كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

وماذا بعد «الطوفان» و «السيوف» ؟

كرم جبر

الأربعاء، 11 أكتوبر 2023 - 09:54 م

السؤال هو: هل يقبل المصريون التنازل عن قطعة من أراضى سيناء للفلسطينيين أو غيرهم؟

الإجابة بالقطع: لا وألف لا، فالفلسطينيون إخوة وأشقاء، وقلوبنا تدمى من أجلهم، ولكن أرضهم هى فلسطين وليست سيناء، ووطنهم هناك، ولا يمكن أبداً حل القضية التى يمتد تاريخها لأكثر من سبعين سنة على حساب مصر.

إسرائيل تصل بالأوضاع فى غزة إلى حد الانفجار المدوى، وتخطط لأن تجعلها "الأرض المحروقة"، بهدم بيوتها وشوارعها ومرافقها، وقطع المياه والكهرباء والغاز وتجويع شعبها، وإجبارهم على الهجرة أو النزوح الإجبارى.

والنزوح - الذى لن يحدث - له مخاطر وأهوال كبيرة ويعود بالقضية إلى ما قبل نقطة الصفر.

فماذا يحدث - مثلاً - إذا تسلل بعض الإرهابيين إلى سيناء، - وهذا افتراض صعب- وقاموا بعمليات عسكرية أو إطلاق لصواريخ على إسرائيل، هل تسكت إسرائيل، أم ترد بالعدوان عليهم وهم داخل الأراضى المصرية؟

وهذا معناه الحرب، التى لا تريدها مصر وتحترم تعهداتها والتزاماتها بشأن السلام، وعندما قال الرئيس السادات إن حرب أكتوبر هى آخر الحروب، كان يقصد إنقاذ منطقة الشرق الأوسط من حروب دموية لا تتوقف أبداً.

ومصر لديها القدرة للحفاظ على كامل ترابها الوطنى دون أن يمس أحد أياً كان شبراً واحداً من أراضيها، ولكنها فى نفس الوقت لن تدخل حروباً بالتوريط أو بالحسابات العاطفية.

والحل الوحيد هو أن تتحمل كل الأطراف العربية مسئولياتها التاريخية فى الدفاع عن القضية الفلسطينية، فمن الخطأ الفادح محاولات البعض "تمصير" الحرب الحالية، واكتفاء البعض ببيانات إبراء الذمة والتهرب من المسئولية.

فى أيدى الدول العربية أوراق ضغط كثيرة يجب تفعيلها طبقاً لاستراتيجية "الأرض مقابل السلام" بدلاً من المفهوم الذى تروج له إسرائيل "السلام مقابل السلام"، ولتتحد إرادة الدول العربية أنه لا تطبيع ولا مشروعات اقتصادية ولا معاهدات ولا تحالفات مع إسرائيل، إلا مقابل حل الدولتين الذى تتهرب منه.
إسرائيل تريد كل شىء ولا تتحمل أى شىء، تريد الأرض والعدوان والتطبيع والبيزنس والاستثمارات، دون أن تتعهد بشيء تجاه السلام.
وماذا بعد "طوفان غزة" و "السيوف الحديدية" ؟

الإجابة: بالقطع أن "الطوفان" لن يحقق السلام و"السيوف" لن تقطع رقبة المقاومة الفلسطينية، فمنذ أكثر من سبعين عاماً وإسرائيل تجتاج وتقتل وتعتقل وتقتحم، وتكون النتيجة صفراً، لأن الشعب الفلسطينى المؤمن بقضيته لن يتنازل عنها أبداً.

والموقف سيتمخض عنه سقوط آلاف القتلى والجرحى من أبناء الشعب الفلسطينى، وهدم غزة ومرافقها، واستمرار التأييد الغربى الأعمى لإسرائيل، حتى يحدث "طوفان" آخر بسيناريوهات مختلفة.

الحل عن طريق "النزوح" ضرب من الخيال، فسيناء التى تحرر كل شبر منها بالتضحيات والدماء، لن يقبل ثراها أقداماً تطؤها غير مصرية، فالدولة الفلسطينية مكانها فى أرض فلسطين، وليس فى سيناء.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة