأنها حدثت بالأمس وتمر فى مخيلتى الآن وأنا اتحدث عنها، حيث كانت يوم 29 سبتمبر 1988 الساعة الثانية والنصف ظهراً، ولا توجد كلمات تصف فرحتنا كلجنة دفاع مصرية فى ذلك الوقت، وعبرت عن فرحتى حينها بصوت عال».
ولا ينسى شهاب «نظرة الألم التى رأيتها فى وجوه الوفد الإسرائيلى الموجود فى القاعة، خاصة حينما اعترضت ممثلة إسرائيل بهيئة التحكيم على رئيس المحكمة وقالت إن الحكم غير قانونى، ورد عليها القاضى بأن القرار اتخذ بأغلبية أعضاء اللجنة».
وأشار إلى أن جميع أعضاء الفريق القانونى للدفاع عن طابا لم يكن فى ذهنهم احتمالات المكسب والخسارة، كأى قضية دخلناها سابقاً، مضيفاً «كنا فى معركة حياة أو موت لا يوجد فيها سوى احتمال النجاح لأنه إذا فشلنا فى استرداد الأرض بعد الثقة التى وضعت بنا كنا سنشعر بأننا غير جديرين بالحياة».
وذكر شهاب أن المستشار القانونى للوفد الإسرائيلى قال له بعد الحكم إنهم كانوا يعرفون أن طابا ليست إسرائيلية، ولكن بعد اللجوء إلى التحكيم الدولى تصوروا أن المصريين لن يستطيعوا عرض قضيتهم وسيتحدثون عن الأبعاد السياسية فقط، ولكن اتضح أن المصريين أمهر مما توقع الإسرائيليون الذين خسروا الرهان على حد قول المسئول الإسرائيلى، وهذا يوضح أنه ما ضاع حق وراءه مطالب ولكن بشرط حسن عرض القضية وإقناع العالم بعدالتها، مع اختيار أكفأ العناصر الوطنية حينما يتعلق الأمر بقضايا السيادة.
وعن التنمية الحالية فى سيناء، قال د. مفيد شهاب إنه حين تم اصطحاب لجنة التحكيم فى قضية طابا لمعاينة الموقع كانت عبارة عن صحراء جرداء بها فندق صغير أقامته إسرائيل، كما لم يكن هناك عمران بسيناء، ولكن بعد عقود نرى الكثير من مشروعات التعمير خاصة فى مجالات السياحة والنقل.
وأضاف شهاب أنه مما لا شك فيه أن عمليات التنمية تزيد من مناعة الدولة فى كافة المجالات.. مجتمع ينمو وينتج ويقدم خدمات.. سيكون أبناؤه كلهم على قلب رجل واحد مع الدولة، موضحاً أن التنمية تعنى استمرار الاستقرار والأمن، ليصبح لديك القدرة للتصدى لأية تحديات وتمكنك من الدفاع عن الإنجازات.. أما المجتمع الخامل الذى لا ينتج فمعنوياته ضعيفة ومنجزاته أضعف. 


وأشار إلى أن الإنجازات التى تحققت خلال الـ 9 سنوات الماضية كانت أحد أهم عوامل قوة المجتمع من الداخل، وقوة المجتمع ككل على مستوى منطقة ملتهبة، تمكنك من مواجهة التحديات بالخارج، والقدرة على الوقوف بكل قوة فى المحافل الدولية، وأن يكون لديك كلمة مسموعة، فقوة الداخل المصرى، منحت مصر ميزة أن ينصت لها العالم إذا تحدثت.. وذلك فى ظل محاولة إسرائيل القضاء على القضية الفلسطينية بما تفعله من حرب إبادة تجاه أهالى غزة.
 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة