جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

إلى الذين يهاجمون «مو صلاح» !!

جلال عارف

الثلاثاء، 17 أكتوبر 2023 - 09:03 م

مجرد وجود نجوم الكرة العرب والمسلمين فى أوروبا (وعلى رأسهم نجمنا محمد صلاح) كان عاملاً إيجابياً فى تهدئة الأجواء المشتعلة تأييداً لإسرائيل.. بفعل مواقف سياسية وحملات من إعلام منحاز وسيطرة لقوى اليمين التى تسيطر عليه «الإسلاموڤوبيا» والميول النازية.

وجود النجوم العرب والمسلمين فى كل الأندية الكبرى، ووجود الكثير من اللاعبين المسلمين أو ذوى الأصول العربية فى المنتخبات فرض بعض التهدئة والتوازن فى المواقف.. منتخب انجلترا ـ على سبيل المثال ـ ألغى المسئولون عنه قراراً برفع علم إسرائيل على الملعب أثناء مباراة دولية ودية بين المنتخب واسترليا.. وفرض أن يكون الموقف حداداً على الضحايا من الجانبين تفادياً لشق صفوف الفريق أو رفع بعض لاعبين علم فلسطين فى المقابل!

وعلى نفس الطريق سارت الأمور فى معظم الأندية، حيث فرضت على لاعبيها عدم اتخاذ أى مواقف تدعم هذا الطرف أو ذاك.. حرصاً على وحدة الفرق وعدم دخول اللاعبين فى صراع بسبب اختلاف المواقف من حرب الإبادة التى تشنها إسرائيل.. وقد رأينا أن من خالف هذه التعليمات دخل فى أزمة مع ناديه واتحاد الكرة.

والأسوأ أن البعض معرض للمحاكمة بسبب أن بعض الحكومات لا تكتفى بتجريم العداء للسامية، لكنها ـ بسبب الابتزاز الصهيونى ـ تخلط بين العداء للسامية والعداء لدولة احتلال عنصرى مثل إسرائيل، وبالتالى يصبح أى انتقاد لجرائم إسرائيل.. عداء للسامية!!

نجمنا محمد صلاح مر بتجارب صعبة، ودخل التجربة فى أوروبا مع ظروف كانت فيها موجة العداء للاجانب والاسلاموڤوبيا تتصاعد.. إنجاز صلاح لم يكن فقط فى الملعب حيث أصبح واحداً من ألمع نجوم الكرة فى العالم إن لم يكن الأفضل، ولكنه أيضاً قدم نموذجاً جميلاً للاعب الملتزم فى حياته، المعتز بأصوله المصرية، المجتهد فى عمله، المعتدل فى مواقفه.. وهو ما جعله «ملك ليفربول» ونجمه المفضل عند الجماهير فى كل أنحاء العالم.

فلنترك صلاح يختار طريقه، وكلنا ثقة فى أنه لن يختار إلا ما يدعم مسيرته الناجحة، وما يفيد قضايا وطنه وأمته العربية.. ولنواصل دعمه ليظل هو ـ والعديد من نجومنا فى الرياضة والفن والثقافة والعلوم ـ هم النماذج العربية المضيئة، فى وقت يحاول فيه الأعداء تصوير العرب بأنهم «وحوش آدمية» ليبرروا جرائمهم النازية وحربهم المجنونة لإبادة الشعب الفلسينى أو تهجيره لتصفية القضية على حسابنا.. وهو المستحيل بعينه!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة