أسامة عجاج
أسامة عجاج


فواصل

توابع الطوفان

أسامة عجاج

الثلاثاء، 10 أكتوبر 2023 - 06:48 م

طريقان لا ثالث لهما، وأمام قادة اسرائيل حرية الاختيار، بعد عملية طوفان الاقصي، التى تعتبر علامة بارزة فى مسار الصراع الفلسطينى الإسرائيلي، وسط مخاوف من تصاعد الصراع على الصعيد الاقليمي، وامتداد نطاقه، ودخول أطراف أخرى فيه، (الاول) استمرار نفس السياسات وعناوينها مختلفة، منها (السعى الى فرض الحل العسكري)، والذى اثبتت العملية فشله، فالجدار العازل مع قطاع غزة، الذى انفقت عليه اسرائيل مليار دولار، تم اختراقه من٢٢موقعا، لم يوفر لها الامن، فى ظل فشل استخبارى ضخم، وحتى نظام القبة الصاروخية، لم يمنع وصول المئات من صواريخ حماس، من الوصول الى كل المدن حتى تل ابيب، ومنها - ثانيا - (محاولة الالغاء)، وانكار وجود دولة اسمها فلسطين، وشعب عاش على هذه الارض منذ آلاف السنين، وآخر مظاهرها وقوف رئيس الوزراء الاسرائيلى نتنياهو، والذى يرأس اكثر الحكومات تطرفا ويمينية، على منصة الامم المتحدة، يفتخر بما انجزته حكومته من تطبيع، وهو يحمل خريطة تضمنت كلمة اسرائيل، تضم كل الضفة وقطاع غزة ومدينة القدس، وحتى الجولان السوري، دون أى اشارة الى الاراضى الفلسطينية او احتمال لقيام دولة مستقلة، وايضا - ثالثا - (التغيير الجغرافى والديمغرافي)، عن طريق سياسات طرد السكان الفلسطينيين، وهدم منازلهم، مقابل حركة نشطة لبناء المستوطنات على حساب الاراضى والسكان، حيث وصل عددهم إلى اكثر من نصف المليون فى الضفة، وحوالى ربع المليون فى القدس الشرقية، وتم تخصيص مليار دولار للعامين القادمين لتنشيط عمليات الاستيطان، وجاءت عملية (طوفان القدس) لتقول للعالم وببساطة، ان هناك شعبا مقاوما، لن يقبل باستمرار الاوضاع على ماهى عليه، أو يقبل بكل العمليات الاجرامية ضد قطاع غزة، التى تمارسها إسرائيل الآن، وهو امر ليس جديدا على سكانها، فقد اعتادوا عليه خاصة وقد تنجح الجهود المبذولة، فى التوصل الى وقف النار، ولكنه لن يكون بديلا عن السير فى الطريق الثاني، وهو (البحث الجدى فى حل عادل وشامل للقضية)، يضمن الاقرار بحل الدولتين لشعبين، وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وفقا للقرارات الدولية، وعاصمتها القدس، وهو الاستحقاق الذى يتهرب منه قادة اسرائيل خلال العقود الستة الماضية، هل يفعلوها؟!، لا اعتقد.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة