ذكرى حرب أكتوبر
ذكرى حرب أكتوبر


في ذكرى حرب أكتوبر٧٣ l السينما الإسرائيلية تروى الحقيقة أخيراً .. و هوليوود تتجاهل انتصار أكتوبر

أخبار النجوم

الثلاثاء، 10 أكتوبر 2023 - 02:40 م

إنچى‭ ‬ماجد

تبقى ذكرى حرب أكتوبر المجيدة من أهم لحظات العزة والكرامة فى وجدان كل مصرى؛ حتى لمن لم يعاصروا قيام الحرب؛ الا أن احساس استعادة الأرض المسلوبة وطرد المعتدى؛ يظل احساسا مهيبا لا يوصف؛ بضخامة الحدث الذى يسكن وجدان مختلف الأجيال من الشعب المصرى..

لتخليد ذلك الانتصار المجيد؛  قدمت السينما المصرية مجموعة من الروائع الفنية التى تحدثت عن بطولات الجيش المصرى وجنوده البواسل؛ بينما لم نجد على الجانب الآخر - وأقصد الاسرائيلى - دراما فنية تروى بصدق حقيقة ما حدث على أرض الواقع؛ من الهزيمة النكراء التى تعرض لها الاسرائيليون؛ بالعكس جاء عدد من الأفلام الاسرائيلية لتقدم أحداث لا تمت للواقع بصلة؛ وكانت أشبه بحالة “بروباجاندا” لتصوير الحرب من وجهة نظر العدو المحتل؛ وعرضت تلك الأفلام بعد انتهاء الحرب بفترة قصيرة؛ ولكن مع الدخول فى الألفية الجديدة؛ ظهر إلى النور حفنة قليلة من الأفلام التى اقتربت قليلا من الواقع؛ وروت ما حدث من انتصار الجيش المصرى على نظيره الاسرائيلى.

أيضا على جانب سينما هوليوود؛ لم تقدم السينما الأمريكية أى أفلام عن حرب أكتوبر 1973 ؛ على الرغم من انتظام استوديوهات الانتاج الأمريكية على تقديم أعمال ملحمية لسرد قصص من حروب العالم المختلفة؛ مثل الحرب العالمية الثانية وحربى فيتنام والعراق؛ ولكنها أغمضت عينيها تماما عن انتصار أكتوبر؛ فلم نر أى فيلم أمريكى عن تلك الحرب الاستثنائية فى التاريخ العالمى الحديث.

‏Golda

وبالعودة للحديث عن الأفلام الاسرائيلية التى لم تأتى بـ “بروباجاندا” للجيش الاسرائيلى؛  نجد أن أحدث تلك الأفلام هو Golda الذى يدور حول أهم شخصية إسرائيلية فى تلك الحرب؛ وهى بالطبع جولدا مائير رئيس وزراء إسرائيل حينها؛ والتى كانت تحمل لقب “أم إسرائيل الحديثة” ؛ وقد بدأ عرض الفيلم فى الولايات المتحدة فى نهاية أغسطس الماضى؛ بينما تشهد قاعات العرض البريطانية افتتاحه غدا الجمعة بمناسبة الذكرى الخمسين لحرب أكتوبر 1973 .

أما داخل إسرائيل؛ فقد بدأ عرض Golda  فى الرابع والعشرين من أغسطس الماضى؛ ويحمل توقيع المخرج الاسرائيلى الحائز على جائزة الاوسكار جاى ناتيف؛ ويتناول الفيلم حالة التخبط الشديدة التى عاشتها رئيس وزراء اسرائيل بعد اندلاع الحرب؛ وخاصة مع تحميلها سبب انهيار الجيش الاسرائيلى أمام الجيش المصرى؛ ورغم أن لجنة أجرانات نفسها التي حققت في أسباب الحرب؛ لم تحملها المسئولية بشكل كامل؛ الا أن الهجوم الشرس الذى ظلت جولدا تواجهه؛ أدى إلى استقالتها من حزبها بعد 6 أشهر من اندلاع الحرب فى إبريل 1974 .

فيلم Golda لم يأت كعمل سينمائى يتحدث عن الحرب فحسب؛ ولكنه بمثابة وثيقة ترصد حقبة تاريخية فارقة فى الصراع العربي الإسرائيلي؛ فهو يعكس تفاصيل الحرب المؤلمة التي كادت أن تنهى وجود دولة إسرائيل من الأساس؛ وكأن شخصية جولدا مائير - المرأة الحديدية الاسرائيلية - تمثل وطنها وهى تتحمل مسئولية الهزيمة المروعة فى حرب   1973 .

الرصيف

فى أغسطس الماضى أيضا؛ تم طرح فيلم إسرائيلى آخر عن حرب أكتوبر وهو “الرصيف” ؛ وهو عمل أثار جدلا كبيرا بعد عرضه؛ نظرا للرؤية التى تبناها الفيلم؛ حيث انقسمت الصحافة الاسرائيلية حول الفيلم؛ ما بين جبهة ترى أنه تبنى فكرة استسلام الجندى الاسرائيلى وقبوله بالهزيمة فى النهاية؛ وبين جبهة ثانية ترى أن الفيلم حاول إثبات فكرة شجاعة وبسالة الجندى الاسرائيلى؛ ولكنه فى النهاية اصطدم بواقع الهجوم الضارى للجيش المصرى - الذى لعب على عنصر المفاجأة - وعدم تمكن الجنود من الصمود حتى النهاية.

ومع اختلاف تفسير رسالة الفيلم؛ الا أنه يبقى تصويرا للمعاناة النفسية الشديدة التى واجهها جنود الجيش الاسرائيلى فى حرب أكتوبر؛ بعد إدراكهم لعدم تمكن القيادة السياسية فى احتواء الضربات المصرية؛ وعدم قدرتها بشكل سريع على إرسال الدعم للجنود في مواقع القتال.

ويمكن القول أن الفيلم يعكس بشكل عام حالة الصدمة لجنود جيش الاحتلال؛ وعدم تصديقهم لما حدث على أرض الواقع؛ وتدور أحداث العمل حول الطبيب المسئول عن إسعاف وإنقاذ المصابين فى أحد مواقع القتال؛ وإلى جانب مسئوليته عن السلامة الجسدية للجنود؛ يجد نفسه أمام حالتهم النفسية السيئة حيال الهزيمة؛ بعد أن أصبح الجنود ما بين خيارات جميعها أسوأ من بعضهم البعض؛ إما الموت فى أرض المعركة؛ أو الاستسلام وتسليم أنفسهم كأسرى للجيش المصرى؛ وعندها يعودون إلى وطنهم وهم أذلاء؛ ينظر المجتمع لهم على أنهم جبناء؛ فضلا عن الهجوم ضدهم بأنهم لم يقوموا بواجبهم على أكمل وجه؛ ليقدم الفيلم الآثار النفسية للهزيمة على الجيش الاسرائيلى سواء من القيادات وحتى الجنود.

أبواق الصمت 

فيلم آخر تم انتاجه فى عام 2003 هو “أبواق الصمت” الذى اتخذ نفس الرؤية فى عدم تجميل ما حدث؛ ويتناول ذلك العمل الأيام القليلة السابقة على يوم النصر؛ من داخل المخابرات العسكرية الاسرائيلية؛ كاشفا التقصير الكبير الذى لاحق جميع القادة وصولا إلى وزير الدفاع نفسه موشي ديان؛ والمثير للسخرية بحق أن من جسد شخصية وزير الدفاع فى الفيلم هو نجله فى الواقع - الممثل آسى ديان - .

ويأتى هذا الفيلم كصفعة للقيادة العسكرية والسياسية الاسرائيلية وقت الحرب؛ حيث أظهرت الأحداث أن جميع القيادات كانت لا تشك للحظة فى قيام الحرب؛ وأن رئيس الوزراء جولدا مائير وموشى ديان كانا يسخران دوما من استحالة قيام هجوم من جانب الجيش المصرى.

 

كيبور 

يأتى فيلم “ كيبور” أو “يوم الغفران” من الأعمال التى لاقت صدى ملحوظ بعد عرضه فى عام 2000 وخاصة بعد مشاركته فى دورة مهرجان كان السينمائى لهذا العام؛ وهو فيلم حربى مأخوذ عن أحداث واقعية؛ كتبه وأخرجه عاموس جيتاى الذى كان بالجيش الاسرائيلى وقت هزيمته فى حرب أكتوبر؛ حيث يسرد جيتاى ما حدث له هو وصديقه المجند؛ وهما يحاولان العثور على وحدتهما العسكرية؛ ليتمكنا من الانضمام إلى وحدة الإنقاذ الجوي؛ وخلال الأحداث يجسد جيتاى حال الصديقان المزرى؛ والرعب والخوف اللذان عاشاه بسبب الحرب؛ وخاصة أنه لا يوجد أحد بالجيش الاسرائيلى كان يصدق خوض الجيش المصرى للمعركة والتفوق على جيش الاحتلال. 

ساعة الاغلاق 

وعلى مستوى الدراما التليفزيونية؛ تم تقديم مسلسل “ساعة الاغلاق” الذى يتناول فشل الادارة السياسية فى مواجهة ضربات الجيش المصرى؛ وكذلك معاناة وصدمة جنود الجيش الاسرائيلى خلال أيام الحرب؛ وتبدأ أحداث المسلسل مع الساعات الأولى من الحرب المفاجئة التي شنتها القوات المصرية والسورية بالتنسيق سويا؛ وكيف تم  التخلي عن الجنود الإسرائيليين بمفردهم ؛ وهم مطالبون باتخاذ أصعب قرارات قد يتخذونها فى حياتهم؛ ويصف مخرج المسلسل يارون زيلبرمان القصص التى يعرضها فى مسلسله بأنها القصص التي لم يتم روايتها عن اليوم الذي تغيرت فيه إسرائيل.

يصور مسلسل ساعة الاغلاق معارك حرب أكتوبر، حيث يركز الموسم الأول منه على الجبهة الشمالية للحرب في هضبة الجولان السورية المحتلة، كما أعلن فريق العمل عن التخطيط لموسم ثان من المسلسل؛ يركز على الجبهة الجنوبية للحرب متمثلة في الحرب مع مصر في شبه جزيرة سيناء.

وقد وصفت وسائل اعلام اسرائيلية أن مسلسل “ساعة الإغلاق” يعد من أغلى المسلسلات التلفزيونية في إسرائيل؛ حيث تم استخدام تقنيات متطورة لإعادة تصوير المعارك؛ مثل معركة “تل المخافي” أو “وادي الدموع”؛ بعد ما ذكر أن كل حلقة بلغت تكلفتها حوالى مليون دولار أمريكى.

وقد تم عرض الحلقة الأولى من المسلسل على شاشة التليفزيون الاسرائيلى فى أكتوبر 2020 ؛ بعدها تم بيع المسلسل إلى منصة HBO ؛ والتى عرضتها على شاشتها بعد 3 أسابيع من العرض داخل إسرائيل.

اقرأ أيضًا : تايم لاين.. نصر أكتوبر العظيم 50 عامًا من المجد والبطولة

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة