جمال حسين
جمال حسين


من الأعماق

أفيخاى.. والبيجامات الكستور!!

جمال حسين

السبت، 07 أكتوبر 2023 - 07:41 م

فى الوقت الذى نعيش فيه ذروة السعادة والفخار، ونحن نحتفل باليوبيل الذهبى لنصر أكتوبر العظيم، الذى أعاد لمصر والأمَّة العربيَّة العِزَّة والكرامة، وحطَّم أسطورة الجيش الإسرائيلى الذى ظنُّوا أنه لن يُقهر.. وبينما نستمتع بشهادة القادة العِظام، الذين شاركوا وعاصروا تلك الحرب المجيدة، لم يتحمَّل المُتحدِّث باسم الجيش الإسرائيلى أفيخاى أدرعى مُشاهدة هذه الاحتفالات المصريَّة الرائعة، التى استفزته جدًا، فنشر على صفحته بوستًا زعم فيه -كعادته- أن بلاده هى التى انتصرت فى حرب أكتوبر؛ وقال: يوم السبت الموافق ٦ أكتوبر ١٩٧٣، فى ظهر يوم الصوم المُقدَّس، اندلعت نيران حرب يوم الغفران أو كما يُسمّونها فى مصر حرب  أكتوبر،.. إسرائيل بُوغتت فى أقدس أيامها، وتكبَّدت خسائر فادحة، لكن بعد أيامٍ قَلبت الأمور رأسًا على عقب.

نسى أفيخاى وربما تناسى أن نصر أكتوبر العظيم فى قلب ووجدان المصريين يتوارثوه جيلًا بعد جيلٍ، وأنهم لن يسمحوا بكائنٍ مَنْ كان أن يُقلِّل من هذا الانتصار الذى زلْزل إسرائيل وأجبرها على الانسحاب من الأراضى المصريَّة المحتلة.

أكاذيب أفيخاى استفزت شباب مصر؛ ففتحوا عليه تار جهنم، وأسمعوه ما لم يكن يتمنى سماعه، وأوجعوا قلبه وقلبَ كل إسرائيلىٍّ بمشاهد الانكسار التى ظهر بها قادتهم واعترافاتهم بالهزيمة.. بثُّوا له فيديو العار الذى لحق بإسرائيل وجيشها؛ عندما تم إجبار الأسرى الإسرائيليين على ارتداء البيجامات الكستور، أثناء تسليمهم للجانب الإسرائيلى فى احتفاليَّة كبرى صوَّرتها عدسات كل وسائل الإعلام فى العالم.

خَرج المصريون بالمستندات التى أفحمت أفيخاى أدرعى على طريقة الفنان الكبير محمد رضا فى فيلم معبودة الجماهير، بطولة العندليب عبدالحليم حافظ، والفنانة القديرة شادية؛ عندما قال: اطلع بالمستند الأول.

بثَّ مُستخدمو مواقع التواصل الاجتماعى الفيديو الشهير للجنود الأسرى الإسرائيليين أثناء عودتهم بالبيجامات الكستور إلى بلادهم؛ عندما قرَّر الرئيس الراحل أنور السادات -بطل الحرب- أن يُطلق سراح الأسرى الإسرائيليين بشكلٍ مختلف وساخر؛ بأن يُعيدهم بالبيجامات الكستور المُخطَّطة فى لقطةٍ لن ينساها اليهود أبدًا ولن تسقط من ذاكرة التاريخ.

أمر السادات بأن يرتدى الأسرى الإسرائيليون البيجامات الكستور خلال عملية تبادل الأسرى، تلك البيجامات التى كان يرتديها الأطفال فى القرى المصريَّة قديمًا عقب عملية الختان «الطهور» التى كان يقوم بها الحلاقون فى الأرياف، حتى لا يُؤلمهم الجرح الناتج عن العمليَّة.

أراد أن يُعيد الأسرى بشكلٍ مختلف وساخر بهذا الشكل المُهين، وكأنه أراد أن يُرسلهم بملابس مصريَّة؛ لتظل ذكرى لديهم.

نشروا للمغرور أفيخاى اعتراف موشى ديان بالهزيمة؛ عندما قال: إنها حربٌ ثقيلة بأيامها، ثقيلة بدمائها.. حرب أكتوبر كانت بمثابة زلزال تعرَّضت له إسرائيل.

أعادوا نشر ما قالته جولدا مائير -رئيسة وزراء إسرائيل- أثناء الحرب فى كتابها‏ «قصة حياتى»؛‏ حيث قالت: لا شىء أقسى على نفسى من كتابة ما حدث فى أكتوبر، فلم يكن ذلك حدثًا عسكريًا رهيبًا فقط، وإنما مأساة عَاشت وستعيش معى حتى الموت.

وما قاله عسَّاف ياجورى -أحد القادة العسكريين فى الحرب-، والذى وَقع فى الأسر فى الأيام الأولى للحرب؛ حيث قال: كيف حدث هذا لجيشنا الذى لا يُقهر؟ كيف أصبحنا فى هذا الموقف المُخجل؟

هذه هى الحقيقة المُؤكَّدة يا أفيخاى، والتى أقرَّها العالمُ كله، فلا تُحاول تزييف التاريخ، فكلُّ شىءٍ مُوثَّقٌ بالصوت والصورة.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة