القوات المسلحة قاطرة التنمية فى مصر
القوات المسلحة قاطرة التنمية فى مصر


القوات المسلحة قاطرة التنمية فى مصر .. يد تبنى وتحمى ويد تحارب الإرهاب

حتى لا ننسى.. مصر قدمت أكثر من 3 آلاف شهيد منذ 2013

عمرو جلال

الخميس، 05 أكتوبر 2023 - 08:57 م

يهل علينا اليوبيل الذهبى لنصر أكتوبر العظيم، حيث بعد 50 عاماً من النصر العظيم الذى استعادت فيه القوات المسلحة والشعب المصرى العزة والكرامة بتحقيق أول نصر عسكرى على العدو الإسرائيلي، ولطالما عهدناها .. قواتنا المسلحة .. خير أجناد الأرض .. كانت الدرع الواقى لمصر والحصن المنيع لشعبها والضامن لاستقرارها، وقدم أبطالها نموذجا فريدا فى الفداء والتضحية والعطاء بكل الصدق والشرف.. يقدمون الغالى والنفيس فى سبيل الحفاظ على تراب الوطن وابنائه .. ووقفت دفاعا عن أرض الوطن وحماية الشعب وتحافظ على أمن واستقرار الدولة من التهديدات الخارجية، وأيضا الداخلية.

وبينما كانت القوات المسلحة تحارب الإرهاب نيابة عن الشعب المصري، وقدمت الكثير من الشهداء فداءً للوطن، لم تنس القيام بدورها فى حماية الأمن القومى للدولة بمفهومه الشامل والمساهمة بشكل قوى فى التنمية الشاملة للدولة وتحقيق الاستقرار الداخلى ودعم القطاع المدنى لتخفيف الأعباء عن المواطن والنهوض بمصر ووضعها فى مكانتها بين الدول المتقدمة.

قبل 50 عاما مضت نجحت مصر فى تحقيق العبور الأول، واستعادة كل شبر من أرض سيناء التى كانت قد خسرتها خلال حربها مع العدو الإسرائيلى . ولكن بالرغم من هذا النجاح العظيم، توقفت عجلة التنمية فى شبه جزيرة سيناء الشاهدة على الكثير من المعارك والتضحيات والبطولات على مر الزمان .. ثم فى عام 2011 بدأت مصر معركة جديدة، ولكن هذه المرة كانت لتحقيق التنمية والتطوير فى سيناء بالتزامن مع معركة طاحنة مع أرهاب أسود كان لا يعرف سوى معانى الدمار و الخراب، وخلال السنوات الـ 12 الماضية شهدنا وضع خطة شاملة لإحياء هذه القطعة الاستراتيجية من الوطن وتطويرها لتصبح مركزًا للنمو والاستثمار.

مشروعات عديدة تم تنفيذها فى مصر بصفة عامة تشارك فيها القوات المسلحة كقاطرة رئيسية للتنمية فى مصر، وذلك بالإضافة إلى مشروعات تنموية كبرى تقوم بها فى سيناء بصفة خاصة خلال السنوات الأخيرة، وهو ما أسهم فى تغيير المشهد المحلى والاقتصادى بشكل كبير. بناء المدن الجديدة والمناطق الصناعية، تحسين البنية التحتية وتطوير الطرق والموانئ، توفير الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء والصحة والتعليم، كل هذا أسهم فى إعادة بناء سيناء وتحويلها إلى واحة تنموية مزدهرة.

المشروعات القومية

وتشارك القوات المسلحة بالإشراف على المشروعات القومية الكبرى التى تدر دخلاً وتفتح آلاف فرص العمل لشباب مصر ، مثل مشروعات التنمية بشق قناة السويس الجديدة ، وكذلك مشروعات شرق التفريعة ، وأنفاق الإسماعيلية وبورسعيد.

وكذلك بناء مليون وحدة للإسكان الاجتماعى للشباب ، والعمل على تدشين مدن جديدة مثل الإسماعيلية الجديدة وبورسعيد الجديدة والسويس الجديدة ورفح الجديدة والعلمين وغيرها.

وتأتى العاصمة الإدارية درة تاج المشروعات القومية التى تم نقل كل الوزارات والمقرات الحكومية من القاهرة إلى العاصمة الجديدة، والتى فتحت الأبواب لآلاف فرص العمل ، وكذلك الباب أمام إقامة أحياء سكنية جديدة فى العاصمة الإدارية الجديدة.

وتقوم القوات المسلحة بشق مشروعات طرق كبرى ، وفق خطة كبرى بالمشروع القومى للطرق بالتعاون مع وزارة النقل والاسكان ، والأفضل فى هذا المشروع هو أنه يخدم المحافظات الحدودية والصعيد قبل القاهرة والإسكندرية ، فيبدأ مشروع الطريق الدائرى الإقليمى الذى يربط محافظات ببعضها البعض ، وكذلك محور روض الفرج الضبعة ، وعدة طرق كبرى وكبارى وانفاق بكل ربوع مصر.

عناصر القوات المسلحة بجانب الشرطة المدنية مجهوداتها للقضاء على الإرهاب , حتى يتم تطهير أرض الفيروز وتحريرها من براثن الإرهاب , هذا بجانب القيام بمهامها فى تحقيق التنمية الشاملة , فحقاً يد تبنى وتحمى ويد تحارب الإرهاب.

فبعد حرب أكتوبر شهدت سيناء احتلالا إرهابيا تطلب حملات موسعة لتطهيرها من البؤر الإرهابية، ولانه لا استقرار بدون تنمية قام رجال الجيش والشرطة فى تنفيذ عمليات عسكرية عديدة كان بدايتها “حق الشهيد1”، التى بدأت 8 سبتمبر 2015، واستمرت على أربع مراحل وانتهت عام 2017.

وكان من نتائجها القضاء على القدرات العسكرية لتنظيم “داعش” واقتحام أوكار الجماعات الإرهابية فى سيناء، ثم بدأت “العملية الشاملة” عام 2018 للقضاء على التنظيم نفسه وحققت الدولة نجاحا كبيرا فى هذا الملف، وتزامنت عمليات التطهير المصرية مع عمليات واسعة للتنمية وكان الإصرار على تزامن التعمير مع الحرب على الإرهاب حتى تحقق الدولة هدفها .

وقد شهد عام 2016 عدد 598 عملية مختلفة القوة، هذا العدد تقلص عام 2017 إلى 328 عملية، ومع بدء العملية الشاملة لمواجهة الإرهاب فى سيناء تقلص هذا العدد إلى حد كبير وأصبحت فى 2022 لا يتجاوز عملية أو اثنتين على أكثر تقدير لكن الطريق للنجاح بعد ثورة 30 يونيو لم يكن مفروشا بالورود بل بالدماء والتضحيات الكبرى.

شهداء الواجب

هذا النجاح الأمنى دفعت مصر ثمنه غاليا من أرواح الشهداء والمصريين ولأول مرة يتحدث الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال حفل افطار الأسرة المصرية فى أبريل الماضى عن عدد الشهداء الذين سقطوا خلال المواجهات الأمنية مع الإرهابيين بين عامى 2013 و 2022 وأشار الى أن عدد الشهداء بلغ 3277 شهيدا، إضافة إلى 12 ألفا و280 مصابا، موضحا أن المصاب هنا هو الذى أصيب إصابة تعيقه عن العودة مرة أخرى”.

قبائل سيناء

كانت قبائل سيناء ومازالت حائط الصد المنيع أمام الإرهاب فى سيناء ، وقفوا مع الدولة فى حربها ضد الإرهاب ، وكانوا فى الصفوف الأولى لدحر هؤلاء المخربين الذين يريدون للوطن أن يسقط ، وبعد أن انتهى الإرهاب فى سيناء كانوا أيضا فى الصفوف الأولى للتنمية والتعمير.. وتعد قبائل سيناء هى كلمة السر فيما حدث فيها من تنمية واستقرار.. ولعبت دورًا محوريًا فى الحرب ضد الإرهاب.. فقامت بتقديم الدعم المعلوماتى واللوجستى لقوات الأمن .. كما كان لها دور كبير فى المساهمة فى القبض على العناصر الإرهابية والقضاء عليها، وقد قامت بالمشاركة فى العمليات للقضاء على العناصر التكفيرية إلى جانب قوات مكافحة الإرهاب.. فما حدث من تنمية وتعمير وأمن وأمان لم يكن يحدث لولا مشاركة قبائل سيناء الدولة فى معركتى الإرهاب والتنمية.

بناء وتنمية

الطريق بعد حرب 6 أكتوبر بالنسبة لسيناء لم يتوقف عند مكافحة الإرهاب فقط بل تزامن معه عمليات تعمير تلك البقعة الغالية من أرض الوطن، إيمانا منها بأن التنمية هى السلاح الأهم للقضاء على الإرهاب، والسبيل لتحقيق تنمية مستدامة فى ضوء ما تمتلكه سيناء من مقومات الثروة، وقربها وتداخلها مع إقليم قناة السويس بما يؤهلها لإقامة مجتمعات عمرانية وصناعية وزراعية وسياحية عديدة، الأمر الذى سيجعل من تنمية سيناء ملحمة بناء وجسر يعبر المصريون من خلاله إلى الأمن والاستقرار. لذلك كله، تجاوز حجم الاستثمارات، التى تم تنفيذها خلال السنوات السبع الماضية والتى لا تزال الدولة تنفذها فى شبه جزيرة سيناء وإقليم قناة السويس 700 مليار جنيه ليؤكد رؤية الدولة فى الإسراع بعمليات التنمية فى هذه البقعة الغالية.

وشهدت سيناء تخطيط وإطلاق وتنفيذ العديد من المشروعات التنموية على كافة القطاعات منذ اطلاق مشروع تنمية سيناء تتواصل على أرض سيناء إنجازات الدولة 

وشهدت سيناء فى قطاع الإسكان تقدما غير مسبوق وظهور مدن جديدة وتشير الأرقام إلى أن أهم المدن جديدة يجرى العمل فيها هى: الإسماعيلية الجديدة”، مدينة سلام مصر “شرق بورسعيد”، ومدينة رفح الجديدة٫ ومدينة بئر العبد الجديدة 

26 طريقا

قامت الدولة بإنشاء شبكة طرق واسعة بإجمالى أطوال تبلغ 2400 كيلو متر، تضمنت إنشاء 26 طريقا، كما تم تطوير مطار البردويل الدولى للأغراض المدنية، إضافة إلى تطوير مطار العريش الدولى، وجار تطوير ميناء العريش البحرى ورفع كفاءته بهدف جعله يضاهى وينافس الموانئ البحرية الأخرى على ساحل البحر المتوسط ومع اكتمال عملية التطوير سيعمل الميناء على تنشيط حركة الاستيراد والتصدير وفتح آفاق جديدة للعمل، كما تم إنشاء مرسى للصيادين برمانة، إضافة إلى تطوير بحيرة البردويل.

وتم الانتهاء من تنفيذ 4 أنفاق أسفل قناة السويس، وذلك لربط سيناء بالوطن الأم، فى كل من محافظات “بورسعيد – الإسماعيلية”، كما سيتم إنشاء نفق سيارات آخر فى محافظة السويس ليعمل مع نفق الشهيد أحمد حمدي، وتم تشغيل العديد من الكبارى العائمة على قناة السويس.

أما قطاع السياحة بمحافظة جنوب سيناء فيشهد تنفيذ متحف شرم الشيخ، على مساحة 209 م2، حيث تم تنفيذه بنسبة 100%، وجار الانتهاء من أعمال التأثيث وتركيب القطع الأثرية ليكون جاهزاً للافتتاح فى أكتوبر 2020، وتم تزويد المتحف بعدد 17 بازاراً سياحياً، و 9 محال للحرف اليدوية، و 9 مطاعم وجبات سريعة.

قناة السويس الجديدة

تدشين قناة السويس الجديدة فى أغسطس 2015 الخطوة المحورية لتنفيذ مشروع تنمية محور قناة السويس، حيث سعت القيادة السياسية الى تعظيم الاستفادة من الإمكانات الهائلة لإقليم القناة والعمل على تحويل القناة من مجرد مجرى ملاحى الى منطقة تنموية متكاملة صناعية وتجارية ولوجيستية وسكانية تدعم الاقتصاد المصرى وتخلق بيئة مواتية للاستثمار وتوفر آلاف فرص العمل. 

سرابيوم

تنفيذ سحارة سرابيوم أسفل قناة السويس بطول 400 كم لنقل 1,2 مليون م3 يوميا من ترعة السويس غرب القناة الى ترعة سيناء شرق القناة بتكلفة 182 مليون جنيه، وجار تنفيذ سحارة مصرف المحمسة لنقل مليون م3 التى كانت تلقى ببحيرة التمساح الى ترعة سيناء، بالإضافة الى تنفيذ البنية الأساسية لاستصلاح 13680 فدانا بمنطقة رابعة بئر العبد، كما تم تفعيل قرار الرئيس السيسى بشأن تقنين أوضاع اليد فى سيناء، بما فيها الأراضى الزراعية، وتمويل مشروع استصلاح 400 ألف فدان على ترعة الشيخ جابر بشمال سيناء، وإطلاق مشروع استصلاح الـ 100 ألف فدان بطور سيناء، مع إقامة العديد من مشاريع الاستزراع السمكى فى قلب وديان سيناء (وادى تال- تجمع البجعة ...)، كما يتم حاليا إنشاء التجمع الزراعى السمكى على مساحة 100 فدان بمدينة الطور .

وشهد قطاع الصحة رفع كفاءة وتطوير عدد من المستشفيات المركزية والوحدات الصحية وكان الأبرز إنشاء مستشفى بئر العبد المركزى ومستشفى نخل المركزى ورفع كفاءة وتطوير مستشفى العريش العام ومستشفيات مركزية بمدن سانت كاترين وطابا وأبو رديس.ووصل إجمالى إنشاء وتطوير القطاع الصحى بشمال وجنوب سيناء لأكثر من 13 مستشفى و42 وحدة صحية، إضافة إلى إنشاء مخزن استراتيجى للأدوية بمدينة العريش.

مصانع جديدة

وشهدت مناطق شمال ووسط سيناء إنشاء مصنع أسمنت بطاقة إنتاجية تبلغ 7 ملايين طن سنويًا بالعريش، ومصنع لتصنيع وتعبئة الأسماك بطاقة إنتاجية تبلغ 2500 طن سنويًا بالقنطرة شرق، و مجمع مصانع الرخام بجفجافة، الذى تم إنشاؤه على مساحة 3 ملايين متر مربع، كما تم افتتاح أول مركز لخدمات المستثمرين فى شرم الشيخ فى مارس 2021، ليخدم أكثر من 1300 شركة.
 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة