صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


واقعة صدمت العالم.. ابتزاز بنات بلدة إسبانية باستخدام الذكاء الأصطناعي

أخبار الحوادث

الأحد، 08 أكتوبر 2023 - 01:42 م

مى‭ ‬السيد

«لا تخافوا وأخبروا آباءكم بالحقيقة».. بتلك الكلمات استطاعت الدكتورة الإسبانية مريم الأديب ، وهى طبيبة نسائية تحظى بشعبية كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعى، أن تصل بصوتها إلى 7 قارات، وتكشف عن واحد من أهم مساوئ التطور التكنولوجى الحديث، وجانب مظلم من تقنيات الذكاء الاصطناعى الجديدة، الذى يتم استخدامه ضد المراهقات، فكان الفيديو الذى نشرته على صفحاتها الشخصية على السوشيال ميديا، بمثابة طوق نجاة للعديد من الفتيات، ليس فى إسبانيا فقط، بل فى العالم أجمع.

كشفت طبيبة النساء الإسبانية، عن قيام عدد من المراهقين باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى ونشر صور لابنتها وهى عارية، وتم انتشار تلك الصور على السوشيال ميديا، الأمر الذى دفعها لعدم السكوت عن الأمر والتحدث علانية أمام الجميع، وكانت المفاجأة أن ابنتها ليست وحدها فى الأمر، بل العديد من فتيات المدينة الصغيرة، تعرضن لنفس المحنة، وهو ما جعل الأمر يصل إلى أعلى سلطة قضائية فى البلاد.

استطاعت أخبار الحوادث أن تجرى حوارًا مع الطبيبة الإسبانية؛ لتكشف خلاله تفاصيل ما حدث، وكواليس قيامها بنشر الفيديو، الذى أحدث ضجة عالمية، بجانب ردود الأفعال المحلية والدولية حول الموضوع، والخطوات القانونية التى تم اتخاذها لمحاسبة هؤلاء المراهقين.. إلى نص الحوار.

*فى البداية .. ما الأسباب التى دفعتكى لاتخاذ قرار التحدث وعدم الصمت؟

لقد فعلت ذلك لأننا نتحدث عن فتاة، لا أستطيع أن أتحدث إليكم عن القلق الذى ساورنى كشخص بالغ بشأن المكان الجديد أو الطريقة الجديدة التى سيأتى منها هؤلاء الشباب لإيذاء بناتنا.. كان اهتمامى هو معرفة ما إذا كانت هذه الصورة ستنتهى فى بعض الصفحات على السوشيال ميديا، أم أنها سوف تنتشر وتصل إلى المواقع الإباحية أو شيء من هذا القبيل، لكننى لم أفعل ذلك ولم أخبرها بقلقى، أردت أن لا أقلقها وأخبرتها أن تكون هادئة لأننى سأتخذ إجراءً وهذا ما فعلته.

*كيف كان رد فعلك عندما علمتى بالواقعة؟

كنت هادئة أمامها، ولكن من داخلى كما أشرت كنت قلقة، لكننى علمت أننى لا أستطيع إخفاء ذلك عن ابنتى، لذا فإن ما فعلته هو أن ألتزم الهدوء وأخبرها، «يا ابنتى، لست مسؤولة عما حدث لك، لا تقلقى، نحن لسنا مذنبون، وعلينا القيام بشيء لإصلاح الأمر».                                                                                                                            د‭.‬مريم‭ ‬الأديب

*ما النصيحة التى وجهتيها لابنتك نادال حتى تتمكن من تجاوز الأمر؟

لكى تتمكن نادال من التغلب على الأمر، قلت لها إهدئى ودعمتها ببساطة وأخبرتها أن هذا لن يبقى هكذا، وأن الجميع سيكتشفون ذلك فى القريب.. أليس كذلك؟.. وأخبرتها أنني  سأقوم بعمل بث مباشر على إنستجرام، و سأشرح أن هذه جريمة خطيرة للغاية لكى ترى بنفسها كيف سيتوقفون عن فعل ذلك.. فنحن ضحايا والآن يمكننا التحدث لأن المجتمع يدعمنا.. هذه هى الرسالة التى أرسلتها لبناتى.

*هاجمتى أولياء أمور هؤلاء المراهقين بشدة.. ما السبب؟

لأنهم ليسوا أشخاصًا يعتنون بأطفالهم ولا يمكن أن يكون هذا جيدا، كان عليهم أن يكونوا واعين ويعلمون أطفالهم الجلوس لإجراء محادثات مع أطفالهم، حتى لا تتكرر هذه الأشياء مرة أخرى وهذا أمر مهم للغاية.

*وكيف كانت ردود أفعالهم عندما شاهدوا الفيديو؟.. هل تواصلوا معك؟

للأسف العنف مع النساء موجود ويسير هنا، لأننا لا نعطي أى عقوبة لأطفالنا ونسمح باستمرار حدوث ذلك، وفوق ذلك ندافع عنهم، وهناك أم لصبى منهم اتصلت بى لطلب العفو وأرادت أن يأتى ابنها إلى ليطلب العفو والسماح، ومنعت عنه الهاتف، بل أخذته والدته إلى الشرطة للرد على أفعاله، وهى الأم الوحيدة التى تصرفت بهذه الطريقة، أما الباقون فأين هم.. لم يردوا على الإطلاق مع الأسف.

*الصور انتشرت على السوشيال ميديا ومشاركتها بصورة كبيرة.. ما رأيك فيمن قام بذلك؟

قبل كل شيء يجب إخبار كل من لا يشاركها أنه شخص مثقف وواعى، وهذا هو العمل التربوى الذى يجب القيام به من قبل الأسرة، ولكن الذين يضحكون على هذا، وحتى يعرفوا ذلك، إنهم بضحكهم مع تقاعسهم عن طريق مشاركة الصور التى يقومون بها،  يتعاونون فى جريمة ويحدثون الكثير من الضرر، وهذا يتطلب تغييرًا فى الوعى الاجتماعى حتى لا يتكرر هذا الأمر مرة أخرى.

*فى رسالتك لدعم الفتيات قلتى لهم لا تخافوا..كيف هذا؟

قلت لهم أنه لا يوجد لوم عليكم فى شيء، وعليكم أن تخبروا والديكم بكل شيء حتى يتمكنوا من مساعدتكم، وأكدت لهم أنه بالتأكيد سيتم دعمكن ولا تخافوا من شيء، وبفضل تلك المناشدات العديدة، وبعد أن كانت الفتيات يمضين وقتا سيئًا للغاية، ويخفن من إخبار والديهم بحقيقة الأمر، اتخذن قرارهم بجرأة، وقاموا بإطلاعهم على الأمر، وهو ما جعل جميع الآباء فى شكوى جماعية إلى الشرطة لاتخاذ الإجراءات اللازمة، مع هؤلاء الأطفال المراهقين.

*كيف تصفين وقع التجربة على ابنتك؟

بالطبع، كانت تجربة سيئة للغاية بالنسبة لها، لكنها الآن بخير، لقد دعمناها كثيرًا منذ البداية حتى لا تشعر بأنها ضحية وتحاول عدم تكرار ذلك، واكتشفنا أن الأمر ليس جديدًا، فبعض الفتيات يقلن إنهن عانين من هذا الوضع منذ يونيو الماضى، لكنهن لم يبلغن عنه أو لم يجرؤن على الحديث عنه، إلى أن شاهدن الفيديو.

*هل هناك من رفض موقفك بإظهار الأمر أمام الجميع؟

نعم، كان هناك الكثير من الناس الذين لا يريدون الاعتراف بخطورة ما حدث، وانتقدوا ما فعلته ويعارضون تماما، لأنهم يقولون إن هؤلاء الأطفال كانوا يلعبون فقط ولم يأخذوا ذلك على محمل الجد، ويعتقدون أن هذا هراء.

*وكيف كان ردك عليهم؟

فى رأي هؤلاء الأشخاص يتسببون فى الكثير من الضرر، لأنه أمر قوى كونها جريمة خطيرة للغاية، وأقول لهم إنهم يتسببون فى الكثير من الأذى وأنهم غدا سيضمنون أن أبناءهم لن يكونوا رجالا صالحين، لأنك إذا فكرت فى أن هذا هراء الآن،  فلن نجد رجالا صالحين داخل منازلهم مستقبلا.

*ما الرسالة التى وجهتها لهؤلاء المراهقين؟

لقد تحدثت معهم بالطبع وقلت لهم فى الفيديو، إن ما فعلوه هو جريمة خطيرة للغاية، وطلبت منهم إزالة الصور من المكان الذى قاموا بتحميلها منه.

*كم عدد الفتيات اللائي قررن التحدث فى الأمر؟

بعد نشر الفيديو بساعات سرعان ما ظهرت المزيد من الحالات حتى وصل إلى 30 فتاة تتراوح أعمارهن بين 11 و17 سنة، وجميعهن من بلدية ألمندراليخو الإسبانية وبلديات مجاورة، وهناك 20 منهن قدمن إفادة فى التحقيقات الجارية، وتم التعرف على العديد من المراهقين مؤلفى تلك الصور العارية المزيفة  تتراوح أعمارهم بين 12 و14 عاما.

*هل تواصلتي مع باقى أسر الضحايا لعمل البلاغات؟

أنشأنا جروب على الواتس آب للتحدث حول الواقعة، ودخل العديد من الأسر فيه، ولا استبعد أن يستمر عدد الأشخاص المتضررين فى الزيادة، واتفقنا على توكيل محام لإقامة قضية مشتركة، وفى الوقت الحالى قدم الجميع شكاوى منفصلة ومستقلة، لأن بعض الأمهات أبلغن عن تعرض بناتهن للابتزاز، وطلب المال منهن مقابل عدم نشر الصور.

*كيف كان ردة فعلهم حول التحدث والإبلاغ عن الأمر؟

رد الفعل كان الدعم الهائل لجميع الأمهات المتضررات، مع حثهن من خلال الرسائل الخاصة والعامة على الاستمرار والإبلاغ، وأبلغتهن أن الشعور بأن النساء لا يصمتن هو حقيقة، لم نعد نخجل.

*كيف تسير التحقيقات فى هذا الأمر؟

الآن هناك طريقان للتحقيق، من ناحية الطريق الجنائى، حيث تقوم الشرطة بجمع كافة المعلومات الواردة من خلال الشكاوى والطريق الآخر التحقيقات مع الجناة المزعومين من أجل إحالة القضية إلى نيابة الأحداث.

*وما الذى توصلت إليه التحقيقات الأولية حول كيفية انتشار الصور؟

تبين أنهم قسموا أنفسهم فى مجموعتين على الواتساب، إحداهما تبادلوا فيها صور ضحاياهم والأخرى قاموا بتوزيعها على سكان البلدة، حتى أن أحدهم ممن أنشأ هذه المجموعات اكتشف وجود صورة لشقيقته التى تبلغ 12 عاما ضمن الفتيات، ولكنه كما قال ترك المجموعة وغادر.

*وما الاتهامات التى تم توجيهها للمراهقين طبقا لمحاضر الشرطة؟

تم اتهامهم بانتهاك الخصوصية الشخصية والشرف والصورة الذاتية، بالإضافة إلى ارتكاب جريمة نشر المواد الإباحية المتعلقة بالأطفال والتى يعاقب عليها قانون العقوبات بالسجن لمدة تصل إلى خمس سنوات. ومع ذلك، باعتبارهم قاصرين، فإنهم سيواجهون إجراءات المراقبة أو فى نهاية المطاف، سيدخلون إلى مركز مغلق، بصرف النظر عن حضور دورات إعادة التأهيل.

*الفيديو أحدث ضجة عالمية حول خطورة تقنيات الذكاء الاصطناعى.. كيف وجدتى ذلك؟

بالنسبة لى، كان هدفى أن يكون لدى أحد ما علم بما حدث، خاصة آباء الأطفال حتى يقوموا بتعليم أطفالهم وتربيتهم، وهذا بالنسبة لى سيكون أعظم إنجاز أنهم بدأوا يدركون أنهم لا يستطيعون أن يتركوا أطفالهم بهذه الطريقة أكثر من ذلك، لأنهم لا يمكن أن يتم تركهم وفى أيديهم أداة كهذه وبدون أى نوع من التعليم على الإطلاق.

الواقعة

تحقق النيابة العامة الإسبانية فى وقوع بعض القاصرات ضحايا لنشر صور غير واقعية ظهرن فيها بدون ملابس، ببلدة ألمندراليخو الإسبانية، يبلغ عدد سكانها 30 ألف نسمة، والتى كشفت عنها الطبيبة مريم الأديب، وبلغت حوالى عشرين أما الشرطة الوطنية الإسبانية أن مجموعة من المراهقين قرروا استخدام تطبيق لتوليد صور لبناتهن تم إنشاؤها بالذكاء الاصطناعى بحيث يظهرن بدون ملابس.

وحددت الشرطة الوطنية بالفعل هوية عشرات القاصرين، الذين يُفترض أنهم مسؤولون عن مونتاج الصور ونشرها، وفقا لوسائل الإعلام الأوروبية، جميعهم مقيمون بنفس مناطق الضحايا، وتتراوح أعمارهم بين 12 و14 عاما.

وحذر المدعى العام للدولة الإسبانية، ألفارو غارسيا أورتيز، من أن استخدام الذكاء الاصطناعى لنشر صور ذات محتوى جنسى يعد جريمة، مؤكدًا فى تصريحاته أن اللوائح الحالية كافية لمعاقبة هذا النوع من الجرائم، مشيرا إلى أن  قانون العقوبات «متكيف مع الواقع الجديد» ويحتوى على أدوات «الحماية والتعليم» لمعالجة هذا النوع من الحالات.

كما أعلنت وكالة حماية البيئة الأوروبية أنها اتخذت بالفعل إجراءات التحقيق الأولى بحكم منصبها فيما حدث فى بلدية ألمندراليخو، لافتا إلى أنها طالبت أهالى الفتيات بأهمية الإبلاغ عن هذا النوع من الأحداث لطلب الإزالة العاجلة للمحتوى الجنسى أو العنيف المنشور على الإنترنت دون موافقة الأشخاص الذين يظهرون فيه.

وأكدت الوكالة الأوروبية أن 70 % من الحالات المبلغ عنها بهذه الطريقة، أشارت إلى أعمال عنف رقمى ضد النساء والفتيات، كاشفة على أنه فى عام 2022، نفذت الوكالة 51 تدخلا طارئا لإزالة المعلومات أو الصور أو مقاطع الفيديو أو التسجيلات الصوتية التى تم نشرها على الإنترنت دون إذن والتى أظهرت محتوى حساسا - جنسيا أو عنيفا - ومن بين الـ 51 حالة منهم 46  تمت إزالة المحتوى المنشور على الفور.

اقرأ أيضًا : فى بريطانيا.. محاكمة ضابط قاتل تتسبب فى تمرد شرطة سكوتلاند يارد

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

مشاركة